ليس هناك مجال للصدفة في التاريخ ولا دور لإرادات الأفراد سوى العمل وفق معقولية الروح المطلقة/روح المجتمع وارادته المجردة من غايات الأفراد، بل إن الأفراد لا يختارون إلا ما يناسب ماهية التاريخ ومعقوليته. لقد كان نابليون في نظر هيجل يختار ما يمليه عليه روح التاريخ ولم يكن لانتصاراته الشخصية، سوى دافع نفسي ذاتي لتحقيق غاية التاريخ المطلقة والتعبير عن روح الشعب، لا يحدث في التاريخ إلا الافكار التي تنتصر نظريا؛ فليس صراع التاريخ وتناقضاته في نظره سوى تعبير عن صراع الأفكار، لأن الفكر هو الذي يحدد الواقع وليس العكس ،وبالتالي هناك غاية قبلية للتاريخ يسير نحو تحقيقها. وهي غاية الحرية و الفعل حسب ما يمليه العقل في إطار دولة المعقولية ومجتمع المعقولية والذوق الجمالي والمعيار الأخلاقي المعقول. ويعتبر هيجل هذه التاريخية الخطية الحتمية هي قانون التاريخ والوسيلة التي تؤدي إلى التقدم وفق المنطق الصوري التالي: الفكرة ونقضيها وتركيبها.
الدكتوراه حول "الفلسفة الرواقية والابقورية" و درس جيدا علوم عصره والمادية المكانيكية مع رائدها فيورباخ، ومن خلال دراسة المنطق الهيجلي ... توصل في كتابة الإيديولوجية الألمانية ومخطوطات 1844م. إلى خطأ التاريخانية والاقتصادانية والمثالية الفلسفية المطلقة و تهافت المادية الميكانيكية وسذاجتها وفراغ المنطق اللاأدري وحلقيته الدائرية، لأنها تؤدي إلى إنكار الحقيقة المادية لتقسيم العمل وتناقض قوى الإنتاج مع علاقات الإنتاج ودور قوى الإنتاج ووسائل الإنتاج في تطوير علاقات الإنتاج وتقدم التاريخ نحو تحرر قوى الانتاج ووسائل الانتاج عبر تشكيلة اجتماعية تنفي علاقة الاستغلال بين قوى الانتاج الانسانية والطبيعة من جهة والشكل الاجتماعي والبناء الفوقي لعلاقة الإنتاج من جهة أخرى.
تفنذ ادعاء الفلسفة المثالية في نظر ماركس،لأنها تعتبر التاريخ نتيجة لحركة الافكار المجردة الخالصة. وهذا خطأ وقصور علمي في عملية التأريخ المثالية الصورية لانها تعتبر المجتمع وحدة منسجمة بشكل مجرد، بينما علاقات الانتاج في حالة صراع وتناقض مع قوى العمل والانتاج في الواقع.
تعتبر المادية التاريخية أن التاريخ يسير نحو غاية مادية ملموسة يمليها منطق مادي تاريخي ينشأ عنه صراع بين قوى العمل وعلاقات الانتاج، صراع سينتهي بالانتقال الى الاشتراكية في وسائل الانتاج وتحرير قوى العمل والانسانية من علاقات الانتاج الاستغلالية الطبقية ضد قوة العمل الذهنية والعضلية وضد الطبيعة؛ هذه الاخيرة التي يعتبر ماركس ان التاريخ يسير في اتجاه الانسجام معها وتصحيح علاقة الاستغلال اللاعقلاني والجشع الغير المتوازن لمواردها وتدمير بعض قوانينها
المادية الجدلية؛ إن هذه هي الشيوعية الذاتية والموضوعية حيث يتحرر الانسان من الاستغلال وتتحرر الطبيعة من التدمير والاستغلال البشع لوسيلة الانتاج الطبيعية/ في إطار مفهوم التنمية المستدامة العادلة والمتوازنة .
***
الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة، الطاغية مهمته أن يجعلك فقيراً، وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق