الأربعاء، 16 ديسمبر 2020

حظر تجول

  إلهام شاهين، إن فيلمها الجديد "حظر تجول"، يناقش الكثير من الموضوعات "المسكوت عنها والتي نخجل من الحديث عنها".

اماني فؤاد ناقدة ادبية وعلاج الصدمة بالعلمانية 


"حظر تجول" فيلم يفضح جرائم الجنس العائلية في مصر

كسر التابوهات للبحث عن حلول للمشكلات الاجتماعية.

هناك الكثير من القضايا المسكوت عنها في العالم العربي، وخاصة القضايا الاجتماعية، وبالأخص منها التابو الكبير ألا وهو الجنس، وهو إحدى المحرمات الثلاث وعنصراها الآخران هما السياسة والدين. وإن كانت السينما العربية قد اقتحمت هذا المسكوت عنه وساهمت في كشفه، فإن أغلبها سقط في الجانب الفضائحي، وهو ما تنبّه إليه مخرج فيلم “حظر تجول” وتلافاه لاحقا.

العنوان يتناول موضوعا سياسيا بامتياز، لكن المخرج أمير رمسيس سعى من خلال عمله الأخير هذا الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الثاني والأربعين، إلى إسقاط الفكرة على حظر آخر، هو الحظر الاجتماعي حيث يتناول جريمة ارتكبتها زوجة مظلومة ودفعت ثمنها غاليا.

تدور أحداث الفيلم بالفعل خلال فترة “حظر التجول” التي عاشها المصريون بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين في العام 2013، ولكن القصة بعيدة كل البعد عن مجريات الثورة المصرية.

قضية مسكوت عنها

يقول رمسيس “خلال أيام تطبيق حظر التجول شعرت بالاختناق. وقتها فكرت كيف يمكن لي أن أكون موجودا 12 ساعة في مكان مغلق مع شخص لا أريد مواجهته؟”

يروي الفيلم قصة امرأة سجنت عشرين عاما بسبب قتل زوجها، لكنها لم تفصح لابنتها عن أسباب الجريمة لحمايتها من حقيقة مرة، وهي أن والدها كان متحرشا ويسيء معاملتها.

يقول رمسيس إنه بدأ في كتابة السيناريو عام 2017 بعدما تابع في الصحف “مجموعة كبيرة من قضايا متتالية من العنف ضد المرأة في فترة زمنية قصيرة جدا، وكلها يجمعها شيء واحد ألا وهو الصمت

قضايا التحرش أو الاغتصاب أو الزنى التي تقع في المجتمع المصري أو العربي ‘المحافظ’ لا تظهر إلا حين تنفجر وتتحول إلى جرائم قتل”. ويرى “أن الفعل نفسه لا يتم تجريمه مجتمعيا بما يتناسب مع حجم الجريمة

ويشير مخرج الفيلم إلى أن بين “تلك القضايا التي قرأ عنها كان سعي أم إلى تبرير محاولة ابنها اغتصاب أخته”، مضيفا “هذا الموقف استفزني أكثر من الفعل نفسه. هذا التبرير المجتمعي أصبح سؤالا يؤرقني”.

ولا تزال مواضيع كثيرة متعلقة بالجنس تقع في خانة المحرمات والمسكوت عنها في المجتمع المصري على غرار بقية المجتمعات العربية. وغالبا ما يختار ضحايا انتهاكات فاضحة مثل الاغتصاب أو التحرش الصمت، منعا “للفضيحة” وخوفا من تبعاتها، حيث غالبا ما تتعرض الضحية إلى نظرة قاسية من المجتمع الأبوي والذكوري قد تصل إلى حد تجريمها.

الصمت مثلا كان خيار الجارة التي عرفت أن زوج فاتن يتحرش بابنته واكتفت بمنعه من زيارتهم”.

يرى المخرج أن ثمة قوانين يجب إعادة النظر فيها خصوصا تلك التي تخص العنف ضد المرأة. ويضيف “لكن في البداية يجب أن نعدّل نظرتنا المجتمعية إلى من هم في الأصل ضحايا وليسوا مذنبين”.

حكم المجتمع على وقائع الاغتصاب يدفع المجني عليه إلى الشعور بالعار، وإلى الخوف والصمت. هذا التواطؤ والتقليل من حجم الجريمة جزء من المشكلة”. ويتابع “المجتمع يدين المجني عليها ويعذر الجاني”. 

لسه قضية قتاة ميت غمر وقبل المنصورة تحرش جماعي 

 قضية زنا المحارم التي يتجنب الكثيرون الخوض فيها في المجتمعات العربية.

أبرز القضايا المسكوت عنها اجتماعيا ويخجل الناس من طرحها، كما تخشى الأعمال الفنية طرحها بوضوح ألا وهي زنا المحارم

حكم المجتمع على الاغتصاب يدفع المجني عليه إلى الشعور بالعار والخوف والصمت، فالتواطؤ يقلل حجم الجريمة بل المجني عليه هو الذي يدان 

يأمل رمسيس في أن يغير الفيلم “نظرة المجتمع أولا” تجاه قضايا الانتهاكات الجنسية، “حتى يصير في الإمكان مواجهتها قانونيا”.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق