الأحد، 27 ديسمبر 2020

سينما عصر مبارك أيقظت الوعي وواجهت توحش الفساد

 الناقد السينمائي وليد رشاد يؤكد في كتابه “السينما والثورة”

فيلم “سواق الأتوبيس”

 حيث إشارة حذرة إلى إصرار النظام على إهمال من خاضوا حرب أكتوبر، فنرى البطل والذي عانى كل الإهمال وتوالت عليه المشكلات وهو الذي كان أحد أولئك المحاربين القدامى، والذي بات لا يقوى على المواجهة بعدما كان يواجه الأعداء بكل شجاعة دفاعا عن الوطن، ولكن الواقع المر جعل منه شخصا سلبيا.

 أعداء الداخل دائما ما يكونون أخطر من أعداء الخارج، وهذا ما لاحظناه كلنا في الفترة الأخيرة ما بعد ثورة يناير وسط الجدل المحتدم حول ما بات يعرف بالطرف الثالث في مصر، أليس هذا هو الطرف الثاث؟”.

“حتى لا يطير الدخان”

 الذي يكشف فساد الصفوة الذين خرجوا عن المألوف وفسدوا بكل ما تحمله الكلمة من معنى حتى أصبحوا أسياد الشعب وحكامه، وفيلم “الصعاليك” الذي أشار إلى فساد النظام حيث كانت بداية موضة شراكة رجال الأعمال برجال السلطة ما أسهم في تراجع البلاد اقتصاديا.

 فيلم “التوت والنبوت”

 المأخوذ عن إحدى حكايات الحرافيش لنجيب محفوظ والذي عرض في عام 1986 وأخرجه نيازي مصطفى، فقد آثر الابتعاد عن التصريح بفساد شخصيات الحاضر وعاد بنا إلى زمن الفتوات، حيث يبعث برسالة من الماضي عن حلم بإقامة دولة العدل التي يحمي فيها النظام الشعب ويحافظ على أمنه وسلمه. وفيلم “كركون في الشارع” الذي ناقش مشكلة السكن التي كانت قد بلغت ذروتها بالإضافة إلى عجز أبناء الطبقة المتوسطة عن تأمين احتياجاتهم الأساسية التي تتمثل في ملاذ آمن وبسيط لهم.

 فيلم “اللعب مع الكبار”

 للمخرج شريف عرفه، ويحكي عن رجل عاطل ناهز الأربعين من العمر توصل عن طريق صديقه مهندس الاتصالات بسنترال رمسيس إلى معلومات خطيرة عن عمليات فساد، يتوجه الرجل إلى أحد ضباط أمن الدولة الشرفاء ليخبره بما توصل إليه، ويتدخل الضابط لإنقاذ الموقف لكن يظل الأمر لغزا بالنسبة إلى هذا الضابط ولا يعني انكشاف السر أو اللغز سوى كارثة على الجميع تؤكد قدرة ونفوذ من يعبثون بأمن الوطن.

ونجد أيضا فيلم “الهروب” للمخرج عاطف الطيب الذي عالج موضوع فساد وزارة الداخلية والخشونة المفرطة التي يتعامل بها الضباط مع المواطنين. وفيلم “طيور الظلام” الذي غاص في أعماق النظام كاشفا كيف يتلاعب الفاسدون ويتربح المسؤولون من وظائفهم ليجمعوا الثروات من دم الشعب المصري وكيف يتحايلون لإخفاء ثرواتهم، كما يتطرق إلى الصراع بين النظام والجماعات الإسلامية المتشددة، والذي بلغ ذروته في وقت إنتاج الفيلم الذي أوضح أنهم أيضا فاسدون لكنهم ينتظرون دورهم ليصلوا إلى الحكم باسم الدين.

 أفلام “الإرهاب والكباب” و”أميركا شيكا بيكا” و”المصير”، حيث رصدت الأفلام السبعة التغيير 

 الأفلام “أرض الخوف” لداود عبدالسيد الذي تعرض للإهمال الجسيم الذي سيطر على دوائر العمل الحكومي في عهد مبارك حيث تقارير الضابط الذي تم زرعه في عالم الإجرام مهملة لا تجد من يقرؤها سوى موسى موظف البريد، ومنذ العام 1981 فقد الضابط الاتصال بقيادته التي ظلت تتابعه مع تغيّر المسؤولين حيث يورث كل مسؤول السر الذي يخلفه حتى جاء مبارك ليهدم بابتعاده عن العمل لصالح الوطن ما جعل الضابط في موقف لا يحسد عليه في أرض الخوف وهو اسم العملية التي كلفته بها الدولة منذ عصر جمال عبدالناصر، وفي تلميحات واضحة أشار الفيلم إلى أن النظام تقريبا هو الذي سمح بدخول الكوكايين إلى مصر في مطلع الثمانينات.

وفيلم “معالي الوزير” الذي قدم وزيرا فاسدا وصل إلى منصبه بالصدفة كما حدث مع مبارك الذي قادته الصدفة عقب اغتيال السادات إلى الحكم، وأفلام “عاوز حقي 2003”، و”السفارة في العمارة”، و”وش إجرام 2006”، و”ظاظا 2006”، و”حين ميسرة”، و”دكان شحاته 2009” و”واحد صفر” و”بنتين من مصر” و”عسل أسود”.

2009

 يتشرب الصغير من الأب الصعيدى قيم الوفاء و الإخلاق فينشأ رقيقا رغم قوته، محبا لاخوته رغم كراهيتهم له، و يترعرع وهو يشاهد على حائط البيت المتواضع صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

يعمل الأب لدى رجل يسارى من أبناء الباشاوات (عبد العزيز مخيون) 

 فتتوحش الكراهيه فى نفس الأخوين غير الشقيقين تجاهه و تزداد الفوارق الطبقية داخل المجتمع، ويتصاعد التطرف، و تلتهب الأسعار و تتوالى الكوارث على المنطقة .. غزو العراق ، غزو لبنان ، ضرب الأراضى الفلسطينية، و هنا يقدم المخرج لقطة لها مغزى عندما طلب الأب من ابنه شحاته وضع صورة عبد الناصر على الشرخ لكى يغطيه فرد الأبن بأن الشرخ أكبر من أن تغطيه الصورة.

جاءت الفرصة بوفاة الأب و استيلاء الأخوة الغير اشقاء على الميراث كله و تلفيق قضية تزوير لشحاته و إلقائه فى السجن و بيع الدكان ضمن القصر ليصبح مقرا لسفارة أجنبية فى ايحاء واضح بأنها السفارة الإسرائيلية.

رج شحاته من سجنه عام 2013 ليشاهد الناس و هى تتقاتل فى الشوارع على رغيف الخبز و ذلك فى رؤية متشائمة لمستقبل مصر القريب .

ثم كانت المفاجأة القاسية لشحاته باستيلاء اخيه على حبيبته وزواجه منها ورغم ذلك يصر شحاته على الغفران ومد يده بالحب إلى اخويه إلا أن الأخ سالم يقتله بالرصاص.

و عندما يأتى الحرافيش للثأر له يصرخ شحاته فى زعيمهم و هو يلفظ أنفاسه " دول اخواتى يا ابن الكلب" .

ماتت القيم و عاش الأوغاد و انهارت هيفاء أو مصر على جثته تبكيه بالدمع الغزير.

يتوقع الفيلم انفجارا قريبا فى مصر و مزيدا من الفوضى فيعد امتداد لرؤية المخرج فى "حين ميسرة" و ان كانت رؤيته فى هذا الفيلم اقل تماسكا و حبكة و اكثر دمويه.

" عمرو سعد" الذى انطلق بدوره الصغير و المؤثر فى فيلم خيانة مشروعة و ازداد نضجا فى حين ميسرة ليتألق فى فيلمه الأخير مذكرا الكثيرين بالراحل أحمد زكى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق