الاثنين، 7 ديسمبر 2020

البنك المركزي الأوروبي وزيادة الفوارق

 خفض الفوائد يرجح كفة تملّك الأغنياء على حساب الفقراء.

تحت ضغوط كورونا والأزمات المالية، تساؤلات حول تبعات الإجراءات المالية على الطبقات الاجتماعية، حيث تكشف تقارير أن بعض الأدوات النقدية تسببت في فجوة بين الأغنياء والفقراء.

وسجلت نسب الفوائد انخفاضا كبيرا منذ بدء اتباع سياسة التيسير الكميّ، إلى أن أصبحت في بعض الأحيان سلبية كما في ألمانيا أو فرنسا، فيما حقق مؤشر “كاك 40”، المؤشر الرئيسي في بورصة باريس، ومؤشر داكس في بورصة فرانكفورت ارتفاعا بأكثر من 30 في المئة خلال خمس سنوات، ما درّ عائدات طائلة على المساهمين وكبار المستثمرين.

في السوق العقارية، فإن سياسة الفوائد المتدنية أتاحت للعائلات الميسورة زيادة أملاكها، وأدى ارتفاع الطلب إلى زيادة الأسعار في بعض المدن الكبرى.

“تقدير قيمة الأسهم أو العقارات أعلى، وهو ما صب بالتأكيد في مصلحة الذين يملكون هذه الأصول”.

البنك المركزي الأوروبي أكدا في وثيقة في يناير 2019 أن التيسير الكميّ ساهم في خفض نسب البطالة لدى شريحة الـ20 في المئة الأكثر فقرا في أربع دول هي فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، وفي زيادة مداخيل العمل.

ولم يكن الأثرياء وحدهم الذين استفادوا من التيسير الكمي، بل أكد الباحثان أن هذه السياسة، مقترنة بمعدلات فائدة متدنية إلى مستويات تاريخية في السوق العقارية، أتاحت وصول العائلات الأكثر تواضعا إلى الملكية، ما حدّ بشكل طفيف من التباين في الثروات.

ولفتت عدة منشورات صادرة عن المؤسسة المالية حول هذه المسألة، إلى تراجع التباين في الثروات بفعل السياسة النقدية، لكنها حذرت من أن هذا التصحيح طفيف، ملقية الكرة في ملعب الحكومات التي تحدد السياسة المالية.

غير أن حجة تراجع البطالة بفضل البنك المركزي الأوروبي لا تقنع جيزابيل كوبي سوبيران، التي تعتبر أن الإحصاءات المقارَنة بين منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي لا تظهر فارقا كبيرا يمكن نسبه إلى السياسة النقدية.

وفي خضم ذلك، تتزايد التساؤلات حول ما إذا تم سلب أموال المدّخرين، ويقر البنك المركزي الأوروبي بتأثير سلبي على عائلات المدخرين التي شهدت تراجع عائدات مدّخراتها.

 تتزايد التساؤلات حول ما إذا تم سلب أموال المدّخرين، ويقر البنك المركزي الأوروبي بتأثير سلبي على عائلات المدخرين التي شهدت تراجع عائدات مدّخراتها.

واشتدت الانتقادات لهذه السياسة بصورة خاصة في ألمانيا، حيث نشرت صحيفة “بيلد” في 2019 صورة مركبة تصف ماريو دراغي على شكل شخصية دراكولا، يمتص مدّخرات المتقاعدين “حتى القطرة الأخيرة”.

السياسة لها تأثير “توزيعي وتطال بشكل متباين الأسر المقترضة والأسر المقرضة”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق