التقدم الماديّ بنى لدى العقل الغربي قناعةً راسخةً بمركزيته العالمية
أصبحت أوروبا قائدةً للعالم من حيثُ التطورُ الماديّ والتنميةُ وتنظيم الدولة منذ القرن السابع عشر الميلادي،
وحده من يصنع التاريخَ، ويصل إلى الحقيقة، ليس في العلوم الطبيعية وحدها فحسب، بل وفي القيم والأخلاق والفلسفة والفكر ... ونتيجة ذلك أن ازدرى الأنماط الثقافية والفكرية لغيرَه،
تدميرِ كثيرٍ من الإرثِ الثقافيّ العالمي بدءاً من أمريكا الجنوبية، وتراث حضاراتها القديمة كالأزتك والأنكا الذي دمّره الأسبانُ والبرتغاليون، وانتهاءً بإفريقيا التي ظُلمت كثيراً في ثقافتها، وخاصةً من قبل فرنسا .
الإيمانَ بأن أوروبا ومعها أمريكا هي مركزُ العالم كلّه - جعل الأطرافَ الجغرافيةَ والبلدان الأخرى، والثقافات الأخرى غيرَ مهمةٍ في نظر من يؤمن بهذه المركزية؛ ولذا فإن زوال الثقافات الأخرى من العالم في نظرِ بعض هؤلاء لن يضر كثيراً، بل قد يؤمنُ بعضُ المتعصبين بأنه يجب أن يكون.
لا يؤمن بدورِ الحضارةِ الإسلاميةِ في صناعةِ الحضارةِ الإنسانية، وأنه لا فضلَ لها على البشر..
نقد النص القرآني نقداً معتمداً على دراسات تتعلق بمنهجية التوراة والإنجيل، وإن كانت مختلفةً عن منهج العلوم الإسلامية ...لأن المركزية الأوروبية ترى نفسها أكثر تطوراً من العالمِ كلّه.
وأولُ ترجمة تمت للقرآن الكريم في الغرب كانت من قبل المترجم الإنجليزي روبرت الكتوني المسمى باللاتينية ( Roberus Ketenenisis ) سنة 1143 م ولم يكن الهدف منها معرفة القرآن والاطلاع على ما فيه، بل كان هدفها تنصير المسلمين، وجذبهم نحو هذه المركزية ، ولذا كان عنوانها باللاتينية هو: ( كتاب قانون محمد النبي المزيّف ).
ومشكلةُ المركزية لا تزال مستمرةً في عصر العولمة الثقافية، بل امتدت إلى مركزيةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ ولكنها اليوم أمريكية أكثر منها أوروبية حتى صار الأوروبيون أنفسهم قلقين من هذه المركزية الأمريكية في السياسة والفكر والاقتصاد ...ووقفوا معنا على جانب الدائرة وليس في وسطها كما كانوا يوماً ما، وكما كنا من قبلهم.
المركزيةُ استغلها بعض المسلمين لتطوير فكرة الصراع الحتمي بين الغرب والإسلام، للحفاظ على تماسك رؤيتهم الإسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق