الأربعاء، 16 ديسمبر 2020

تجديد الخطاب الديني عبارة العصر الجديد *****

  العنف المتبادل بين المتشددين المسلمين والمتشددين في اليمين المسيحي وأضرابه عند الهندوس والبوذيين التي تدور رحاها في الغالب في ساحات المساجد والكنائس والكنيس والحسينيات والمعابد الهندوسية والبوذية تضغط باتجاه دين الإسلام فحسب، وأن هذا الدين من بين ديانات الكرة الأرضية هو الذي يحتاج إلى «فرمتة عميقة» لا تستهدف خلخلة البيانات بل تشمل حتى الإعدادات،

وما لا يستطيع بعض الدبلوماسيين الغربيين قوله يتولاه عنهم المقربون منهم من مستشارين وأكاديميين ومفكرين وإعلاميين. وكان أكثر السياسيين جرأة في مقاربة وملامسة سقف اتهام الإسلام هو الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أطلق تصريحه الشهير المثير: «الإسلام يعيش أزمة»،

وفي المقابل وحين تنفجر حوادث عنف إرهابية ينفذها متشددون مسيحيون أو يهود أو هندوس أو بوذيون أو حتى ملحدون، ينبري المختصون والمحللون والساسة والإعلاميون لتلمس جذور المشكلة لكن لا يجعلوا الانتماء الديني لهؤلاء المتشددين محل نقاش، ناهيك عن أن يتجرأ أحدهم فيجعله سبباً أو يتهم أحد هذه الديانات بأنها «تعيش أزمة»، وهو موقف صحيح ومنطقي، والصحيح أيضاً أن يكف العنصريون النابذون للآخر عن توجيه تهمهم لدين الإسلام والتركيز على جذور أخرى لمشكلة التشدد عند بعض المسلمين كما هو موجود في كل ملة ونحلة.

الجانب المؤلم لهذه المشكلة هو الروح الانهزامية الاعتذارية عند عدد من الإعلاميين العرب، فراحوا ينادون بفهم مشوه للتجديد يخلخل الأركان وينخر في الأساسات، وهذا خطأ كارثي يصب الزيت على نار التشدد فيزيدها اشتعالاً ولا يطفئها، وهذا ما فهمه البعض مثل رئيس جامعة القاهرة في مناظرته الشهيرة مع شيخ الجامع الأزهر، وقد استدرك عليه شيخ الأزهر بعبارة بليغة قائلاً إن التجديد يقضي بـ«ترميم بناء قديم» وليس مغادرته.

ليس ثمة زمنٌ الناسُ فيه أحوج إلى الرفق بهم والتعامل معهم بحكمة وعقلانية وحدب مثل هذه الفترة التي تعززت فيها موجة الإلحاد وخلخلة الفضائل، واستطاعت فيه شبكات «السوشيال ميديا» أن تكسر كل الحواجز الأخلاقية والفكرية، وهذا بالضبط ما يعنيه الفهم السليم لمصطلح «تجديد الخطاب الديني»، التجديد الذي يحافظ على الثوابت ويطور في الأساليب، يراعي حال المخاطب كل زمان بحسبه وكل حالة بظروفها، تماماً كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب في عام الرمادة، وهو عام المجاعة فلم يطبّق الحدود على السارقين.

المجدد للخطاب الديني السليم مثل الطبيب الماهر يعالج العضو الموبوء ويحاول جهده وطاقته ألا يفسد عرقاً ولا يكسر عظماً ولا يقطع لحماً، وأما التجديد الذي يطالب به بعض مهزوم أمام حملة مسعورة تتهم الإسلام ولا تفرق بينه وبين المتشددين، فهو تجديد مدمر كالريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم.

*********

فلسفة نقد الخطاب الديني عند سامي عبد العال


سامي عبد العال، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب، جامعة الزقازيق، الذي يشكل فكره في نقد الفكر الديني، ليس امتدادا لأعمال فلاسفة ومفكرين بارزين من العقلانيين العرب مثل محمد عابد الجابري، حسن حنفي، ، صادق جلال العظم، نصر حامد أبو زيد ، محمد أركون، حسن حماد

ضرورة ألا يتحول نقد الفكر الديني إلى نقد الدين ذاته، أو إلى رؤية أيديولوجية، نقدا يحرر الإنسان من سلطة الأوصياء، ومن دعاوى امتلاك الحقيقة المطلقة. ما الفرق إذا بين فكرة "الأستاذية" عند منظري الإسلام السياسي، ومثقفي اليسار والليبراليين؟ ..إنه نقد لكل تلفيق وتسييس وتزييف للوعي وتغييب للعقل.

 "نقد فلسفة التسامح"، "المواطنة"، و"الحدث والخطاب: دراسة في فلسفة الثقافة"
 مقال" الدين بلا رجال دين"،
 يطرح عبد العال تحليلا جديدا للعلاقة بين كورونا والسلطة باسم الدين، وكيف أنَّ "وباء كورونا أبْطّل فعل السلطة الزمنية للأديان، بمنع الطقوس الجماعية والحيلولة دون الشعائر في بيوت العبادة( منع الصلوات والفروض والمناسك كالعمرة والقُداس بالكنائس والأعياد بالمعابد اليهودية)، جعل التباعُد الجسدي رمياً روحياً للانفراد بالذوات دون إلزام خارجي إلاَّ من خوفٍ على الحياة. فالبيولوجيا أعادت الدين (الاعتقاد والسلوك الجسدي) مجرداً من سلطته العينية العمومية، وتلك كانت حالة التدين الأولى".    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق