لم تشهد الثقافة العربية عبر تاريخها الطويل نزوعًا نحو التغريب والاعتداد بالمرجعيات الأجنبية مثل الذي تشهده في هذه الأيام، حتى أصبح التفاخر والتباهي بالتغرّب، لغة وسلوكًا وفكرًا واعتقادًا ومنهجية، سمة عامة لم يسلم منها حتى المثقفون والكتاب وأساتذة الجامعات والإعلاميون وراسمو السياسات التربوية”.
ضبابية
حفاظ على الثقافة القومية وحمايتها وتطويرها وتعزيز مكانتها العالمية، هم القيمون على المؤسسات التعليمية والتربوية والبحثية التي يُفترض بها أن تكون وصية على ثقافة الأمة وهويتها.
هذا التسارع والتهافت واللهاث والتقليد إلى ما هيأته وسائل التواصل الحديثة، وشبكات الإنترنت العالمية التي جعلت ثقافتنا وجهًا لوجه أمام طوفان من الثقافات التي تزخر بالتنوع والجاذبية، وتحمل فرصًا غير محدودة من التهام الثقافة بجميع ألوانها وأشكالها ومستوياتها.
اللغة العربية هي المعبر عن ثقافة الأمة، والرافعة الأساسية لنهضتها وعلو شأنها، فإن تراجع مكانتها بين أهلها، ولا سيما في المؤسسات الرسمية والعلمية والتعليمية والبحثية، يعد أكبر مؤشر على الخطر الذي يتهدد الثقافة العربية على المدى المنظور”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق