الجمعة، 17 يونيو 2022

أمارتيا سن.. تحويل الاقتصاد إلى فلسفة

 يكاد الأوروبيون والأميركيّون يحتكرون المواقع الأساسية في علم الاقتصاد، وتبعاً لذلك فإن هذا المجال المعرفي قد انغلقت إشكالياته ونظرياته في ما يقع في الغرب وحده، واعتُبرت النتائج التي توصّل لها "حقائق كونية"، ولعل في ذلك ما يفسّر صعوبة تطبيقها في بقية بلدان العالم، الأمر الذي كان سبباً في تقدّم الثقافات والأمم بسرعات متباينة.

 المحوري عند المفكّر الاقتصادي الهندي هو العدالة كمضمون للفعل الاقتصادي الواسع.

اهتمّ سن كثيراً بموضوع عدم المساواة لبروزه بشكل واضح في الهند، ولكنه نجح في اقتراح نماذج علمية قابلة للتطبيق في كل بلاد العالم حيث أن عدم المساواة تضرب في كل المجتمعات؛ المتقدّمة منها والمتخلّفة. على عكس معظم الاقتصاديين لا يقف سن بمفهوم عدم المساواة في منطقة الفروقات الطبقية بل يتضمّن منجزه أيضاً فهماً لهذه الإشكالية على مستوى المعرفة والجندر والبيئة.

حاز أمارتيا سن على نوبل عام 1998، وهو ما وضع أبحاثه تحت دوائر الضوء، فتحوّل فكره إلى تيار عالمي يُسند النظريات الاقتصادية (والسياسية أيضاً) إلى قيم مختلفة عن الأخلاق الرأسمالية التي نظّر لها آباء علم الاقتصاد مثل آدم سميث وديفيد ريكاردو.

من أبرز مؤلفات سن: "الأخلاق والاقتصاد"، و"أن نعيد التفكير في عدم المساواة"، و"نموذج اقتصادي جديد: تنمية وعدالة وحرية"، و"الاقتصاد علم أخلاقي"، و"ديمقراطية الآخرين"، و"الهوية والعنف"، و"فكرة العدالة".

*Aug 22, 2021

أمارتيا سن وما نريده من نظرية العدالة

ربط التنمية الاقتصادية بقيم الحرية وعدّ نظرية رولز مثالية 2013

سن أحد أبرز الفلاسفة المؤثرين اليوم على المستوى الدولي، خصوصا في إسهاماته في ربط التنمية الاقتصادية بقيم الحرّية. نتذكّر في الختام، مقولة سن الشهيرة التي طرحها في كتابه «الفقر والمجاعة»: لم تحدث قط مجاعة في دولة ديمقراطية حقيقية.

*

أميركا وكبح الثراء المجحف

 ويدرك خبراء الاقتصاد راهناً أنَّ السماح بقدر أكبر من عدم المساواة لا يؤدي في غالب الأمر إلى تعزيز النمو. كما أن القضية الأخلاقية لعدم المساواة - فكرة أنَّ الأثرياء يتلقون التعويضات المنصفة عن خلق فوائض هائلة من القيمة الاقتصادية - قد انهارت بدرجة كبيرة. وحتى بعض الجمهوريين باتوا يتحدثون عن المشكلة نفسها في الفترة الأخيرة.

 الثروات الهائلة التي يملكها أشخاص من شاكلة جيف بيزوس (أمازون) أو مارك زوكربيرغ (فيسبوك) أو إيلون موسك (سبيس إكس). وحتى قبل الارتفاع الأخير في تقييمات الأسهم، كانت هناك فئة صغيرة من المواطنين الأميركيين تتحكم فعلياً في حصة كبرى من ثروات البلاد بصورة ملحوظة للجميع.

يدعو كبار أنصار مكافحة عدم المساواة إلى فرض الضرائب الجديدة ذات الشرائح العالية كوسيلة للحد من ثراء الأثرياء.

وفي حين أن عدم المساواة في ثروات أصحاب الأموال الطائلة قد ارتفعت بصورة كبيرة للغاية، فإن هناك شكلاً آخر أكثر خفاء من أشكال عدم المساواة، ذلك الذي يحظى باهتمام أقل بكثير. ففي ثمانينات القرن الماضي، تباعدت الطبقة المتوسطة بصورة ملحوظة، حيث ابتعدت الطبقة المتوسطة العليا عن الطبقة المتوسطة الدنيا.

 الفصل بين الطبقات أن يوجه صدمة قوية إلى التصور الأميركي الذاتي على اعتباره مجتمعاً من أبناء الطبقة الوسطى في المقام الأول. وهو أمر يشبه تمييز كارل ماركس بين البروليتاريا والبرجوازية الصغيرة التي نشأت في الولايات المتحدة، ما يثير صراعاً اجتماعياً مماثلاً لما تنبأ به كارل ماركس بنجاح واضح في أوروبا.

 أجهزة الحواسيب وتكنولوجيا المعلومات مفيداً للأشخاص المتعلمين بصورة أكبر بكثير من أولئك الذين لم يحصلوا على الشهادات الجامعية.

Dec 28, 2020

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق