الأربعاء، 22 يونيو 2022

لا تقتل المتعة

  التدخل في حرية الكلمة والفعل هو قتل للمتعة الشخصية، بما يعني أن وجود المساحة المحايدة بين أفراد المجتمع من ضرورات الحياة للتعايش. تقبل واحترام تباين واختلاف أفراد المجتمع هو تعزيز لروح السلام الداخلي أولا والخارجي أيضا. ولكن هناك من يؤمن بنظرية القطيع أي أن الجميع يجب أن يفكر بعقل الرجل الواحد وأن نعيش متشابهين في جميع أوجه الحياة فما يعجبني يجب أن يعجبك وما كرهته وجب عليك أن تكرهه وتتوقف عن فعله.

(1) مقارنة نفسك بالآخرين باستمرار، ما يؤدي إلى عدم الرضا عن حياتك ومنجزاتك ومكتسباتك، ومن ثم تدمر أي متعة بمنجز معين، ولا يقتصر تأثير ذلك في المتعة، بل سيؤثر ذلك حتما في سعادتك، وهذا هو الأهم، لأن المقارنة غالبا غير عادلة لكثرة الاختلافات بين الناس في سماتهم وخصائصهم وقيمهم والإمكانات التي لديهم. (2) عدم تقدير ما لديك، فلا يحتاج الأمر إلى بحث لتكتشف أن لديك ما يكفي لإسعادك، لأن السعادة نسبية، فإذا لم تأخذ وقتا لتقدير ما لديك من نعم، فلن تشعر أبدا بأن لديك ما يكفي، فشكر الله وحمده على نعمه يقللان التوتر ويجلبان راحة البال. (3) التركيز على الماضي، أو خشية المستقبل، وعدم التمتع بالعيش في الحاضر، يقتل أي متعة ويبدد أي سعادة. فالتفكير في الماضي يجعلك حبيس الماضي، بأحداثه ومشكلاته التي تثقل كاهلك، ما يفوت عليك فرص التمتع بالحاضر، كما أن القلق بشأن ما هو قادم وخشية التعامل معه، يجعلانك تعيش بعيدا عن حاضرك، (4) الابتعاد عن جلد الذات على الرغم من فائدة النقد الذاتي في تحديد العيوب، ومن ثم تحسين الأداء والتعامل مع الناس، فإن المبالغة في النقد الذاتي المستمر تحطم الهمم وتقتل المتعة بأي إنجاز. (5) الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يمتصون الفرح والبهجة من حياتك ويبددون المتعة أيا كان نوعها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق