Apr 15, 2019
الشعوب الإسلامية تتبع "نمط حياة" النبي والصحابة، حتى اعتبرته ديناً، مؤكداً أن "المصحف هو النص المقدس الوحيد". وقال إن "الله هو مؤلف القرآن الكريم"، وتساءل "لماذا نجبر على فهم آية الإرث كما فهمها ابن عباس، لا كما كتبها الله، وفهمناها نحن؟"، مضيفاً "لسنا مقيدين بنمط وفهم القرن السابع" أي لا تجوز هيمنة النمط السابق وتقديمه نموذجاً لكل الأزمنة والعصور. وأكد أن "الدين" لا يقدم "ما هو الحلال" بل "ما هو الحرام"، مشيراً إلى أن من غير المعقول التفكير في كل خطوة، هل هي حرام أم حلال، وقال :"أصبح الشخص إن أكل برتقالة، يسأل هل تصرفه حلال أم حرام؟".
ودعا أيضاً الفقهاء وأهل "الإفتاء" ألا يجيبوا عن جميع الأسئلة، وأن يمنحوا الناس فرصةً للتفكير في ما يفعلونه هل هو حرام أم حلال، قائلاً:"الحلال تابع لذوق المجتمع والشخص والقانون. لا يحتاج إلى بيّنات، نحن مطالبون بمعرفة الحرام فقط لتجنبه، فالشخص الذي يحب الغناء غير ملزم بأن يبرهن للعالم أن الغناء حلال".
وسلط الضوء إيضاً على أن الله لن يحاسب "الجماعات"، بل "الأفراد" بحيث أن التفريق بين حياة المجتمعات وحياة الأفراد أمر في منتهى الضرورة لأن ثواب وعقاب "الجماعات" في "الدنيا"، وثواب وعقاب "الأفراد" في "الآخرة"، موضحاً أن "كلمة دين لم تأتِ في القرآن إلا مفردة". وأشار إلى أننا نحتاج إلى "القيم الإنسانية" في الدنيا، لا للآخرة، بعكس "التدين" الذي نحتاجه للآخرة، مؤكداً أن من الضروري تحويل "التدين" إلى شأن "فردي"، و"القيم الإنسانية" إلى شأن "جماعي" "ليقف المجتمع على رجليه"، بعكس ما نقوم به اليوم. وأضاف: "بالرغم من أن "الدين عند الله الإسلام" فإن الله اعترف بتعددية الملل، يفصل بينهم يوم القيامة، قائلاً "مو شغلنا إطلاق الأحكام عليهم". بل "شغلنا" هو التعايش مع الجميع حتى مع الملحد، لأن القيم الإنسانية هي التي تجمعنا كلنا وفق قوله تعالى {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء
شهيد}.
أكد شحرور أنه يهدف لإعادة بنية العقل العربي وإعادة مركز الدين من القرن السابع إلى القرن الحالي، لأننا "شعوب تتخلف وتنظر إلى الوراء بسبب التدين"، موضحاً أن أوروبا في تطورٍ مستمرٍ لأن التدين فيها فردي ومجتمعاتها مبنية على القيم الأخلاقية والإنسانية، ولذلك تسير نحو النمو والصعود. وأكد شحرور أن كل ما يريد أن يقوم به في حياته هو أن يرى "صدق الله العظيم" متحققةً في الواقع،
++++++++++++++++++++
محمد شحرور: المفكر الإسلامي يثير سجالا حتى بعد وفاته
2019+12+20
غيب الموت، مساء السبت، الباحث والمفكر السوري، محمد شحرور عن عمر ناهز 81 عاما.
ونقل جثمان المفكر السوري من العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث وافته المنية إلى دمشق، وفقا لحسابه الرسمي على تويتر.
ونعى مدونون وكتاب عرب المفكر الراحل ووصفوه بأنه أبرز "رواد النهضة الفكرية الإسلامية".
ورأى البعض أن شحرور "أنقذ أجيالا من التعصب والأفكار الرجعية بتقديمه قراءات معاصرة للنصوص الدينية ترتكز على إعمال العقل والنقد ".
في المقابل، يذهب المعترضون على فكر شحرور إلى حد اتهامه بالزندقة وطالبوا بحظر كتاباته لأنها تشكل مساسا بـ"ثوابت الدين"، حسب رأيهم.
ويقولون إن أطروحاته تتلخص في محاولة تطويع النصوص لتوائم مبادئ الفكر الماركسي.
في حين ينفي آخرون ذلك قائلين إنه "كان يدعو إلى التعامل المباشر مع النص الديني بدلا من تأويلات الفقهاء القدامى".
في محاضرة جمعت الراحلين صادق جلال العظم ومحمد شحرور في المنتدى الاجتماعي في الطلياني/دمشق عام 2004، كان العظم واضحاً جداً في إعلان إلحاده على الملأ وفي آراءه حول الاسلام والدين عموماً.. بينما كان محمد شحرور ناقداً للنص الديني والمنظومة الإسلامية من الداخل رغم ايمانه الراسخ وإسلامه الواضح..
ما كان لافتاً بالنسبة لي وقتها، هو الهجوم العنيف الذي تلقاه محمد شحرور باعتباره "زنديقاً" خارجاً عن النص، بالقياس لنقد العظم الأكثر رادايكالية في الأمر..
المسألة باعتقادي أن الأخطر على الاسلاميين والمتمسكين بالتقليد والمنظومة الإسلامية هو الناقد من داخل تلك المنظومة، والذي يفكك المنظومة الإسلامية من داخلها وبأدواتها، ليصنع إسلاماً أكثر ملائمة للعصر وأكثر زمانية وانسجاماً مع روح العصر الذي يعيشه المسلمون في كل مكان..
الرحمة والسلام لروح محمد شحرور الذي ناضل صادقاً ليخرج الإسلام والتشريع الإسلامي من جاهليته وقدامته المضادة للزمن، في محاولة جريئة لتزمينه وتحديثه وإصلاحه.
ما يأخذه معظم المحافظين والمتزمتين عليه هو ذاته ما يراه كثيرون سببًا للإشادة به، وأقصد أنه جاء بأفكار جديدةٍ لم يسمعوا بها من قبل وتخالف الإجماع المزعوم وجوده لدى "علماء الأمة".
كثيرون لا يرون في الإبداع إلا كونه بدعة، ولا يرون في الاختلاف إلا كونه أساسًا لخلافٍ وازدراء، ولا في التغير إلا كونه ابتعادًا عن الأصل الواجب التمسك به والجمود عنده.
بالإضافة إلى منهجه اللغوي المدهش الذي أثار، في أحيانٍ كثيرةٍ، دهشتي وإعجابي وتفكيري أكثر مما أفضى إلى إقناعي، فإن القيم الأخلاقية الإيجابية التي تتضمنها الكثير من أفكاره وتأويلاته، هي أكثر ما أعجبني في فكره ودفعني إلى تقييمه تقييمًا عاليًا، عمومًا.
تزداد أهمية مضامين فكر الشحرور، معرفيًّا وقيميًّا، عندما نطَّلع على مضامين فكر "الشيوخ" و"علماء الدين" المنتقدين له و/ أو المتهجمين عليه. فغالبًا ما كان ذلك الانتقاد ضحلًا، وذلك التهجم وقحًا ومفتقرًا لأي مسوِّغٍ معرفيٍّ أو أخلاقيٍّ أو حتى دينيٍّ.
الشحرور أدخل الكثيرين جنة التفكير، فحكم عليه كثيرون بجهنم التكفير.
من هو محمد شحرور؟
ولد شحرور في دمشق عام 1938 ودرس الهندسة المدنية في موسكو.
وعمل مدرسا للهندسة في جامعة دمشق، بعد أن حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في إيرلندا.
منذ السبعينات، كرس شحرور وقته لدراسة القرآن وأصدر نحو 13 كتابا ومؤلفا حول هذا الموضوع.
وفي سنة 1990، أصدر مؤلفه "الكتاب والقرآن ـ قراءة معاصرة" الذي أثار جدلا فكريا كبيرا في العالم العربي والإسلامي.
ويعد ذلك الكتاب اللبنة الأساسية لجميع أفكار شحرور، بحسب قرائه.
ويدعو شحرور إلى فكرة عقلنة النص الإسلامي، وتأسيس مجتمع مدني تحكمه القوانين المدنية موضحا أن "أوروبا في تقدم مستمر لأن التدين فيها فردي ومبني على القيم الأخلاقية".
ويرى شحرور أن الفقهاء في الإسلام ركزوا على النقل وغيبوا الأسلوب النقدي.
وزاد الجدل حول شحرور وأطروحاته في السنوات الأخيرة إثر ظهوره في برامج تلفزيونية.
وبحسب تأويلات المفكر الإسلامي، فإن القوامة يمكن أن تكون للمرأة، وأن المساواة في الميراث واجبة وأن الحجاب عرف اجتماعي ليس له علاقة بالدين الإسلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق