Nov 30, 2021
التسميات، ثورة، احتجاجات، حراكاً، انتفاضات، إنها ظاهرة عرفتها كل الشعوب وشدت اهتمام الباحثين والدارسين تحت نظريات كثيرة أبرزها نظرية الحرمان النسبي والتوقعات.
الطرق السلمية والشرعية كالانتخابات للتعبير عن مطالب المواطنين وتوصيلها لصانعي القرار. والنموذج الثاني نجد أمثلته في العديد إن لم يكن أغلبية دول العالم الثالث، حيث قدرات النظام في تراجع لأسباب تتعلق بالفساد وسوء الإدارة والرغبة في الحكم والاستئثار بالسلطة في يد فئة قليلة. والنتيجة الحتمية التمرد والثورة وما يصاحبهما من عنف وفوضى وتفسخ اجتماعي. وهناك عوامل كثيرة تسرّع التمرد أو تعمل على احتوائه، أولاً الشرعية السياسية التي تعني القبول الشعبي بمن يحكم. فالحكومات الشرعية نادراً ما تكون هدفاً لحركات التمرد أو انتفاضة الشعوب لأنها تعمل تحت أعين شعوبها. وبالعكس فالحكومات التي تفقد شرعيتها تكون عرضة لحركات التمرد والغضب الشعبي. وهناك سبب آخر للتمرد يتمثل في انعدام العدالة الاجتماعية وتفشي الظلم واتساع الفجوات بين الغنى والفقر.
فكرة العنف السياسي تتولد من رحم ردة فعل غير عقلانية إزاء حالة الشعور بالإحباط والكبت، فالإحباط والكبت يتولد عنهما العنف إما بالانتحار الفردي وهو ظاهرة شائعة، أو العنف الجمعي ضد الحكومات أو من يحكم، وضد الطبقات التي تحتكر المال والثروة.
مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد، أو بوعزيزي في تونس والذي أدى انتحاره حرقاً إلى ثورة شعبية عارمة أطلق عليها ما يسمى «الربيع العربي». وقد كشفت حالة الحرمان النسبي حجم التناقضات والفجوة التي تظهر داخل المجتمعات وتؤدي إلى الانتفاضات الشعبية ضد النظام الحاكم.
إلى جانب نظرية الحرمان النسبي، هناك أكثر من نظرية مثل نظرية الصراع الطبقي في الفكر الماركسي وهذا ما ركز عليه بارينغتون مور في أطروحته بأن الثورات تحدث عندما يكون هناك صراع طبقي داخل المجتمع. واستند في ذلك إلى الصراع بين الطبقات الأرستقراطية والفلاحية في أوروبا والتحول إلى المجتمعات الصناعية.
بقدر رشادة الحكم واستجابته لحاجات المواطن وعمله على سد فجوة الفقر وتقليص أساليب القوة والقمع، وبقدر نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف والكراهية وبقدر شرعية الحاكم يمكن التغلب على حركات التمرد والانتفاضات الشعبية، وهذا ما استفادت منه كثير من الدول العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق