Apr 6, 2020 May 25, 2022
إن غاية الإنسان في تصور ابن باجة هي قدرته على الانتقال والتغير من حال إلى آخر، وأصناف الغايات عنده كثيرة، منها العبادة التي يبغي بها رضا الله تعالى، ومنها الجاه وما يلحق به من التزين والتلذذ، ومنها النظر العقلي الذي ينتهي بالاتصال بالعقل الفعّال.
والغاية التي يجب أن يسعى إليها الإنسان هي البُعد عن المادة والاقتراب من الكمال الإلهي الذي لا يُدرك إلا بمعونة إلهية، لذا بعث الله الأنبياء والرسل تتميما للعلم الناقص عند الإنسان.
ممتهنا الطب الذي كان حاذقا فيه بجانب علومه الفلسفية.
تأثيره في الفلاسفة وقد تأثر كثير من الفلاسفة العرب والأوروبيين بفكر ابن باجة، ومن بينهم ابن طفيل، وابن رشد الذي أُعجب بابن باجة للغاية، وموسى بن ميمون الفيلسوف اليهودي الذي اتفق معه في مسألة الفضائل الأخلاقية.
كما وُجد أثر ابن باجة في فلاسفة الغرب ولا سيما الألماني إكهارت (1260- 1328م) الذي انتهج التصوف العقلاني، والهولندي باروخ سبينوزا (1632- 1677م) الذي نجد في كتابه "علم الأخلاق" نقاط التقاء كثيرة مع ابن باجة.
بخلاف أعماله الفلسفية عُرف عن ابن باجة كذلك اهتمامه بعلوم السياسة والفلك والموسيقى والموشحات والرياضيات والطب والعلوم الطبيعية، واشتهر بتأسيس الفلسفة على أسس علمية رياضية وطبيعية.
وقد تولى زعامة معارضته الطبيب الشهير ابن زهر والمؤرخ والكاتب الفتح بن خاقان فضلا عن طائفة من فقهاء المالكية، وفي نهاية المطاف مات ابن باجة على الأرجح مسموما سنة 533هـ/1138م، بعدما خلّف وراءه 27 كتابا لا تزال معتمدة في دراسة العلوم الفلسفية حتى عصرنا الحاضر.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق