Oct 11, 2020 Oct 20, 2021
وسائل التواصل الحديثة تهديد وجودي يقود المجتمعات إلى انهيار اجتماعي.
داء العصر
وصف الاغتراب البشري الذي تعيشه الإنسانية في ظل القصف والاعتداء التكنولوجي على ماهيتنا.
إعادة تشكيل العقول بقوة لجعلها طيّعة للشركات التي تبيع المنتجات، ما يرغمنا على القلق فعليا بشأن كينونة الإنسان.
إذا كنت تتساءل، ما الذي يحدث الآن في العالم من حولنا؟ ولماذا تحوّل الكون إلى هذه الصورة السيئة؟،
إدماننا للهاتف المحمول وقدرته على إعادة تشكيل وعينا وشخصياتنا.
التوقف عن مشاهدة التلفزيون لوقت طويل. وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد منصات معقدة تُعرض فيها الإعلانات فقط، لكنها نوع جديد من الاعتداء على ماهيتنا، وليس فقط على الطريقة التي نفكر بها.
”التهديد الوجودي” من الطريقة التي يتطور بها الإنترنت، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، بهذه الوتيرة المتسارعة.
“غوغل”، و”تويتر”، و”فيسبوك”، ويوتيوب”، و”إنستغرام”، و”سنابتشات”، و”واتساب”، قد تحولت إلى معرض لوحوش فرانكشتاين.
ويتجسد ذلك في القصة الحزينة للرجل الذي ساعد في اختراع زر “أعجبني” على “فيسبوك”. كان يعتقد أن إبداعه سيغمر العالم بالتوهج الدافئ، وينشر الحب مثل إعلان “كوكا كولا”. ولكن في الواقع، انتهى الأمر بتأجيج مخاوفنا وزيادة حاجتنا إلى التقبل الاجتماعي، وعمل على زيادة معدلات الانتحار بين الفتيات المراهقات بشكل كبير.
سنخضع أنفسنا لصفقة الشيطان عندما نكشف خصوصياتنا وأهواءنا وأمزجتنا بلا وعي
وسائل التواصل الاجتماعي تعد تجربة عالمية في تغيير علم النفس والتفاعل الاجتماعي الخاص بنا، وأطفالنا هم فئران التجارب الرئيسية في هذه العملية. جيل الألفية (أولئك الذين بلغوا سن الرشد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين) هم الجيل الأول الذي أمضى سنوات تكوينه مع “فيسبوك”، و”ماي سبيس”. ثم تبعهم الجيل زد، الذي بالكاد يعرف عالماً لا توجد فيه وسائل التواصل الاجتماعي في مقدمته.
تحقق هذه الشركات أرباحاً كبيرة من التنبؤات حيث تتوقع ما ستفكر فيه وكيف ستتصرف حتى يتم إقناعك بسهولة أكبر بشراء ما يريد المعلنون بيعه لك. ومن أجل عمل هذه التنبؤات العظيمة، كان على هذه الشركات أن تجمع كميات هائلة من البيانات عن كل واحد منا ضمن ما يسمى أحيانًا “برأسمالية المراقبة”.
عواطفنا ومخاوفنا وانعدام الأمن والاحتياجات والرغبات الشديدة، يمكن بسهولة قياسها واستغلالها من قبل المعلنين.
هذه الأسواق جعلت شركات الإنترنت أغنى الشركات في تاريخ البشرية
وتتآكل قدرتنا على التعاطف والتفاهم. نعيش في عوالم معلومات مختلفة، تم اختيارها لنا من خلال الخوارزميات التي تتمثل مهمتها الوحيدة في كيفية زيادة اهتمامنا بمنتجات المعلنين لتحقيق أرباح أكبر لعمالقة الإنترنت.
تويتر، سوف يشعر أن هناك حقيقة في هذا الادعاء، لاسيما وأنه لن يجد أي قيم أو مبادئ مثل التماسك الاجتماعي والتعاطف والأخلاق في الخوارزمية.
الحقيقة مملة”. حيث يفضل الناس مشاركة كل ما هو مثير وجديد وغير متوقع وصادم. وأظهرت الأبحاث أن المعلومات الخاطئة من المرجح أن تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي أكثر بـ6 مرات من المعلومات الحقيقية.
وبينما تعمل الحكومات والسياسيون عن كثب مع شركات التكنولوجيا هذه – وهي حقيقة موثقة جيدًا فشل الفيلم تمامًا في استكشافها – أصبح حكامنا في وضع أفضل من أي وقت مضى للتلاعب بتفكيرنا والتحكم في ما نفعله. حيث يمكنهم نشر خطاباتهم السياسية بسرعة أكبر وأشمل وأرخص من أي وقت مضى.
السيسي بعمرو اديب لعبد الله رشدي وخالد يوسف فضائح
لكن صندوق الأدوات الموجود في هواتفنا، المليء بالتطبيقات، لا يرضي فقط شغفنا بالراحة والأمان المادي. لكنه غذى أيضًا الرغبة في فهم العالم ومكاننا فيه، وقدم أدوات لمساعدتنا على القيام بذلك.
ساعدت الهواتف الناس العاديين على تصوير ومشاركة بعض الأحداث والمشاهد التي شاهدها ذات مرة فقط حفنة من المارة. تمكّنا جميعًا من رؤية ضابط شرطة أبيض يركع على رقبة رجل أسود لمدة 9 دقائق، بينما الضحية يصرخ بأنه لا يستطيع التنفس، حتى زهقت روحه. ثم استطعنا بعد ذلك الحكم على قيم وأولويات قادتنا عندما يقررون القيام بأقل مجهود ممكن لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى.
لقد أوجد الإنترنت منصة لم يستطع من خلالها المديرون التنفيذيون السابقون في وادي السيليكون فقط فضح وكشف حقيقة ما تخطط له عائلة مارك زوكربيرغ، ولكن أيضًا مكّنت جندية في الجيش الأميركي، مثل تشيلسي مانينغ، من فضح جرائم الحرب في العراق وأفغانستان، وهكذا. هل يستطيع أحد المطلعين على تكنولوجيا الأمن القومي مثل إدوارد سنودن، الكشف عن الطريقة التي يتم بها مراقبتنا سراً من قبل حكوماتنا.
سمحت الاكتشافات الرقمية التكنولوجية لشخص ما مثل جوليان أسانغ بإنشاء موقع، ويكيليكس، الذي قدم لنا نافذة على العالم السياسي الحقيقي – نافذة من خلالها يمكننا أن نرى قادتنا يتصرفون كالمختلين عقليا أكثر من كونهم عاملين في المجال الإنساني. نافذة تبيّن أن هؤلاء القادة يقاتلون بكل ما أُتوا من قوة الآن لإغلاقها من خلال تقديم أسانغ للمحاكمة.
*
Mar 9, 2021
وحش الإنترنت يجر الإنسان إلى الهاوية
(The Social Dilemma) الذي أنتجته منصة نتفليكس عام 2020، وأخرجه "جيف أورلوفسكي"، فقد أصبح المشاهدون أكثر رعبا وريبة من منصات التواصل الاجتماعي وغوغل وباقي المواقع الشهيرة التي حوّلت المتصفح إلى منتج، من خلال جمع وفرز البيانات الشخصية والنفسية للفرد، عن طريق خوارزمية ذكية مطورة وفق سياق معين، ومقسمة حسب متطلبات السوق الذي تُباع له.
مليارات الدولارات التي تجنيها هذه المنصات والمواقع عبر العالم لم تعد تعتمد فيها على الإعلانات التجارية المعتادة، فقد أصبحت هذه تقنيات كلاسيكية ومحدودة جدا، بل أصبح الدخل الرئيسي الذي تعتمد عليه بشكل أساسي هو بيع بيانات المستخدمين، أي أن كل مؤسسة باتت تمتلك بنك معلومات حول كل مستخدم وعمره وتوجهه السياسي وأكلته المفضلة وحالته الاجتماعية وميوله وأحب الأشياء إليه، وهل يملك إمكانيات مادية أم لا، إضافة إلى جهات سفره، والأخطر من هذا كله بأنهم أصبحوا يعرفون ما يفكر فيه المتصفح، وحجم الوقت الذي يقضيه، وعلاقاته الغرامية، وإلى آخره من هذه المعطيات والبيانات الحسّاسة.
صناعة الإدمان.. عبودية الإنسان لهاتفه
الخبير السابق في أخلاقيات التصميم لدى غوغل "تريستان هاريس" يقدم شهادته أمام لجنة الكونغرس بعد أن ترك العمل لدى غوغل لعدم مراعاتها أخلاقيات الإنسان
منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وإنستغرام وتيك توك التي تهدف إلى القضاء على الجنس البشري والحياة العادية
*
ادمان الانترنت
وسائل التواصل وصناعة الاكتئاب وتدني تقدير الذات
الهروب من مشكلاتهم ومن الوحدة، وأحياناً من الاكتئاب، بإلقاء أنفسهم في وسائل التواصل الاجتماعي، بحثاً عن الاهتمام أو الحب، وربما التعويض عما يفتقدونه مع شركاء الحياة.
تمنح هذه الوسائل مستخدمها شعوراً "زائفاً" بالسيطرة؛ فهو يستطيع وقتما يرغب كتابة ما يشاء باسمه، أو باسم مستعار، رأيه بكل ما في الحياة، بدءاً بأنواع الطعام ومروراً بالمسلسلات التليفزيونية والمباريات، وانتهاءً بالأحداث السياسية في بلده وفي العالم، وهي سيطرة زائفة، لأنها بلا نتائج "ملموسة" على أرض الواقع، وكثيراً ما تدفع بعضهم إلى تبنّي آراء تخالف معتقداتهم، سعياً وراء حصد الإعجاب، أو جلباً لمناقشاتٍ وسجالاتٍ "يسعدون" بها بعض الوقت، لأنها تمنحهم الشعور بالأهمية. وكما قال أحدهم: لا يهمني أن يشتمني الآخرون أو يمتدحوني؛ فالأهم أن أكون موجوداً (!). وفاته أن الوجود "الذكي" والإيجابي بالحياة لا بد أن يرتبط بالكيف وليس بالكم، وأن يضيف لصاحبه ولا يخصم منه، ويتحقق به ويتنفس التقدير "الحقيقي" لذاته، وينمو داخله ولو ببطء، ولا يكون مثل قرص الفوّار الذي ينتهي فورانه بعد ذوبان القرص.
من "يفتش" عن تقدير نفسه بفعل المستحيل لحصد الإعجاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشعر بمتعة "مؤقتة"، يعقبها إجهاد نفسي وذهني
يستمدّ بعضهم، من الجنسين، تقديره لنفسه، مما يحصد من اهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي. ولا يقتصر ذلك على "الإفراط" في نشر صور "السيلفي" بأوضاع مبتكرة، ولا في أماكن التنزه، وبتناول الطعام الفاخر، ويشمل أيضاً الحكايات الشخصية جداً، وبعضها يضم مبالغات وحكايات مختلقة؛ رغبةً بلفت الأنظار، ويفوز بها أحياناً ويفشل مرّات؛ وتتراكم "خيبات" الأمل وتزرع المرارة، وترسخ بذور الاكتئاب الخفي، وتدفع صاحبها إلى مزيدٍ من "التعرّي النفسي" وبعثرة أسراره الخاصة؛ وكأنه يدور في دائرة "لعينة"، أو كأنه "سيزيف" الذي حلت عليه اللعنة بحمل صخرةٍ إلى أعلى، ثم الهبوط بها، وتكرار ذلك، ما يستنزفه نفسياً وجسدياً.
هناك من لا يكتفي "بتوقع" الفوز بتعاملاتٍ أفضل من شركاء حياته في الأسرة وفي العمل، لتزايد وجوده في وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل "يطالبهم" بذلك وكأنه أصبح نجم النجوم. وبالطبع، لا يحصل عليه، ليس لأنهم سيئون؛ ولكن لأنه لا يعطيهم "في الواقع" ما يجعلهم يرحبون بمنحه المزيد، ويدخل في دوامةٍ من الشعور بعدم التقدير منهم، ويتنامى الغضب داخله، ويترجم ذلك بتصرفاتٍ عدائية، تتسبب بإفساد علاقاته، ما يدخله في دوائر الاكتئاب
لعل أسوأ عدو لتقدير الذات المقارنة بالآخرين؛ وقد زاد هذا "وتوحش" مع كثرة التعرّض لوسائل التواصل
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة مساحات "التصحّر"، وليس فقط الجفاف العاطفي؛ بعد الاعتماد المتزايد عليها في التهنئة بالمناسبات السعيدة وبالمواساة عند المرض والموت؛ بكلماتٍ تقليديةٍ بلا حياة، وتخلو من أي "خصوصية" لمن يمر بالموقف، وكأنها ورود بلاستيك.
يخذل نفسه من يجعل وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً عن "إنجاح" علاقاته الواقعية ما استطاع. ويحسن هنا التنبيه إلى خطأ شائع؛ وهو منح الثقة للغرباء، فهذا يورّط في متاعب وفقدان الثقة بالناس وتراجع تقدير الذات.
هذه الوسائل تجعل كثيرين، من الجنسين، غير راضين عن حياتهم، وتصنع المزاج السيئ، وسرعة الانفعال والانسحاب الاجتماعي، وتصديق الصور المثالية التي يقدّمها بعضهم عن حياته، ومقارنتها بحياة الإنسان وبحياة شركائه في الحياة؛ فيزرع السخط عن حياته ويحس بالدونية ويصنع أوجاعه النفسية بيديه. وثمّة خطر فقدان الثقة بالنفس والتعرض للسخرية وأحياناً للتنمر، ما يفسد الصورة الذاتية للإنسان، ويجعله في حالة "جوع" نفسي مؤلم، وسعي إلى الفوز بموافقة الناس على مظهره أو صورته، أو ربط ذلك بقيمته، وفعل ما يقلل من رضاه "الحقيقي" عن نفسه ليفوز بذلك. والمشكلة أنها تزيد من صعوبة تعاملاتنا مع الناس، وتجعل بعضهم يبالغون في الحساسية الزائدة وفي رفض أي ملاحظات تفيده.
يعرّض نفسه للاكتئاب من يُفرط في متابعة الآخرين عبر وسائل التواصل، وصدق القائل: "من راقب الناس مات همّاً"؛ فالمراقبة لا تتسبب فقط بالشعور بالغيرة، وربما الحسد، ولكنها أيضاً تؤدي إلى الغضب من رؤية ما يرفضه. والأذكى "ادّخار" العمر والطاقات والمشاعر لما يفيده، والنأي عن الغباوات والمضايقات التي لا تخلو منها أي حياة في الواقع، ولا حاجة لنا بزيادتها.. أليس كذلك؟
كلما زادت الأوقات التي نقضيها على وسائل التواصل الاجتماعي تراجعت الثقة بالنفس، وضعفت الهمة لتحسين الحياة. ولترشيد استخدامها "ذكّر" نفسك بأضرارها، وأوجد البدائل التي تحبها، حتى لا تعود إليها بحكم الاعتياد. وكافئ نفسك معنوياً ومادياً كلما أحرزت أي تقدّم، ولو كان قليلاً. واذا تراجعت؛ لا تقل أبداً إنه لا فائدة، وابتسم لنفسك بحب واحترام، وقل: لا بأس سأبدأ من جديد.
*Apr 8, 2021
كيف تبيع روحك الرقمية.. هل ستكون البيانات هي النفط الجديد؟
شركات مثل فيسبوك وغوغل، بل نحن أقرب ما يكون لوقودهم المُحترق، أو على الأقل فإن "بياناتنا" هي ما يُمثِّل ذلك، بعدما أصبحنا نتعامل كل أسبوع تقريبا مع كشف جديد عن عمليات الاختراق والتسريبات واستغلال معلوماتنا، من نداءات متزايدة لضبط عمل هذه الشركات وحماية المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا. قد تبدو كلمة "المستهلك" مبالغا فيها بعض الشيء؛ لأن مستهلكنا هنا هو المُنتَج أيضا.
* Jul 8, 2021
وسائل التباعد الاجتماعي
وسيلة للتواصل ولكن أرى أنها وسيلة للتباعد، فكم من علاقات انقطعت بسبب تلك المواقع؟ كم من سوء فهم حدث بسبب قراءة رسالة بدون رؤية الشخص أو سماع نبرة صوته؟
كم من سوء ظن وخلافات حدثت بسبب التأخر فى الرد أو عدم الرد مما أدى إلى قطع العلاقات؟ كم من إثارة نار الغيرة والحقد بسبب نشر أحدهم حياته الخاصة بكل تفاصيلها! كيف يقضى يومه؟ وكيف يعيش؟ وماذا يأكل؟ وماذا يشرب؟ واين يذهب؟ كم من مقارنات حدثت أدت إلى نقم كل شخص على حياته وإحساسه بأنه أقل ممن يرى حياتهم؟ كم من شخص فَقَدَ الإحساس بالرضا والقناعة بسبب تتبع أخبار الغير ومراقبة الآخرين فمن راقب الناس مات همًا! ونسى البعض اثناء مقارنة حياته بحياة الآخرين أنه يقارن حياته بحلوها ومرها بالحياة الجميلة التى ينشرها البعض ويُخبيء الجانب الذى إذا أصفح عنه لأشفق البعض عليه ولا يتمنى يومًا أنه يصبح مكانه!
بالتأكيد لن يستطيع أحد التخلى عن تلك الوسائل لأنها الوسيلة الوحيدة لمواكبة التطور وفى عصر التحول الرقمى أصبح العالم يعتمد على التكنولوجيا بل والتعاملات الحكومية والخاصة أصبحت إلكترونية، ولكن قبل أن يتعامل أحد مع تلك المواقع يجب أن يعلم جيدًا بأن ليس كل ما يراه حقيقيًّا، فليس كل من ينشر صورًا وهو مبتسم ويضحك سعيدًا وحياته خالية من المشاكل!
ليست الصداقة الحقيقية يتم التعبير عنها بالخروجات والتقاط الصور ومن ثم كلام حلو فوق الصور، ليست العلاقات العاطفية بين اى اثنين مخطوبين أو متزوجين عبارة عن صور وكلام حب، فالصداقة الحقيقية مواقف عدة تستطيع بعدها ان تتلفظ بلقب صديق، بل الصداقة الحقيقية تُقاس فى وقت الشدة وليس الفرح ، وليست ايضًا العلاقات العاطفية مقياسها الكلام فقط بل الأفعال التى تستطيع أن تطلق على من تريد الارتباط به بأنه شريك حياتك، فهو من تشعر معه بالأمان والاحتواء والتقدير والاحترام المتبادل، فكم من زوجات نقمن على حياتهن بسبب رؤية إحداهن تنشر صورًا لها مع زوجها جعلتها تشعر بأنها غير سعيدة وقارنت بين حياتها وحياة الآخريات واحيانًا يصل الأمر للانفضال، كم من رجال رأوا صور آخريات فى عصر الفوتوشوب وشعر بأن زوجته أقل جمالًا منهن وبدأ ينقم على حياته ومن ثم الخيانة ثم الانفصال.
*Aug 6, 2021
فيلم "إنغريد تتجه غربا" هو فيلم دراما سوداء أميركي أُنتج عام 2017، ويُعتبر من أكثر الأفلام الدرامية التي تعرَّضت لمقارنة العالم الواقعي والافتراضي. الفيلم يُسلِّط الضوء على عالم إنستغرام المُزيَّف بالكامل، والفرق الهائل بين لقطات السيلفي الضاحكة التي ينشرها المؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبين الواقع المليء بالتفاصيل والآلام والمشكلات المخفية وراء الابتسامات.
يرسل الفيلم في إطار حبكته الدرامية عدة إشارات حول أن المندفعين إلى عوالم الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي هم غالبا من أكثر الناس انطوائية، بينما يُظهِر بعض الشخصيات العابرة في أحداثه، الذين لا يحملون أي اهتمام بالوجود على إنستغرام وفيسبوك، على أنهم أكثر استمتاعا بحياتهم ويمارسون أنشطة واقعية تجعلهم يعيشون تفاصيل أفضل.
إيميلي في باريس.. حياة كاملة على إنستغرام
الفروقات بين المجتمع الفرنسي والأميركي في كل التفاصيل، أما الفكرة الثانية فهي إظهار أن عالم وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد مجرد وظيفة، بل تحوَّل إلى واقع كامل تعيشه إيميلي في جوانب حياتها الشخصية كافة.
"عندما لا تدفع ثمن المُنتَج، فاعلم أنك أنت المُنتَج".
(اقتباس من فيلم "المعضلة الاجتماعية")
أنت لست مضطرا لدفع أي مبالغ للتسجيل، لكن وجودك في حد ذاته هو سبب جني هذه المواقع للأرباح. نقرك على هذا الإعلان الذي يظهر أمامك أثناء تصفُّحك للموقع، بقاؤك لمشاهدة فيديو، أو زيادة تفاعلك، كلها أمور تُدِرّ المليارات على هذه الشركات بطرق غالبا لا يعرف المستخدم أي شيء عنها.
تعمُّد إظهار المحتوى الذي يوافقهم دون عرض آراء أخرى، مما يزيد من عزلة المستخدمين والتفافهم حول أفكارهم. هذه الحالة، بحسب تحليل الخبراء في الفيلم، تزيد من الشعور بالذات وتجاهل الآخرين واعتبارهم سُذَّجا ومُدَّعين، ما يزيد من انتشار جرائم الكراهية في الواقع.
تؤثِّر على الصحة العقلية للمراهقين، كما يناقشون دور هذه المواقع في ارتفاع معدلات الانتحار والقلق والاكتئاب، وكذلك دورها الخفي في نشر نظريات المؤامرة وتعميق الصراعات العِرقية والدينية.
/
فيلم "الحب، مضمون" أو (Love, Guaranteed) الذي بُثَّ لأول مرة على شبكة "نتفليكس" في نهاية عام 2020 يُعتبر واحدا من أهم الأفلام التي تناولت كواليس عالم تطبيقات المواعدة. الفيلم رومانسي كوميدي، أحداثه تدور بالكامل حول استكشاف تطبيقات المواعدة، والصدمات التي يُصاب بها الملايين من المستخدمين عندما تتحوَّل فانتازيا الخيال أثناء الدردشة (الشات) إلى صدمات في المقابلة الواقعية.
نيك، شاب أميركي يتقدَّم إلى محاميته "سوزان" بطلب رفع قضية على تطبيق المواعدة "Love, Guaranteed"، للحصول على تعويض مالي كبير بدعوى خداع الجمهور. التطبيق يُتيح للمستخدم الحصول على 1000 موعد غرامي، مقابل 30 دولارا فقط، حتى يضمن المستخدم أن يحصل على الحب الذي يبحث عنه. يخبر نيك محاميته أنه توجَّه لمقابلة 986 امرأة من خلال التطبيق، ولم يتمكَّن على الإطلاق من الحصول على حب حقيقي، لأن كل النساء التي قابلهنَّ ببساطة لا علاقة لهنَّ على الإطلاق بالبيانات المُسجَّلة في الموقع، حتى إن مظهرهنَّ الخارجي يكاد يختلف تماما عن الصور المُثيرة التي وضعنها على التطبيق!
طريقة درامية كوميدية عائلية- الكثير من التناقضات بين الواقع الحقيقي الذي نحياه وبين الواقع المزيَّف الذي تُروِّج له وسائل التواصل الاجتماعي عموما وتطبيقات المواعدة خصوصا.
المرآة السوداء
(Black Mirror) لا يمكن وصفه بالمُشرِق. المسلسل ذائع الصيت صدر للمرة الأولى عام 2011، وامتد على مدار 5 مواسم بإجمالي 22 حلقة، حتى لحظة كتابة هذه السطور، ويُعتبر من أكثر المسلسلات التي حقَّقت مراجعات نقدية إيجابية من شرائح جماهيرية واسعة حول العالم.
الحلقة الأولى من الموسم الثالث بعنوان "نوزدايف"، وتدور أحداثها حول عالم يمكن للناس فيه أن يُقيِّموا بعضهم بعضا من نجمة إلى نجوم خمسة بناء على كل تفاعل في حياتهم الشخصية، وهو ما يؤثِّر في النهاية على تصنيفهم الاجتماعي والاقتصادي. تقوم بعمل نشاط معين، تُقيَّم عليه جيدا، فتحظى بفرصة لرفع تصنيفك الاجتماعي والانتقال إلى مسكن واسع وقدرات أكبر. يبدو هذا مُثيرا، لكن الأمر مخيف إذا حدث العكس: تقييمات سلبية تؤدي إلى تخفيض مستوى حياتك بشكل مرعب.
في حلقة أخرى من المسلسل بعنوان "وايت كريسماس" (white Christmas)، يطرح المسلسل فكرة إمكانية عمل حظر (Block) للأشخاص من حولنا في الحياة الحقيقية، وليس في العالم الافتراضي، حيث يُمسَح الأشخاص تماما من حياتنا مع بقائهم على قيد الحياة، فلا يمكنك رؤيتهم أو التعرُّف عليهم أو حتى سماع أصواتهم والتفاعل معهم. هذه الفكرة، جنبا إلى جنب مع أفكار أخرى مُستلهَمة من أنشطة عالم التواصل الاجتماعي، تستمر بتفاوت في معظم حلقات المسلسل تقريبا.
فيلم "الطباخ" (Chef) هو فيلم درامي أميركي أُنتِج عام 2014 من بطولة الممثل والمخرج الأميركي جون فافرو، يستعرض التأثير الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للأعمال التجارية من جهة، ودورها أيضا في تأجيج المنافسة والخصومة بين المشاريع والأشخاص المتنافسين من جهة أخرى.
فيلم "هي" (Her) أُنتِج عام 2013 من بطولة خواكين فينيكس وسكارليت جوهانسون، ويُعتبر من أهم الأفلام التي حذَّرت مبكرا من تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بديلا للتواصل الاجتماعي مع البشر. الفيلم يُركِّز -في كل مَشاهِده تقريبا- على المشاعر الحميمية الدافئة التي تنجم عن التواصل بين شريكين في بيئة افتراضية كاملة، بشكل يُشبه تماما الاستغراق في مُخدِّر ما، ثم تأتي الصدمة الكبرى عند اكتشاف حقيقة أن كل هذا محض وهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق