الأربعاء، 28 أبريل 2021

الإسلام الوسطى والشعراوي

Sep 2, 2019

تم الحكم بوصف الأزهر وشيوخه بالوسطية، إلا فى الأحكام التى قد تلقى قبولا عاما، وهذا بالطبع ليس شرحا لغويا ولا موضوعيا لتعبير الوسطية، لأن القبول المعنوى شىء، والمعنى اللغوى أو التعبير الدلالى شىء مختلف،

الشيخ الشعراوي
سجد لله شكرا حين علم بهزيمة الجيش المصرى فى 67، حتى لا ينسب أى نصر للشيوعية والشيوعيين، وقال فى وصفه لسيد قطب «بأنه استطاع أن يستخلص مبادئ عقائدية إيمانية فى كتابه فى ظلال القرآن، لو كان المسلمون فى كل بقاع الأرض وضعوها نصب أعينهم، لما كان لأى دولة من دول الكفر غلبة علينا»، وكان رأيه فى تنظيم الإخوان المسلمين «شجرة ما أروع ظلالها وأورع نضالها، رضى الله عن شهيد استنبتها (يقصد حسن البنا) وغفر الله لمن تعجل ثمرتها»، وفى الأمور الحياتية الجارية أفتى الشيخ الراحل بعدم جواز عمليات نقل الأعضاء معللا «أن الله تعالى بجعله لك السمع والبصر بعد الخلق لا تعتقد أنه جعلها لك، ولكنها ستظل أعضاؤه ملكه، يبقيها على حالها، يحفظها، يصيبها بآفة، أو يعطلها».

كانت أغلب أفكارهم تعبر عن عقليات رجعية وتوجهات متطرفة بمرجعيات متشددة، ولكنها تقدم للمسلمين بطريقة لطيفة وأسلوب أخاذ، تضيع معه الحقائق وتمرر من خلاله أقسى الفتاوى، ولا يستثنى من ذلك أى من الشيوخ الموهوبين ذوى الجبة والقفطان، أو من لحقهم بالبدلة ورابطة العنق أو حتى بالبولو شيرت، بنشر كل ما يدعون مما يسمونه ويطلق عليه للأسف «الإسلام الوسطى».

*

وكانت أسما شريف منير قد نشرت عبر صفحتها على "فيس بوك" في وقت سابق قائلة: "صباح الخير عايزة آخد رأيكم في حاجة، بقالي كتير معنديش ثقة في أغلب الشيوخ، كتير منهم مدعين ويا متشددين أوي يا خالطين الدين بالسياسة، نفسي أسمع حد معتدل محترم معلوماته مش مغلوطة، لسه في حد كده؟".

ورد أحد متابعيها من الأصدقاء على منشورها موجهًا إليها نصيحة بمشاهدة فيديوهات دروس الشيخ الشعراوي للاستفادة من علمه، وهو ما ردت عليه الإعلامية قائلة "طول عمري كنت بسمعه زمان مع جدي الله يرحمه، وما كنتش فاهمة كل حاجة، لما كبرت شفت كام فيديو مصدقتش نفسي من كتر التطرف، كلام فعلًا ما عرفتش أستوعبه، حقيقي استغربت، هدور لك على الفيديوهات اللي خلتني أبطل أشوفه".

حالة الهستريا بين المؤيدين والمعارضين للشيخ الشعراوي ليست مفهومة، والجميع متطرف بقدر كبير جدًا"، لافتًا إلى أن رأي الشيخ الشعراوي في تارك الصلاة هناك من يتفق معه والآخر يعترض عليه، بأنه يحمل نوعًا من التشدد، وفي النهاية يجب على الإنسان أن يستفتي عقله في النهاية.

*

وقال حسام عبر حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك": "فضيلة الإمام الشيخ الشعراوي.. له علاقة خاصة مع الشعب المصري لا يستطيع أحد إنكارها.. بس فضيلة الشيخ الشعراوي له آراء وفتاوي شديدة الأذى وحضرتك ممكن تخش بنفسك على يوتيوب وتدور وهتلاقي آراء صادمة وصعبة وعفى عليها الزمن، وبالنسبة لي أنا شايف كمان الستات بالذات بتشتم في بنت شريف منير.. سيدتي العزيزة الشيخ الشعراوي أباح ضرب الزوجة لتأديبها، وبالنسبة للأشخاص اللي بيقولوا الشيخ الشعراوي كان سابق عصره.. قال على طلوع الإنسان للقمر... تحدي لإرادة ربنا".

وأضاف :" الشيخ الشعراوي كان بيفتتح مشروعات الريان وكان ورا كتير من مشروعات الاقتصاد الإسلامي.. الشيخ الشعراوي رفض علاج الفشل الكلوي... وقال تحدي للموت.. الشيخ الشعراوي، سجد شكرا بعد هزيمة 1967.. والسبب غريب الحقيقة، ومع ذلك بذل مجهود كبير في تفسير القرآن وكانت الناس بتحب طريقته المبسطة.. فضيلة الإمام له كل التقدير ولكن ليس قديسا.. هو إنسان له ماله وعليه ما عليه.. وربنا يرحمه ويحسن إليه، #فضيلة_الشيخ_الشعراوي_ليس_فوق_النقد".

*

ترك أتباع «الشعراوى» القرآن والسنة و«البخارى ومسلم»، تركوا حتى «الشعراوى» نفسه ووصاياه «الحميدة منها» لينهشوا لحم شابة صغيرة لا تعرف كيف تواجه «جيوش الظلام» وحدها، ولو كنت أعرفها لقلت لها: إنها -يا صغيرتى- حملة ممنهجة لاغتيال العقل، ومخالفة صريحة للقرآن وللأوامر الإلهية: «أفلا تعقلون، أفلا تتدبرون».. والإيمان بآراء «الشعراوى» ليس من أركان الإسلام الخمس، فهو ليس نبياً ولا قديساً، وقد قال الإمام مالك (رحمه الله): «كل يؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر»، أى رسول الله (عليه الصلاة والسلام)..

إن الفتاوى التى تم حشدها للشيخ «الشعراوى» تأتى على نوعين، نوع اجتزئ من سياقه ويحتاج إلى الاستماع لما قبله وما بعده، مشيراً إلى أنه استمع لهذه الفتاوى ووجد أن الكلام على خلاف ما روج له، أما النوع الثانى فهى فتاوى مبنية على آراء تتناسب مع مراحل معينة وثقافة عصر معين يجب إعادة النظر فيها).. وأضاف «الجفرى»: لا نعتقد العصمة فى الأشخاص، وضرب المثل بفتوى «الشعراوى» عن قتل تارك الصلاة قائلاً: «مثلاً الذى ينكر وجود الصلاة كافر، لأنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، لكن ما الذى يترتب على كفره؟ هل نقتله؟ لا، إذن فيحاسبه الله»!

*

نحو فهم أفضل للشيخ "الشعراوى"

 محمد متولى الشعراوى (١٩١١-١٩٩٦) 

أولاً: لا يمكن فصل ظهور الشيخ الشعراوى كداعية جماهيرى عام ١٩٧٣ عن الظروف السياسية لمصر والشرق الأوسط.. حيث تم اعتماد سياسة مقاومة الشيوعية عن طريق المد الدينى التى تعاونت مصر فى تنفيذها فى أعقاب تولى الرئيس السادات للسلطة.

ثانياً: كانت هذه هى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ الخمسينات، حين كتب دين آتشيسون وزير الخارجية الأمريكى فى إدارة ترومان إلى دبلوماسييه فى الدول العربية يكلفهم بالبحث عن (بيلى جراهام) يستغل وسائل الإعلام الحديثة لتعبئة مشاعر المسلمين ضد الشيوعية على نحو ما فعل المبشر الإنجيلى الشهير (وفقاً لمقال الكاتب الأستاذ عبدالعظيم حماد فى الشروق بتاريخ ١٨ يوليو ٢٠١٩) وكان بيلى جراهام نموذجاً لرجل دين محلى تبنته وسائل الإعلام الأمريكية حتى تحول لأيقونة الوعظ الدينى فى الولايات المتحدة وفى العالم.
ثالثاً: كان الشيخ الشعراوى هو «بيلى جراهام المصرى» الذى تبناه برنامج «نور على نور» أكثر البرامج الدينية جماهيرية عقب سنوات طويلة أقامها الشيخ فى السعودية وفى وقت كان التعاون فيه بين مصر والسعودية فى مجال مكافحة الشيوعية على أشده.
رابعاً: إذا كان الشيخ الشعراوى قد رحل عنا بجسده فإن أفكاره وآراءه وفتاواه ما زالت تؤثر فى حياة عشرات الملايين من المصريين، وأننا يجب أن نفهم السياق الذى صدرت فيه هذه الفتاوى.
خامساً: على مدار تاريخه الطويل لم ينسب للشيخ الشعراوى أى رأى يفهم منه أنه ضد قيام الدولة الدينية أو ضد شعار «الإسلام هو الحل».
سادساً: كتب الشيخ الشعراوى فى عام ١٩٧٥ مقدمة لكتاب ذى طابع تكفيرى هو «حزب الله وحزب الشيطان» من تأليف مؤسس الجماعة الدينية فى جامعة القاهرة وائل عثمان، فى هذه المقدمة وصف الشيخ الكتاب بأنه عمل عبقرى، وشكر الله على وجود المؤلف قائلاً «سبحان الذى حفظ خلايا الإيمان التى لا تعرف الوثنية كيف تبيدها، والتى لا يعرف الاستبداد كيف يفسد جوهرها»، وقد عرف المؤلف طريقه إلى السجن بينما أخذ الشيخ الشعراوى طريقه لوزارة الأوقاف وللتأثير فى ملايين المصريين عبر شاشات التليفزيون.
سابعاً: لم يكن الشيخ الشعراوى فى يوم من الأيام خصماً لجماعات الإسلام السياسى بقدر ما قدم نفسه كوسيط بين الدولة وبين هذه الجماعات، وفى كتاب الشعراوى من القرية إلى القمة يقول لمحاوره الصحفى الراحل محمود فوزى إنه يوافق على شعار «الإسلام هو الحل» الذى رفعته جماعة الإخوان المسلمين وهو يفسر ظهور هذا الشعار بأن «الإسلام أصبح هو الحل لأنه لا يوجد حل إلا هو لأن كل حلول البشر قد تمت تجربتها ولكنها فشلت، فإذا كان كل حلول البشر قد تمت تجربتها وفشلت، فلماذا لا يجربون سيد الحلول، والحل الناجح هو الإسلام» انتهى كلام الشيخ الشعراوى الذى لا يختلف إطلاقاً عما يقوله أى مرشد لجماعة الإخوان المسلمين أو أى قائد من قادتها بل إن هذا التفسير كان أشهر تفسير قدمته جماعة الإخوان المسلمين لعودتها فى السبعينات.
ثامناً: لم يكن الشيخ الشعراوى من أنصار فصل الدين عن الدولة بل إنه فى تسجيل له على شبكة يوتيوب بعنوان «رأى الشعراوى فى فصل الدين عن الدولة» يقول إنه يرى أن «الإسلام جاء لينظم حركة الحياة كلها، وأن الذين يريدون أن يقصروا حركة الإسلام على الشعائر المعروفة والأركان الخمسة يريدون أن يعزلوا الإسلام عن حركة الحياة لتحقيق مصالح لهم.. ويريدون أن يجعلوا من الإسلام مسيحية أخرى تنعزل فى المساجد ولا صلة لها بحركة الحياة حتى يضمنوا أن يفسدوا فيها ما شاءت لهم أهواؤهم».
تاسعاً: لا يعنى ما سبق أن علينا أن ندين الشيخ الشعراوى من جانب، أو أن علينا أن نؤيده من جانب آخر بقدر ما علينا أن نفهم خطابه وأن ندرك أنه فى ظاهر خطابه وباطنه كان أحد الذين دفعوا المجتمع لقبول الحكم الدينى، وإن كان رأيه أن الدولة هى التى عليها أن تغير نفسها لتصبح دولة دينية لتستطيع منافسة جماعات الإسلام السياسى.

قال الشعراوي لا تحبوا المسيح ولكن عاملوه جيد فديو
توفيق الحكيم ويوسف ادريس وهو عايش نقده

*

الشعراوي ومحفوظ القداسة من الدين إلى الأدب

لا جديد في نوبة قداسة تصون اسم الشيخ محمد متولي الشعراوي، أما أن تضاف إليها قداسة على الضفة الأخرى حيث يوجد نجيب محفوظ، فهذه ليست غيرة، ولكنها نوع غريب من «الإجماع» يبتدعه فقهاء الأدب.

ذات مرة، جسّد الشعراوي نسبية الآراء وراهنيتها، بموقفه من جمال عبدالناصر. فبعد هزيمة 1967 لم يرقّ قلبه للشهداء والجرحى، ولم يحزنه استيلاء العدو على سيناء والقدس والجولان والضفة الغربية، وشغلته سجدة الشكر.
وقال في نهاية الثمانينات «فرحت أننا لم ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية، لأننا لو نُصرنا ونحن في أحضان الشيوعية، لأصبنا بفتنة في ديننا، فربنا نزهنا». وتراجع عام 1995 وزار قبر عبدالناصر، قائلا إنه في الحلم قابل عبدالناصر ومعه طبيب ومهندس تخرجا في الأزهر. وقرأ الفاتحة ترحما عليه.
سئل الشعراوي عن الصوم بلا صلاة، فقال بانفعال إن تارك الصلاة يُسأل «إن كنت منكرا للحكم تقتل حدّا. تبقى كافرا.. وإن كان كسلا، يستتاب ثلاثة أيام، ثم يقتل». فتوى يعيد إنتاجها «دعاة وسطيون»، منهم الحبيب الجفري.
*

قانون ازدراء الأديان يطمس محاولات النقد والتنوير

الكاتب المصري خالد منتصر يقاضى بتهمة ازدراء الدين الإسلامي بسبب انتقاده لآراء الشعراوي "السلفية".
ويرصد المفكّرون تناقضا بين الخطاب الرسمي المؤيد لتجديد الخطاب الديني وبين القوانين التي تقوي الجانب المضاد، على غرار قانون ازدراء الأديان، ويعتبرون أن مثل هذه القوانين تدعم حالة التنمّر السلفي على حساب فتح المجال أمام المفكرين لممارسة دورهم والمشاركة في تدقيق وغربلة الخطاب الديني.
لكن، حتى يتحقق ذلك هناك خطوات أخرى يجب القيام بها، وتتعلق أساسا بموقف الدولة في حد ذاته. واعتبر الباحثون أن الخطاب الرسمي غامض في ما يخص العلمانية، حيث تلجأ الدولة في بعض الأحيان إلى الارتكان للخطاب الديني.
ليست المرة الأولى التي يواجه فيها خالد منتصر نفسه اتهاما بازدراء الدين الإسلامي، فقد سبق توجيه نفس الاتهام عدّة مرات، وكلما دخل في مواجهة فكرية مع الإسلاميين واجه بلاغات تحريضية ضده تتهمه بالإساءة إلى الدين.

تقديس الشعراوي

استند بلاغ الاتهام بازدراء الدين إلى تغريدات لخالد منتصر ذكر فيها أن كثيرا من الناس “تُقدس الشيخ الشعراوي وكأنه صنم، رغم أن الكثير من آراء الرجل تعادي العلم والوطن، والتحضر”.
اعتبر مُقدم البلاغ الداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي (1911ـ 1998) رمزا من رموز الإسلام وقال إن وصفه بـ”الصنم” يحمل إساءة له وازدراء للدين الإسلامي.
تهم ازدراء الأديان وما يصاحبها من عنف وصل حد الاغتيالات وتفرقة الأزواج، وليس بالأمر الجديد في المجتمع المصري ومؤيدي السلفيين في بعض المجتمعات العربية، لكن الجديد، وفق خالد منتصر، هو أن الفكر السلفي وصل إلى قطاعات كانت على مدى سنوات طويلة مستبعدة من خطر التأثر الشديد بالفكر السلفي الرجعي مثل أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والصحافيين والمحامين.
ولفت منتصر إلى أنه واجه حملة شرسة من بعض الأطباء بسبب تعليقه على مقطع فيديو سابق للداعية يقول فيه إن أقصى مدة للحمل هي أربع سنوات، وكان من الغريب أن هؤلاء الأطباء نحّوا العلم الذي درسوه في الجامعات جانبا وآمنوا بكلام رجل بعيد عن العلم لأنه صار رمزا للدين.
وأشار إلى أن حالة غضب هيستيرية أصابت جمهور الشعراوي عندما كتب تغريدة تقول “إن الإسلام بُني على خمس ليس من بينها الشعراوي”، ثُم ساق فتاوى الداعية التي حرمت فوائد البنوك، وحظرت زراعة الأعضاء أو التبرع بها، ورفضت تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وكرهت العمل في السياحة، باعتبارها فتاوى رجعية تعبر عن عقل منغلق، ولا تتناسب مع المدنية الحديثة.

هيمنة السلفية

يؤيد مفكرون وباحثون ما ذهب إليه منتصر، حيث قال حسن حماد، أستاذ الفلسفة بجامعة الزقازيق، شمال القاهرة، لـ”العرب”، إن السلفية المهيمنة على المجتمع المصري لا تغضب حال انتقاد أحد الصحابة مثلما تغضب تجاه أي هجوم على الشعراوي الذي ما زال يحكم الكثير من قيم المجتمع من قبره.
وأكد أن هناك أساتذة جامعات يعتبرون الشعراوي إماما عظيما ورمزا دينيا، رغم خصامه التام مع العلم، ما يؤكد مدى التدهور الذي بلغه نمط التفكير في المجتمع.
وفي تصوره، فإن وجود قوانين تسمح بالحسبة الدينية، ووجود مادة في الدستور المصري تنص صراحة على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع تصبّ في البوتقة ذاتها التي ينطلق منها خطاب الجماعات الإسلامية، وكل هذا كفيل بإرهاب أي مثقف يسعى إلى نقد الخطاب الديني السائد.
كما أوضح المحامي فهمي بهجت، لـ”العرب”، أن المادة رقم 98 من قانون العقوبات المصري تعاقب كل مَن أساء إلى أي من الرموز الدينية، وعلى هذا الأساس فإن اعتبار الشعراوي أو أي داعية ديني رمزا دينيا من عدمه مسألة تترك لتقدير القاضي.
في ذات السياق أشار أشرف منصور، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، إلى أن لجوء البعض إلى الرد على الفكر بالدعاوى القضائية يؤسس لمحاكم تفتيش جديدة.
وقال إن الفكر لا يتم الرد عليه إلا بالفكر، لأنه حتى مع تبرئة المفكر المتهم أو حفظ الدعوى ضده، يخسر معنويا إذ تنال الضجة المثارة من سُمعته الدينية، ما يجعله عرضة للقتل على أيدي إسلاميين جهلاء يتصورون أنهم ينفذون أمرا دينيا بقتل أحد أعداء الدين.
وتعتبر قضية خالد منتصر امتدادا لقضايا أخرى شهدتها مصر على مرّ التاريخ حيث واجه مفكرون وكتاب وأدباء مصريون تهمة ازدراء الأديان. ولن تكون القضية الأخيرة مع تواصل حالة الازدواجية التي تميل كفتها لصالح الفكر المتشدد.
*

هل تتحول مناقشة التاريخ في مصر إلى جريمة؟

"إهانة الرموز التاريخية" هو مشروع قانون يناقشه مجلس النواب المصري حاليا، سيجعل من مناقشة أو نقد الشخصيات التاريخية أو الدينية جريمة محتملة. ويهدف، من وجهة نظر من يدافعون عنه، إلى حماية الرموز التاريخية، بمعاقبة كل من يتعرض لها بالإهانة، على حد وصف القانون، بالحبس لمدة تصل إلى خمس سنوات أو بغرامة تصل إلى نصف ميلون جنيه مصري.

والرمز بحسب نص مشروع القانون، الذي قدمه النائب عمرو حمروش، هو أي شخص تم ذكره في الكتب، ولا نعلم أي كتب مقصودة هنا. فهل أي اسم تم ذكره في أي كتاب مدرسي مثلا هو رمز لا يجوز انتقاده؟ أما الإهانة فهي كلمة مطاطة وغير معرّفة في مشروع القانون. ولكن يبدو لي أنها وصف هذه الشخصيات بصفات تتعارض مع الرواية الرسمية أو المتعارف عليها شعبيا.

كيف للمجتمع المصري أن يتطور لو تم تجريم النقد؟

وكما يقال، التاريخ يكتبه المنتصرون. وبناء عليه فمن يظن أن هناك نسخة واحدة كُتبت بحيادية للتاريخ هو بالتأكيد مخطئ. لنتذكر، على سبيل المثال، كيف تناول الإعلام ما حدث في يناير 2011 قبل عزل مبارك وبعده. فقبل 11 فبراير وخصوصا في بداية التظاهرات، هاجم الإعلام الثوار. بل وادعى طلعت زكريا، الممثل الراحل، على شاشات التلفزيون أنهم كانوا يقيمون "علاقات جنسية كاملة" في ميدان التحرير. لكن بمجرد تنحي مبارك احتفى بهم الإعلام واعتبرهم أبطالا.

والحقيقة أن هناك فارقا كبيرا بين ما تخبرنا به الكتب المدرسية وما تصوره لنا الأفلام وبين ما ذكرته كتب التاريخ. فمثلا "الأسلحة الفاسدة" لم تكن فاسدة ولم تقتل الجنود المصريين في حرب 1948، كما صور لنا فيلم "رد قلبي". وصلاح الدين لم يعالج ريتشارد قلب الأسد. ولم يطلب من جنوده تهنئة عيسى العوام بعيد الميلاد، كما صور لنا فيلم "الناصر صلاح الدين" المليء بالمغالطات التاريخية، فعيسى لم يكن مسيحيا بل مسلما.

كما أن الرغبة في تأليه شخصيات تاريخية معينة باعتبارها رموزا وطنية أو دينية وشيطنة كل من خالفها، على طريقة تصوير كفار قريش في الأفلام بحواجب ثقيلة ووجوه عابسة هي طريقة تناسب تأليف حكاية لطفل عمره 6 سنوات. فهي تفترض أن المتلقي عقيلته بسيطة وعاجزة عن تقبل فكرة أن الحياة ليست مجرد أبيض وأسود، بل بها الكثير من المتناقضات والمناطق الرمادية.

فعلى سبيل المثال، زعيم الأمة سعد زغلول الذي ناضل من أجل استقلال مصر، كان مدمنا القمار وخسر بسبب ذلك مبالغ طائلة كما ذكر في مذكراته بنفسه. فهل ينفي ذكر ذلك دوره التاريخي والبطولي؟ بالتأكيد لا ولكنه ببساطة يجعل منه بشرا وينفي عنه صفة الملائكية.

ثم كيف للمجتمع المصري أن يتطور لو تم تجريم النقد؟ فكل الشعوب التي تقدمت راجعت تاريخها وأعادت قراءته بل واعتذرت عن أحداث. فلك أن تتخيل مثلا ماذا كان سيحدث لو احتفظ الشعب الألماني بصورة هتلر كـ"زعيم ملهم" بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. أو لو احتفظ الشعب الأميركي بنفس النظرة العنصرية للسود التي بررت جرائم مثل العبودية والفصل العنصري دون مراجعة.

ولهذا فإن إعادة قراءة التاريخ ونقد الشخصيات التاريخية، حتى وإن كان نقدا لاذعا، إنما هو ضرورة لتطوير الوعي الجمعي، وتطوير فهمنا لماضينا وهويتنا ومن ثم حاضرنا ومستقبلنا. ففي كتابه الشهير "عن الحرية" يوضح الفيلسوف البريطاني الشهير جون ستيوارت ميل أن حرية التعبير والنقد هي الشيء الوحيد الذي يفرز لنا الأفكار أو الآراء الصائبة من الخاطئة.

لا أدري لماذا إصرار البعض على معاملة المواطنين المصريين على أنهم أطفال قُصَّر

فالنقد بمثابة امتحان تمر فيه الأفكار، فلو قاومت وانتصرت فهي تعيش وتستمر، أما لو انهارت أمام النقد فهي لم تكن تستحق أن نؤمن بها منذ البداية. فكأن النقد هو الرياح الشديدة التي تفرق بين البيت المبني على أساس متين وبين الكوخ الهش الذي من الممكن أن ينهار خلال دقائق، فلو فرضا منعنا الرياح لما استطعنا أن نميز بين الاثنين.

فقانون الرموز التاريخية مثلا هو اعتراف ضمني بالرغبة في حماية روايات تاريخية معينة ربما تنهار لو تعرضت للنقد، بل وربما يتم روايتها بأسلوب معين لخدمة أهداف سياسية محددة.
وحقيقة لا أدري لماذا هناك إصرار من البعض على معاملة المواطنين المصريين على أنهم أطفال قُصَّر لا يمتلكون القدرة على التفكير النقدي وكأنهم يقولون لهذا المواطن البالغ نحن سنفكر عنك ونقرر لك ماذا عليك أن تصدق وما لا تصدق؟
*

ناجح إبراهيم لخالد منتصر: مشاغبتك فاقت " ستالين وترامب"

الكورونا أثبت أن عدد المستشفيات لازم يبقى أضعاف دور العبادة، وإن تبرعاتك لغرفة عناية مركزة أفضل ألف مرة وأكثر ثوابا من التبرع لبناء جامع أو كنيسة".
وتساءل إبراهيم : كأن هناك تناقضا بين المسجد والكنيسة، والمستشفى والعناية المركزة، ومع أنها جميعها لها رسالة سامية، وكل يُكمِّل الآخر، فلن يعيش الناس دون إيمان، ويقين، ولجوء إلى الله، ومحبة للمحبوب الأعظم وهو «الله»، وثقة به من خلال دور العبادة.

 15 قرنا، وهو يتحدث عن عدوى الطاعون: «إذا سمعتم الطاعون بأرض، فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض، وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها»، ولكنك للأسف لا تنصف المسجد والكنيسة ولا الرسل.
وأوضح إبراهيم أن ترامب رأس العلمانية يدعو أمريكا للصلاة، وهذا ستالين خصم الأديان ورأس الشيوعية فى عصره يفتح المساجد والكنائس، ويذهب إليها، ويدعو الروس إليها بعد غزو هتلر لبلاده.

وتابع : هؤلاء يعلمون قدر السماء وقدر الله أكثر من بعضنا؛ لأن حيلهم البشرية قد عجزت، نريد ألا نعبد الأسباب، ولا نتركها فى الوقت نفسه، نهتم بالمصل ولكن لا نقدمه على الله، أو نعبده من دون الله.

*

وقال "منتصر" لأحمد حسن: حقائق نقدمها للكابتن العميد: •فيروس الكورونا لم يثبت علمياً أنه يموت بالتراويح أويحترق في الجامع وقد تأكد العلماء من انه لم ينطق الشهادتين بعد. •السخرية من قرار الدولة بالتلميح بأنها تحابي ديناً اخر عبر قولك happy easter ، لو اكتشف العلاج يهود أو ملحدون هل ستستمر في السخرية؟

وكان "حسن" أصدر بيانا قال فيه: أمس شاهدت حماس وزير الاوقاف في بيانه بأحد البرامج التلفزيونية ، في إصراره الشديد على استمرار غلق المساجد في رمضان وحرمان الناس من أبسط الأمور وهي صوت الابتهالات والأدعية والصلوات وهذا لم يحدث من قبل في التاريخ حتى في أشد الأزمات .
*

منى عبدالوهاب: لست مُلحدة ولم أندم على هجومي ضد الشيخ الشعراوي

رأي الشيخ الشعراوي في المتوقف عن الصلاة بأنه يستتاب، ثم يقتل، وهذا فقه غير مقبول،

 خالطين الدين بالسياسة، نفسي أسمع حد معتدل محترم معلوماته مش مغلوطة، لسه في حد كده؟

 تعرضت الكاتبة فريدة الشوباشي لانتقادات واسعة، من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بعد الهجوم الذي شنته على الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث قالت خلال حوارها ببرنامج «الشارع المصري»، المذاع عبر فضائية «العاصمة»:«الشعراوي طعن وطني، ومن يسجد شكرًا على هزيمة مصر.. بالضرورة يسجد لله شكرًا على نصر إسرائيل»، مضيفة: «دا قال إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر شيوعي.. أنا مبحبش الشعراوي أنا حرة.. أنا أغفر أي شيء إلا الطعن في بلدي».

كانت شنت الفنانة إلهام شاهين، هجومًا وانتقادات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تحدثت عن الشيخ الشعراوي، أثناء مناقشة كتاب «هذه أصنامكم وهذه فأسي.. لماذا يخاصم المسلمون الحداثة؟»، الذي نظمته مؤسسة «بتانة» الثقافية.
انتقدت شاهين الشيخ الشعراوي، وقالت موجهة الكلمة إلى الإعلامي خالد منتصر: «أنا تعلمت منك كثيرا، وأحب كل ما تكتبه، وأردده في المقابلات التي أشارك فيها»، مشيرة إلى أن رجال الدين يتحدثون عن الدين، في قضايا لم ترد في الدين أساسًا مثلما قال الشعراوي، إن مريض الكلى لا يجب أن يتعالج من مرضه.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق