إسرائيل وإيران تعرفان أن عليهما معايرة أفعالهما بدقة وعناية كبيرة، كي لا تتسبب في اندلاع حرب شاملة.
ما يتعلق بالجانب النووي، فبات من الواضح أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قادرة على اختراق الأمن الإيراني إلى درجة مبهرة، بالاعتماد على كل من العملاء من البشر على الأرض، أو الأسلحة الإلكترونية السيبرانية للتغلب على الإجراءات الإيرانية المضادة.
وفي جانب الملاحة البحرية، ترك الموقع الجغرافي لإسرائيل أثرا سلبيا على قدراتها في هذا الصدد، فهي تمتلك مدخلا جيدا إلى البحر الأحمر عبر مينائها البحري في إيلات، ولكن في مناطق أبعد من ذلك تصبح لإيران اليد العليا بفعل سواحلها الواسعة على امتداد الخليج ووكلائها الحوثيين في اليمن.
في سوريا ولبنان امتلكت إيران دائما خيار نشر وكلائها للقيام بضربات صاروخية ضد إسرائيل، بيد أنه خيار ينطوي على مخاطرة كبيرة. إذ أوضحت إسرائيل ضخامة ردها وأين يمكن أن يقع: في إيران.
ويقول جون رين، الخبير في شؤون الإرهاب العابر للحدود في المعهد الدولي الدراسات الاستراتيجية إن القدرات الاستخبارية الإسرائيلية المتفوقة تعني أن على إيران أن تكتفي بردود فعل "عنيفة" عبر وكلائها. ويضيف: "والأمر المحبط بالنسبة لإيران، هو أن أفضل شريك لها في ضرب إسرائيل هو حزب الله، بيد أن تدخله سيكون خطوة تصعيدية قد تورط حزب الله في حرب تريد إيران تجنبها.
وعادة ما يمتلك الإيرانيون بعض الميزات الخاصة التي تصب في مصلحتهم، ولكنها حُيدّت في صراعهم مع إسرائيل، فالإسرائيليون يتحلون بسرعة التحرك وقدرة الوصول إلى أبعد عمق؛ وعندما يقررون أن يضربوا بشدة، كما يفعلون في سوريا، فسيضربون بقوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق