الأحد، 18 أبريل 2021

سايكس ـ بيكو القرن الحادي والعشرين

Aug 18, 2020

 أكثر من قرن منذ اتفاق سايكس-بيكو والعالم العربي على حاله تقريباً كما كان مسرحاً لتدخلات القوى الأجنبية الإقليمية والدولية.

جميع هذه الأطراف كانت تسعى إلى إحكام قبضتها ونفوذها على المنطقة العربية لتصبح منطقة لصراع النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية. واستمر الحال كذلك في ظل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، عبر حلف بغداد أو عبر ما سمي مشروع الرئيس أيزنهاور في الخمسينيات من القرن الماضي، وما تلاها بعد ذلك من أحداث سبتمبر (أيلول) 2011، واحتلال القوات الأميركية للعراق في عام 2003.

وبانفجار مرفأ بيروت مؤخراً الذي شبه بانفجار «هيروشيما»، جاءت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، قبل أي شخصية عربية أو دولية، ورأى بعضهم في هذه الزيارة المبكرة ترجمة أو تعبيراً عن العلاقات الفرنسية - اللبنانية الممتدة بين البلدين منذ الانتداب الفرنسي على لبنان.

أحلام إعادة إنتاج دولة الخلافة العثمانية لدى تركيا، والأحلام الإمبراطورية لإيران التي سعى إليها نظام شاهنشاه إيران قبل سقوطه، وتبنى الملالي الاتجاه ذاته، تطرح التساؤلات حول مواقف الدول العربية في مواجهة هذه التحديات: هل وقفت موقفاً جماعياً ضدها أم أن كل دولة تسعى انفرادياً لحماية نفسها من تلك المخاطر والتهديدات؟

إن النظام العالمي المعاصر هو في أجزاء كثيرة منه مستوحى مما أفرزته معاهدة وستفاليا لعام 1648 التي أنهت حرب الثلاثين عاماً، والتي وضعت نهاية للحروب الدينية التي مزقت أوروبا، وأنتجت مفهوم الدولة القومية، بالإقرار بسيادة الدولة، ومبدأ عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والمساواة بين الدول، والتعايش السلمي في ظل احترام المؤسسات السياسية والقيم والدين لجميع الدول، وهي المبادئ التي تأسس عليها النظام العالمي.

ولكن تلك المبادئ والقيم التي حُددت في «وستفاليا»، والتي وضعتها الدول الأوروبية منذ قرون لحل صراعاتها وحروب الثلاثين عاماً، لم تمنعها من التوسع جغرافياً، واستعمار مساحات واسعة عمت معظم مناطق العالم، ومنها المنطقة العربية.

فقد تحالف العرب مع الحلفاء في أثناء الحرب العالمية الأولى، اعتقاداً منهم أنهم سيحصلون على استقلال بلادهم، كما وعدتهم بريطانيا، ولكنهم فوجئوا لاحقاً بوجود اتفاق سري بين فرنسا والمملكة المتحدة، وقعه عن فرنسا فرنسوا جورج بيكو، وعن بريطانيا مارك سايكس، بمصادقة من الإمبراطورية الروسية كشفت عنها الثورة البولشيفية في عام 1917، ويقضي باقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، وتحديد مناطق النفوذ بينهما في غرب آسيا، وتقسيم الدولة العثمانية القائمة خلال الحرب العالمية الأولى، إذا ما انتهت الحرب لصالح الحلفاء.

وبنهاية الحرب العالمية الأولى، لم يتوقف في أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي السعي إلى بسط نفوذهما في المنطقة، عبر حلف بغداد (1955)، ومن خلال مشروع أيزنهاور (1957)، وهما ذوا طابع عسكري اقتصادي، وضعا بحجة ضمان الأمن والاستقلال في الشرق الأوسط، ودعم السلام العالمي، وهما موجهان في الأساس إلى تطويق الاتحاد السوفياتي، ومواجهة خطر تغلغل الهجوم الشيوعي الدولي في دول المنطقة. بيد أن مشروع أيزنهاور كان من أهدافه أيضاً، أمام انحسار النفوذ البريطاني والفرنسي، أن تحل الولايات المتحدة محلهما في المنطقة العربية. ولهذا، وعلى العكس من حلف بغداد الذي لم يكن فيه من الدول العربية إلا العراق، فإن مشروع أيزنهاور ضم عدداً لا بأس به من الدول العربية وبعض الدول الإسلامية.

وبعد مضي أكثر من مائة عام على اتفاقية سايس-بيكو التي تقاسمت فيها فرنسا وبريطانيا منطقة الهلال الخصيب التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية، أصبح الهم الرئيسي واستراتيجية قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم يرتكز على كيفية إعادة إنتاج دولة الخلافة العثمانية، وهو الذي تبلور بشكل أوضح وصريح بعد تولي السيد رجب طيب إردوغان رئاسة الدولة التركية.

وقد تناول أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية رئيس الوزراء التركي السابق، في كتابه «العمق الاستراتيجي... موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية»، كيف أن بلاده لا يمكن أن تبقى مجرد جسر بين الغرب والشرق، بين أوروبا وآسيا، بين الإسلام والمسيحية، بل لا بد أن تمثل مركزاً تمارس منه دورها الحيوي، فعلى تركيا أن تكيف سياساتها بتوظيف موروثاتها التاريخية والجغرافية.

*

وسط أخطار تهدد بتغييرات أخرى لصالح تفتيت دول عربية، نتيجة لتمسك زعمائها ومراكز القوى فيها بالمناصب القيادية والنفوذ السلطوي وتمسك شعوبها بالحرية والعدالة الاجتماعية. وبات يطرح بقوة مشروع لإعادة تقسيم الوطن العربي إلى دويلات تقوم على الانتماءات الطائفية، دولة للمسيحيين ودولة للشيعة أو العلويين أو السنة أو الأكراد، ما يشجع إسرائيل على اتخاذ صفة طائفية شرعية هي «الدولة اليهودية».



*
Apr 18, 2021

 تلك الصورة مساحات البلدان العربية التي هي مساحات ضئيلة جدا مقارنة بمساحات دول غربية كانت مختارة بعناية، مثل روسيا وكندا والصين والولايات المتحدة الأميركية والهند وغيرها، وكان الكلام المر الذي كُتب تحت الصورة يقول "انظروا كيف خدعوكم وقطّعوكم وشرذموكم إلى بلاد صغيرة ضعيفة مقارنة ببلادهم الضخمة التي بلغت مساحاتها عشرات بل مئات أضعاف بلادكم"،

مؤامرة دنيئة تعرضنا لها نحن العرب على مدار 100 عام.

نوع جديد من أنواع جلد الذات، وبأن هذه الصورة يدعوك مَن اخترعها لأن تنام جيدا، وتُسلّم أمرك للدكتاتورية والفشل والفساد والضعف والفقر والتخلف والفُرقة والحروب والصراعات المذهبية والطائفية، فكل هذا سببه المساحات الضئيلة التي اقتسمها الغرب لبلادك، والمشكلة ليست مشكلتك ولا يوجد لها حل أبدا، وأن الأمر حُسم منذ 100 عام.

كيف استطاعت جزيرة صغيرة كبريطانيا أن تسيطر على ربع سكان العالم؟ 

لقد وضعت بريطانيا بعض السياسات والتكتيكات للسيطرة على الكوكب، فمثلا كان عدد المسؤولين الإنجليز الذين حكموا الهند قد بلغ ألف مسؤول فقط، وكانوا يتحكمون بأكثر من 400 مليون هندي، وفي أفريقيا كانوا 1200 مسؤول إنجليزي، وكانوا يتحكمون بكل مستعمرات أفريقيا التي امتدت من شمال القارة الأفريقية إلى جنوبها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق