الأربعاء، 21 أبريل 2021

الإختلاف جسر من التواصل وليس للعداء

Jun 17, 2020
أم خلقنا لنرضي الآخرين؟
 أم استقلاليتنا مجرد كلمة لا وجود لها في الواقع؟ لماذا لم نتعلم بعد أن نحترم الاختلاف كل منا له تركيبة أخرى له كيان مستقل عن الآخر. الاختلاف شئ جميل جدا ونادر فلم نكره بعضنا بسبب الاختلاف؟ قد أختلف معك وتختلف معي لكن يمكننا أن نكون أصدقاء، يكفي من مشاعر الحقد والكره فقط بسبب الأفكار فهذا يشتم الآخر لأنه سنى والآخر لأنه شيعي أو حتى الكره بسبب الأديان واللوم بسبب الأديان أو بسبب حتى الانتماء لدولة دون أخرى أو لفريق رياضي دون الآخر أو الإعجاب بشخصية لا تعجب الآخر. 

لقد تفرقنا كثيرا بسبب عدم احترامنا لبعضنا وعندما لا تعجب الآخر أفكارك فإنه سيخبرك بكونك سلبي وبأنك غير مواكب للواقع ويحاول صنع شخصية ترضي شخصيته، مجتمعاتنا مليئة بالنرجسيين

 فهل لأننا مختلفين نصبح أعداء؟ وهل أفكارنا لعبة ملاكمة على حلبة صراع، اختلافنا من المفترض أن يكملنا وليس أن يفرقنا

 حتى ديننا الإسلامي لم نفهمه بل جعلنا من الآخرين أعداء وحللنا وحرمنا وأدخلنا ذلك لجنة والآخر لنار وحكمنا على ذلك بالكفر والآخر بالجهل فقط بسبب الاختلاف في المفاهيم رغم أن الدين جاء ليسمو بالناس ويعلمهم المحبة لكنهم أخذو فقط بالشكل وأزالوا المحتوى

 فقط بسبب اختلاف الكلمات والآراء والأفكار حتى في المنابر الإعلامية نجد الشتائم وقلة احترام الآخرين وتراشق الكلمات والألفاظ المخلة فقط بسبب الاختلاف. لم يكون يوما الاختلاف عيب أو عار بل على العكس هو محفز للإبداع وللكمال كيف سنتكامل ونحن نسخ متطابقة لا يوجد فينا أشكال مختلفة؟ كيف سنبدع في ظل النمطية والتكرار والسير على نفس الوتيرة؟ كيف سنخلق التجديد ونحن نكتفي بما هو موجود ونعيده.

 فيقصون الآخر كليا من حياتهم محتفظين بأفكارهم المتعصبة والراديكالية، فهل يجب أن أشبهك كي أرضيك؟ أم أنفذ أوامرك كي أرضيك؟ أم أصفق لك دائما كي أرضيك؟ أم أسلب شخصيتي وألبس قناعك كي أرضيك؟ لا يوجد بيننا التشابه بل توجد بيننا المشاعر والإنسانية فلم لا نتقاسم هذا العالم بالرحمة والمحبة لم يدمرنا كل يوم الكره والعداء فقط بسبب اختلاف وجهات النظر ما أجمل التسامح والتصالح والاحترام حتى لو كان دينك غير ديني فالله قال على لسان رسوله لكم دينكم ولي دين 

فلم نكره بعضنا بسبب الطوائف والقبائل والدول والأحزاب وغيرها يكفينا من الصراعات متى سنفهم أننا لم نخلق لنحاسب الآخرين من نحن كي نحاسب الآخرين هل نحن معصومين أم مخلوقات تفهم كل شئ كي نحاسب الآخرين فقط لأنهم مختلفين عن أفكارنا، تعدد الأذواق مطلوب وتعدد الأفكار والآراء يولد أكثر حلول وطرق ووسائل وتجديد وتطوير للمجتمع ككل.

فمثلا لو لم تكون هناك ثقافات أخرى وعادات وتقاليد أخرى لأصبحنا نعيش في الركود والملل لما اطلعنا على أي شئ آخر جديد ومختلف لما فكرنا من الأساس لأصبحت عقولنا محجرة فقط على فكرة واحدة. علينا أن نلغى عقلية إلغاء من يخالفنا لأننا لسنا على حلبة صراع من الأقوى بل نحن في وسط إنساني يتطلب منا التحضر والرقي والاحترام والتقدير فالشخص المختلف ليس من كوكب آخر هو من عالمنا أيضا فمن واجبنا أن نقبل اختلافه ونتصالح معه وليس أن نعاديه ونحاربه وكأنه مجهول أو غريب أو من عالم آخر غير العالم البشري.

قد نختلف في الأديان في الأفكار في نمط الحياة في المواهب والكلمات والمعاني وحتى اللهجات والدول لكن هناك رابط أشمل يربطنا دائما هو الرابط الإنساني، فلنجعل من الاختلاف جسر لتكامل والتواصل ونلغى كل باب للصراعات، نحن خلقنا من أجل المحبة والتسامح ولم نخلق يوما من أجل التباغض حتى أن الرسول ﷺ قال: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"،

*
ـ لاشك أن الفلسفة من أهم خصائصها ثقافة الاختلاف أو قبول الرأى والرأى الآخر، وطالما دعا ابن رشد فى كتابه «فصل المقال فيما ين الحكمة والشريعة من الاتصال» إلى طلب الحكمة، سواء من الأمم الدانية أو القاصية عنا، من منطلق أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، ومثل هذا النهج أو الحوار العقلانى بل والموضوعى تستطيع الفلسفة أن تسهم فى معالجة مشكلات التعصب أو كما يقول ديكارت: العقل أعدل الأشياء قسمة بين البشر، كما أن التصوف كأحد أفرع الفلسفة يسهم فى نشر لغة الحب لبنى الإنسان جميعاً مثل أشعار ابن عربى وابن الفارض، وكلها تصب فى معالجة مشكلة التعصب أو التطرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق