الثلاثاء، 13 أبريل 2021

الفلسفة ضد الأيديولوجي . إلياس مرقص

 كان مفكرنا يرى أن الفلسفة هي نظرية المعرفة وتصور للإنسان وتاريخه ومصائره، نظرية المعرفة ستكون غالباً عنده ضد الأيديولوجيا، فالأيديولوجيا الماركسية ليست، بوصفها كذلك، حاملة الحق، ولا الأيديولوجيا البورجوازية حاملة بالضرورة الباطل. وعليه، فقد قال ” ليس ما ينقصنا هو الأيديولوجيا بل المنطق والمعرفة والثقافة والأخلاق،… أيديولوجية تحترم وتثمّن بالأساس المنطق والمعرفة والثقافة والأخلاق”. أما تصوره للإنسان وتاريخه فمرقص يعتقد أن ” من المحال والعبث والحماقة أن نخرج خارج تاريخ البشرية، خارج مصائر الإنسان اليوم، هذا التاريخ الكوني لا يخرج: إما أن نصير ذاتا وفاعلا وصانعا له وفيه، وإما أن نكون وأن نعود كما كنا قبل قرن مادة وموضوعا وسمادا لتاريخ ننخلع عنه وينخلع عنا”.

المجتمع والفرد

ركّز إلياس مرقص على مسألتين قد تبدوان متناقضتين، الأولى هي المجتمع الذي تشكل ولادته أهم حدث في التاريخ بعد حدث ولادة النوع البشري، لكن المجتمع هو أفراده، فكما يكون الأفراد يكون المجتمع، “كل فرد من أفراد المجتمع هو خاص، وبما أن هؤلاء الأفراد في علاقة، فثمة بينهم عام مشترك، هذا العام هو جوهرهم، إنه المجتمع السياسي والدولة.”

المسألة الثانية هي الاختلاف، يشرح جاد كريم الجباعي ذلك بالقول: ” المجتمع الذي تتحقق فيه الهوية القومية هو مجتمع التعدد والاختلاف، والتناقض أو التعارض الذي يصنع التاريخ الداخلي للأمة. فالوجود الفعلي، الواقعي للأمة هو اختلاف الأفراد والجماعات والفئات والطبقات والشعوب والأقاليم..”، والمجتمع الذي يلغي حرية الأفراد واستقلالهم وذاتيتهم إنما يلغي حريته واستقلاله وذاتيته، إنّ إلغاء الفرد والخاص هو إلغاء للعام .

هذه المسائل الثلاث (المجتمع- الفرد- الاختلاف) هي مساهمة إلياس مرقص بل اكتشافه بالنسبة إلى الفكر العربي المعاصر على خلاف النظرة الشمولية التي لا ترى الفروق بل تحاول منعها لو قدرت فتلغي الفردية والحريات الفردية.

*

إلياس مرقص.. كيف يمكن للفلسفة أن تكون ضد الإيديولوجيا

تجلّت أفكار مرقص بشكل أساسي حول حقوق الإنسان وحرية الفرد، الديمقراطية، ضرورة تجديد المعتقدات، العقل والعقلانية، وتعريف البديهيات. لم يكن مرقص يقبل بقدسية الكلمات دون أن يتفحصها ويدرسها بعناية ودقة.


من نقد الفكر القومي، إلى الماركسية والشرق، إلى المذهب الجدلي والمذهب الوضعي، إلى نقد العقلانية العربية. هكذا تدرّج المفكر السوري إلياس مرقص في بناء رؤاه تجاه الواقع والفكر العربي.


حقوق الإنسان وحرية الفرد

تجلّت أفكار مرقص بشكل أساسي حول حقوق الإنسان وحرية الفرد، الديمقراطية، ضرورة تجديد المعتقدات، العقل والعقلانية، وتعريف البديهيات. لم يكن مرقص يقبل بقدسية الكلمات دون أن يتفحصها ويدرسها بعناية ودقة.

وكانت رؤاه حول قيام ثورة متجسدة في كيانه؛ لأنه كان أفضل من قرأ الواقع والتاريخ بشكل عميق، وقد وضع تصوراته لثورات عربية قادمة، وعن أشكالها المتوقعة وعن الحلول الضرورية لأزمات ما بعد الثورات، وأهمها العدالة على شكل ديكتاتورية القضاء، لاستعادة المجتمعات ثقتها بالوطن والدولة الوطنية ضمن مراحل انتقالية محددة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق