الجمعة، 9 أبريل 2021

مشاهد عربية جريئة لجمهور متحفّظ

مسلسل "عروس بيروت" و"دفعة بيروت" و"شارع شيكاغو" و"قيد مجهول"

 هكذا، بات المحتوى الغربي في كل منزل وفي ومتناول الجميع، من دون أن نغفل عن الوسيط الأجنبي من أعمال تستوردها شاشاتنا، ومقارنتها بالطابع الفني الخاص بها والإمكانات الهائلة التي تتسم بها، لتحاول اللحاق بها ومجاراتها ولو بالقدر اليسير.

يبقى النقاش حول جرأة الأعمال الغربية الناجحة أمرًا غير قابل للمساومة الفنية، حين يتشرّبها الجمهور العربي بكل رحابة صدر، أمام رفض قسم كبير منه للأعمال العربية التي عادت لتتجرأ على إضافة لقطات حميمية خاطفة، لا تتعدى بمجملها، قبلة أو شبه عري وغيره من مشاهد جريئة هي بعيدة كل البعد عن الأنماط الغربية، الفاضحة والمحكومة بغايات مهنية ترفع فيها، مثل هذه المشاهد، من سقف العمل وجودته عاطفيًا وفكريًا وفنيًا، على عكس ما ينظر إليها ذهن المشاهد العربي، الذي يعتبرها كتابوهات غير محبب له مشاهدتها لأسباب أخلاقية ومجتمعية، قد تبدو واهية إذا ما نوقشت فنيًا.

فالحديث عن واقع مجتمعي فيه مشكلات كالاغتصاب والتحرش والانحلال الأخلاقي بمختلف أشكاله، لا يفهمه المشاهد العربي أو يلمسه بشكل واضح لولا الدراما والسينما. فعملية توظيف الصورة لنقل هذا الواقع هو أمر حتمي، لشحن المشاهد عاطفيًا وإقناعه، من دون أن ننسب إلى الدراما كامل المسؤولية في عملية توليد الواقع في عين المشاهد العربي وعقله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق