الجمعة، 2 أبريل 2021

السعودية الجديدة قيادة العالم الإسلامي ****

Aug 11, 2020

رؤية 2030 التي ينال عرابها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التركيز بسبب أنه منذ الظهور الأول سمّى الأشياء بأسمائها ووسع نطاق الحرب على الإرهاب لتشمل الحرب على الفساد وشبكات التمويل ومحاسبة المسؤولين والنزاهة الحكومية

سعي إردوغان قديم حتى قبل انتقال تركيا إلى اعتماد نظام رئاسي، إلى تحويل أنقرة إلى قوة إقليمية مُهيمنة ذات امتداد عالمي.

 اختطاف مفهوم الإسلام وتكريس آيديولوجيا الإسلام السياسي في محاولة للاستفادة من مقارعة السعودية وانتزاع ريادتها. هذا الاستبدال من خلال اللعب بورقة الهويّات الإسلامية والعبث بالتاريخ في محاولة لاستعادة الخلافة كان انقلاباً على الفلسفة الأوراسية التي كان الأتراك عادة يميلون فيها إلى ممارسة القوة وإنشاء القواعد العسكرية وتعزيز الحقوق البحرية أو ما كانت تعرف بحسب أوزيل «عقيدة الوطن الأزرق» التي طورها ضباط قوميون علمانيون أتراك، لكن نظام إردوغان أضاف عليها بناء مشروع آيديولوجي إسلاموي استفاد من هزائم «الإخوان» وأحلافهم في الربيع العربي كما استثمر في خروج الجماعة الأم من المشهد العربي في محاولة الاستفادة من أنقاض تجربتهم السياسية وتحويلها إلى وقود لبناء معارضات وشبكات داخل أوطانهم، ومن هنا جاء التركيز على دول الخليج ومصر في سعي للتنافس الجيوسياسي والآيديولوجي على قيادة العالم السنّي كمشروع يتسق مع محاولات ملالي طهران على ذات الأهداف ولكن بقدرة أقل بحكم المسألة الطائفية وتداعياتها.

ومع إخفاقات إردوغان المتكررة في تدخلاته العسكرية في سوريا واليقظة لتداعيات تهوره الخطير في ليبيا وإن بشكل براغماتي من الدول الأوروبية، عاد إلى ممارسة اللعب بورقة الهويّة الدينية مجدداً بعد أن أخفق الإعلام الموازي لمشروعه في الدوحة و«الجزيرة» التي تخصص كل مواردها وطاقاتها في محاولات استهداف السعودية على نحو بات يزعج حتى من كان من أنصار «الرأي الآخر» في استهداف موسم الحج الذي اتخذت فيه السعودية قرارات شجاعة ما بعد جائحة «كورونا»، فكان القرار الإردوغاني هو تحويل آيا صوفيا إلى مسجد والذي وصفه أوزيل الباحث التركي بأنه يأتي في سعي إردوغان لقيادة العالم السني وفي إشارة ذكية إلى اللعب على الشعارات والعاطفة الدينية لم يفوت الإشارة إلى فروقات الإعلان عن خطوة آيا صوفيا الاستعراضية بالنسبة العربية والتي فيها إشارة إلى تحرير المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي حاول أنصار إردوغان وشبكات الولاء له وللإسلام السياسي العابرة للقارات أن تكرّس كل مواردها على شبكة الإنترنت لتسويق المشروع الاستفزازي على نحو مقارب لداعيات التنظيمات الإرهابية في منشوراتها الترويجية عن عودة الخلافة والأمجاد التليدة.

 استقرار النظام السعودي الداخلي كان من المفترض أن ينعكس بدوره على المكانة المركزية للمملكة كلاعب رئيسي محافظ يكرس طاقاته وإمكانياته للحفاظ على قانون توازن القوى المحكوم آنذاك بالقطبية الرباعية، المسيطرة على بنية المنظومة الإقليمية العربية (السعودية، مصر، العراق، سوريا). بيد أنه في طليعة التسعينات بدأت أولى تجليات خلخلة توازن القوى خارجياً بتهميش القوة العراقية، وداخلياً بتعبئة حركات التمرد التي قادتها رموز جماعة الإخوان المسلمين، وتيار الصحوة عند استدعاء الحكومة السعودية للقوات العسكرية الأميركية والغربية.

وبإهدار مقدرات القوة العراقية وفشل الدولة السورية، وتوظيف الموارد القومية لكلتا الدولتين في خدمة المصالح الإيرانية، وحالة الشلل العام التي ضربت مؤسسات الدولة المصرية فيما بعد «الربيع العربي»، أضحت الحكومة السعودية تعيش هاجس إعادة إنتاج توازن القوى في صيغته المحافظة، خشية انهيار المنظومة الإقليمية بكل مكوناتها ومواردها المادية ورأسمالها البشري. وفي ضوء هذه التناقضات البنيوية لعب الإخوان دوراً دراماتيكياً في خلخلة توازن القوى وتغيير قواعد اللعبة السياسية التي تدار بمنطق الدولة إلى بيئة استراتيجية غير فاعلة قوامها اللادولة التي تحكم بالميليشيات والفصائل العسكرية، وبتعدد قوى ما دون الدولة. وقبل تدخلات النظام الإردوغاني بالمنظومة الإقليمية في وقت لاحق، كانت الدوحة قد سبقتها في تعظيم أرباحها وتكديس مصادر قوتها، والتي ستعمل بواسطتها على خلخلة توازن القوى.

*

Mar 31, 2021

قيادة العالم الإسلامي هل تنتقل إلى العراق؟

العراق أكثر مناطق العالم ازدحاماً بالحضارات، وقد يكون العراق من أندر المناطق في العالم، إن لم يكن الوحيد الذي نشأ على أرضه عدة حضارات على مرّ عشرات الألوف من السنين، والتي تُعتبر من أقدم إن لم تكن أقدم الحضارات في العالم، فمن أشهر الحضارات التي نشأت على أرض العراق حضارة سومر وأكد وبابل وأشور وكلدان.

ليس كما يحاول ترويجه أصحاب الفكر السلفي التكفيري الوهابي، من أن أرض العراق هي أرض الفتن، وذلك في محاولة منهم لتبرئة أرض (نجد) من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من أنها منطقة قرن الشيطان والفتن.

قيادة العالم الإسلامي بعد الحرب العالمية الأولى انتقلت إلى عاصمة الوهابيين في أرض نجد، وذلك من خلال احتلالهم لبلاد الحرمين الشريفين في مكة المكرّمة والمدينة المنورة بإيعاز ودعم وتخطيط وتسليح من الإمبراطورية الإنكليزية التي تكفّلت بإنشاء المملكة العربية السعودية، لتكون قائدة للعالم الإسلامي شرط أن تنفذ مخطّطات وأوامر الإنكليز والعالم الغربي.

وجاء تبني الإنكليز لهذه الدولة المصطنعة بعد أن أثبت عبد العزيز آل سعود ولاءه الكامل لبريطانيا، من خلال اعترافه بحق اليهود في أرض فلسطين، فيما رفض الشريف حسين بن علي أمير الحجاز ذلك كما قال الباحثون في التاريخ.

قلنا إن الاستيلاء على الحرمين الشريفين في مكة والمدينة سهّل على الإنكليز والعالم الغربي السيطرة على العالم الإسلامي، من خلال الدولة السعودية التي احتلت الحرمين الشريفين في عام 1924 ميلادي، وبعد قرن من الزمان تقريباً نلاحظ أن المملكة السعودية قامت بدورها بكل أمانة وإخلاص بخدمة الإنكليز ونشر الفتن وتدمير العالم الإسلامي... ولكن هناك إشارات في أفق الأحداث العالمية قد تنبئ بانتهاء هذا النفوذ على الحرمين الشريفين، فالدولة السعودية وخلال العقدين الماضيين منيت بهزائم كثيرة وكبيرة في المنطقة، فهي لم تستطع أن تقوم بدورها بالقضاء على الثورة الإسلامية في إيران، ولا السيطرة على الفصائل الفلسطينية المجاهدة، ولا إخضاع لبنان المقاوم، ولا إسقاط النظام السوري الداعم لمحور المقاومة، ولا السيطرة على العراق من خلال إجهاض مشروع الدولة العراقية المستقلة عن أي نفوذ صهيوني، ولا تركيع شعب اليمن الثائر على الهيمنة الغربية، بل لم تستطع الدولة السعودية تركيع دولة قطر التي احتضنت النفوذ التركي في المنطقة.

بعد معاناة مضنية مع الفكر التكفيري، استطاع العراق انقاذ المنطقة من هيمنة الفكر الوهابي

السعودية فقدت الكثير من نفوذها العربي والإسلامي، وتعالت الأصوات من دول إسلامية للمطالبة بإشراف إسلامي على الحرمين الشريفين، وانتشرت الأخبار بين شعوب العالم عن الحركات الإرهابية التي وُلدت من رحم الفكر الوهابي ودعم الدولة السعودية لها، باختصار ربما أصبحت السعودية في أعين الغرب عبئاً كبيراً وأضعف من أن تمثل وتحمي مصالح الغرب في المنطقة، بل هي أضعف من أن تحمي نفسها.

 فقد أطلقت الصحافة الأوروبية على السيد السيستاني لقب (دالاي لاما) المسلمين، وقد أُدرج ضمن أفضل 100 مفكر عالمي من قبل صحيفة «فورين بوليسي»، كما رُشّح أيضاً لجائزة نوبل لجهوده في إرساء السلام.

إصرار البابا فرنسيس على زيارة العراق هذه السنة، رغم انتشار وباء كورونا والظروف الأمنية الصعبة، له دلالاته العميقة جداً خصوصاً بعد لقائه بالإمام الأكبر للإسلام السنّي المعتدل ولقائه بالإمام علي السيستاني في النجف الأشرف في أول لقاء يجمع حبراً أعظمَ بمرجعية شيعية بهذا المستوى.

في الختام هل ينطلق الإسلام السني والشيعي المعتدل والحضاري من أرض العراق من جديد، ويصبح مهوى أفئدة العالم الإسلامي؟؟؟؟؟

*



الوليد بن طلال 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق