تمتهن الأنظمة العربية إذلال شعوبها. سياساتها، إنْ صح وصفها سياسات، مجرّد وصفات للخراب. تتبّع أخبار ما يجري في عدد من الدول مثير للأسى. في السودان طوابير من أجل الخبز والغاز. وفي اليمن طوابير أخرى من أجل الماء ووقود السيارات وغاز الطهي. وفي الجزائر حديث متكرّر عن أزمة زيت الطهي قبل رمضان. وفي سورية غلاء فاحش وانقطاع في المواد الأساسية وطوابير من بين الأطول عالمياً من أجل كل شيء. أما في لبنان فتناتش على السلع المدعومة إن وُجدت، وانقطاعٌ لا نهاية له للكهرباء وشبه حياة محكومة بالتلوث السمعي للمولدات المنتشرة في الأحياء والتي يطغى ضجيجها على أي شيء آخر. أبسط الخدمات ومقومات الحياة الحصول عليها عمل شاق.
يعيش المواطنون في دولهم وكأنهم في سجن مفتوح، خياراتهم شبه معدومة. لا ثورات نفعت ولا احتجاجات. الأحوال دائماً من سيئ إلى أسوأ. تجيد السلطات تكييف نفسها دوماً. هي عصية على التغيير أو حتى تقديم التنازلات. تبدع فقط في النهب. وإذا كانت العموميات كاشفة جزئياً عن حجم الواقع المزري اقتصادياً واجتماعياً، وحتى سياسياً، فإن الأرقام كفيلة بإظهار حقيقة الكارثة في البلدان العربية.
قبل نحو أسبوع، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إلى جانب برنامج الأغذية العالمي، التابعين للأمم المتحدة، تقريراً بعنوان "بؤر الجوع الساخنة"، حذّرتا فيه من أنه "من المتوقع أن ترتفع معدلات الجوع الحاد (ما يعني أن السكان على بعد خطوة من المجاعة) ارتفاعاً هائلاً في أكثر من 20 بلداً خلال الأشهر المقبلة". من الدول التي تتصدّر القائمة، وتواجه مستويات كارثية من الجوع الحاد، تبرز اليمن، بينما تحتل سورية إلى جانب لبنان مرتبةً متقدّمةً مع الصومال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق