الخميس، 10 فبراير 2022

آخر تلامذة مدرسة عبد الرحمن بدوي الفلسفية

Mar 3, 2019

فلاسفة مصر 
أهم التيارات الفلسفية الغربية سواء الاتجاهات العلمية الوضعية أو الانسانية الوجودية أو المثالية 
والواقعية الجديدة أو العقلانية النقدية لدي كل من زكي نجيب محمود, وعبد الرحمن بدوي وعثمان أمين ويحيي هويدي وفؤاد زكريا. ويتفرد زكريا ابراهيم بصعوبة تصنيفه في اطار تيار فلسفي محدد, أكثر أهل الفلسفة في مصر اهتماما بالفلسفة الأخلاقية وفلسفة الفن.


المفكر

المصـــري إمـــام عبدالفتاح إمام أســـتاذ
الفلســـفة والعلـــوم الإنســـانية بجامعة
عين شـــمس، والذي أمضـــى حياته في
ترجمـــة ودراســـة فلســـفة الفيلســـوف
الألماني الشهير جورج فيلهلم فريدريس
هيغل )1770ــ .(


الأكاديمي عـــزت قرني

رئيس لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى
للثقافـــة ورئيـــس تحريـــر مجلـــة الفكر
المعاصر  




وقال الباحث حســـن حماد أســـتاذ
علم الجمال والفلسفة بجامعة الزقازيق،
شمال القاهرة، إن رحيل إمام عبدالفتاح
خســـارة كبيرة للفكـــر العربي المعاصر،
فهو المفكر الأكثر تخصصا في الفلســـفةالهيغلية“ 


وأوضـــح الأكاديمي المصـــري أحمد

ســـالم أســـتاذ الفلســـفة بكليـــة الآداب
جامعة طنطا، 


وأوضـــح الباحـــث أشـــرف منصور

أستاذ الفلسفة الإســـلامية بكلية الآداب
جامعـــة الإســـكندرية


كتاب الطاغية يعتبر أيقونة

الفهم السياسي لأنظمة الحكم المستبدة
لعـــدة أجيال في مصـــر والعالم العربي،
وصاحبـــه أحـــد أوائـــل من حـــذروا من
تســـييس الدين عبر مقولاته الفلســـفية
التي ترى أن الحكم لا يستقيم أبدا طالما
اختلط بفكرة الدولة الدينية


في ظل رحيـــل مجموعة كبيرة

مـــن المفكرين مـــن مدرســـة عبدالرحمن
بـــدوي وزكي نجيب محمـــود في مصر،
وانزواء أو اعتـــزال آخرين مثل الدكتور
حســـن حنفـــي بســـبب المـــرض، فضلا
عـــن أن المناخ العام لم يعـــد قابلا لطرح
الأفكار الفلســـفية مع اتساع المد السلفي
والنظـــرة الازدرائية من بعـــض النخب
للفلسفة، مع أن هذا التغول من الواجب
أن يكون سببا لانتعاش الفلسفة


المفكـــر صلاح قنصوة

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال، الذي كانت
لـــه مؤلفات رائـــدة مثل الديـــن والفكر
والسياسةوأسلمة العلم


وشـــدد علـــى أن رحيـــل العمالقـــة

لا يعنـــي أفـــول الفلســـفة المعاصـــرة،
ومخاصمـــة الأجيال الجديـــدة لها، كما
يتصـــور البعض، فهناك أشـــخاص كثر
مهمومون بالإنســـان العربي، ويفكرون
ويدرســـون ويســـعون دوما إلـــى طرح
رؤى جديـــدة وغيـــر تقليديـــة تناســـب
قضايـــا خطيرة بدت غريبـــة على العالم
العربي


**************************
اتهم بدوي، محمد أركون، بأنه تلميذ الاستشراق، وأطلق عبارات ازدراء للعقاد، وانتقص من قيمة الشيخ محمد عبده.
أراد أركون من بدوي، الدخول إلى معترك المفاهيم الحديثة للعلوم الإنسانية، ولكن بدوي، هاجم أركون مبكراً، فعده كارثةً على الثقافة الإسلامية. ويروي اللاوندي، أن جامعة «السوربون»، توسّطت بينهما، فحولت الخلاف الحاد، إلى نفورٍ موزون، ولكن بقي في النفوس ترسباتها.
واتهم بدوي، زميله في جامعة الكويت، فؤاد زكريا، بالعلمانية، والإسهام بتشويه الإسلام، في موقف تعجب منه زكريا نفسه، نظراً لصداقتهما!
وتناول، أنيس منصور، بكتابه: «في صالون العقاد كانت لنا أيام»، جوانب من صراعات بدوي والعقاد، وحين اتهم الأول الثاني بالجهل، رد العقاد:"بدوي عندما حاول أن يبتذل كتب قصة (هموم الشباب)، بدأها جنسية ثم انتهى بها سياسية، لقد كان فيلسوفاً مراهقاً، في الجنس والسياسة، ولم يذهب إلى أبعد من ذلك، الجسور التي أقامها عبدالرحمن بدوي، أكبر بكثير من البيوت التي أقامها، وعبدالرحمن بدوي في الفلسفة مثل المرشدين السياحيين»!

شخصية بدوي، الجدلية، انسجمت مع مذهبه الوجودي، الرافض والمحتج، فكأنما انعكست رؤيته المتشائمة للوجود، على انفعالاته مع الآخرين، لكن ذلك، لا يقلل بحال، من عظمة نتاجه الفكري، الذي لم يوازه نتاج، في عصرنا 
الحديث!

وكان كتابه عن «نيتشه»، من بواكير أعماله عام 1939، ويروي بدوي، أن الرئيس عبدالناصر قرأه، وأعجب به.

كان فارساً لا يشق له غبارٌ، في الفلسفة، أعجب صغيراً بالفلسفة الوجودية، فشرحها، وترجم رسالة «لوك» الشهيرة في التسامح، وقدم للعرب أفكارَ أشهر فلاسفة الغرب، وترجم لهم. وله أكثر من مائة كتابٍ، يشرح فيها الفلسفة للقارئ العربي، بأسلوبه الذي تميز بالوضوح، والدقة، والجمال. 

ومع تركيزه على الفلسفة، إلا أنه اشتغل بالتراث العربي، فكتب «شخصيات قلقة في الإسلام»، و«شطحات الصوفية- أبو يزيد البسطامي»، و«مقالات الإسلاميين»، و«تاريخ التصوف الإسلامي من البداية وحتى نهاية القرن الثاني». 

ولم يغب الفن عن اهتماماته وكتاباته، فوضع كتاب: «فلسفة الجمال عند هيغل». 
وجمع مراسلاته مع حبيبته في كتاب: «الحور والنور»

كان بدوي، مرحلة انتقالية، وسطى، في تاريخ الفكر العربي، بين التقليدية التراثية، وبين النزعات الموغلة في الحداثة، المستندة على مفاهيم العلوم الإنسانية التي رفضها بدوي، وهاجم بسببها محمد أركون. حينها ردّ الأخير قائلاً:«استعضت عن شخصية بدوي بكتبه».
وربما كان وقوفه في المنتصف، سببا لاستخدام الفريقين نتاجه الفكري، لتميزه أولاً، ولأنه لم ينحز تماماً لمدرسة التراث بكامله، ولا لمدرسة الحداثة، فبقي اسمه، ومشروعه، وقوله حاضراً في مختلف الإنتاج الفكري، والفلسفي العربي، والعالمي. 

عبدالرحمن بدوي سيرةُ إنسانٍ نادر، نذر حياته للعلم والمعرفة، وقدم كنوزاً معرفية وإنسانية للقارئ العربي، كما قدم للقارئ الغربي جواهر الثقافة العربية، كما في ترجماته لابن رشد، والفارابي، والكندي... أما حدته، فلعل أهم أسبابها إحساسه المتعاظم بعدم تقدير نتاجه العلمي الزاخر!

++++++++++++++++++++++++++++
مشكلة الموت في وجوديّة عبد الرحمن بدوي

تندرج معالجة عبد الرحمن بدوي (1917- 2002) لمشكلة الموت ضمن مسعاه لتأسيس ما يسميه مذهباً عاماً في الوجود على أساس هذه المشكلة،
والموت برأي بدوي يحوز على صفة الإشكال وذلك من الناحيتين الوجودية والمعرفية، فمن الناحية الوجودية يُعتبر الموت إشكالًا لأنه أولًا فعلٌ يؤدي إلى القضاء على كل فعل، وثانيًا لأنه نهاية الحياة بمعنى أنه انتهاء الإمكانيات وبلوغها النضج والاكتمال، وقد تكون هذه النهاية قطعًا لهذه الإمكانيات عند درجة معينة، مع بقاء الكثير من الإمكانيات في حالة عدم تحقق. وثالثًا، إن الموت إشكالٌ من الناحية الوجودية لأنه إمكانيَة معلقة، على اعتبار أنه لا بد أن يقع في يومٍ من الأيام وهذا الوقوع يقينيٌ لا شك فيه. ولكن ثمة هنا مفارقة يطرحها بدوي: لدينا في ما يخص الموت علم مطلق وجهل مطلق في الوقت عينه، فمن جهة أولى الإنسان لديه علم مطلق أن الموت سيحدث، ومن جهة أخرى لديه جهلٌ مطلق في ما يتعلق بالزمان الذي سيحدث فيه، وكذلك في ما يتعلق بكل حيثياته التي لا يستطيع المرء معرفتها من خلال موت الآخرين. ورابعًا إن الموت إشكال لأنه حادثٌ ذو كلية مطلقة من ناحية، وذو جزئية شخصية من ناحية أخرى، ذلك أن الكل فانون، ولكن تجربة الموت تجربة فردية خاصة. وإن المفارقة الأخيرة هي التي تؤدي إلى جعل الموت إشكالًا من الناحية المعرفية، إذ لا يمكن أن يدرك الإنسان الموت إلا انطلاقًا من تجربة موته الخاصة، لأنه في حالة الموت ينتفي الإدراك كليًا، وبالمقابل لا يمكن للمرء أن يدرك الموت إدراكًا حقيقيًا من خلال حضوره موت الآخرين، ومراقبة الآثار الخارجية التي يسببها الموت، إذ يكون ذلك إدراكًا لمظاهر الموت وليس إدراكًا له في ذاته.

 فمن الناحية الذاتية يتوجب على الإنسان، الذي يريد أن يعايش الموت كمشكلة، أن يتكوّن لديه إحساس عالٍ بالذاتية والشخصية، ومن دون هذا الإحساس لا يمكن إدراك الطابع الأصلي والجوهري للموت، فإدراك الموت مقرونٌ بإدراكه من حيث إنه موتي أنا الخاص، "ولا يبلغ الشعور بالشخصية والوحدة درجة أقوى وأعلى مما هو في هذه اللحظة، لحظة الموت، لأنني أنا الذي أموت وحدي، ولا يمكن مطلقًا أن يحل غيري محلي في هذا الموت"([3]).

الموت والإحساس
العالي بالفردية
يعتبر بدوي أن الموت لا يمكن أن يكون مشكلة بالنسبة إلى الإنسان البدائي والساذج، لكونه يمتلك شعورًا ضعيفًا بالشخصية، بينما نجد أن من يكون لديهم الموت مشكلة هم على درجة عالية من الإحساس بفرديتهم، ودرجة الإحساس هذه هي مقياس التحضر،
 وبناء على ذلك يعتقد أن كل إضعاف للشخصية من شأنه أن يشوّه حقيقة الموت، وهذا الإضعاف للشخصية إما أن يكون إفناءً لها في روح كلية، وإما إفناءً لها في الناس. وهنا ينتقد المثالية الألمانية بشكل عام وفلسفة هيغل بشكل خاص، فيقول بأنها أفنت الشخصية في الروح الكلية، وبأن الفرد في هذه الفلسفة المثالية ليس له وجود حقيقي في ذاته، وإنما الوجود الحقيقي هو الوجود المطلق ولا قيمة وجودية للفرد إلا من حيث إنه جزء من هذا الوجود المطلق، وعندما لم تعطِ المثالية الألمانية الفرد أهمية كبرى فإنها قامت بحجب أهم المميزات الجوهرية للموت وهي الفردية، ولذلك ظلت هذه المثالية عاجزة عن تناول الموت بوصفه مشكلة.
 قدرة الإنسان على الموت هي أقصى درجات الحرية عند بدوي. هنا لا بدّ أن نشير إلى أن بدوي قام في كتابه "الزّمان الوجودي" الصادر عام 1945، وهو عبارة عن أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه، وكذلك هو العام نفسه الذي صدر فيه كتابه "الموت والعبقرية"، بالربط بين فكرتي العدم والحرية،
 ارتبط مفهوم الحرية بالخطيئة، وعن طريق ارتباط الحرية بالموت من جهة، وارتباطها بالخطيئة من جهة ثانية، كان الارتباط بين الموت والخطيئة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق