آخر سلاح بيد الغرب ضد روسيا، والتاريخ يفيدنا أن الاقتصاد والمال هما لب المصالح للدول العظمى وأن بدايات التراجع والانهيار تبدأ باستخدامه على قاعدة.. عليّ وعلى أعدائي ..لكن النهايات ليست بيد من يستخدمه ضد خصمه، والمحصلة أن الأزمة الاوكرانية أوصلت العالم إلى بدايات السقوط الغربي أمام عودة الدب الروسي لمصلحة المارد الاقتصادي الصيني الصاعد.
الآن، تغيرت اللعبة وبات بديل الأسلحة النووية التقليدية هو استخدام السلاح المالي النووي الذي قد يكون فتاكا وأكثر تأثيرا، ذلك لأن تأثيره لا يقف عند حيز مكاني وأضرار بشرية وبيئية كما هو الحال مع الاسلحة النووية، بل يمتد إلى عصب اقتصاد الدول المتصارعة، فساحته هي التحويلات المالية والبنوك والبورصات والعملات وأسواق الصرف وحركة الأموال والتجارة الدولية واحتياطيات النقد الأجنبي.
في حرب أوكرانيا الحالية أشهر الجميع كل أسلحته الاقتصادية والمالية والنقدية، بما فيها تلك التي كانت بعيدة عن الصراعات السياسية والجيوسياسية مثل شبكة سويفت المعنية بالاتصالات والتحويلات المالية العالمية بين البنوك.
روسيا استهدفت منشآت نفط وغاز في أوكرانيا، ولوحت مصادر روسية بإمكانية استخدام سلاح النفط والغاز الروسي في المعركة الحالية ضد الغرب، وهو سلاح فتاك اقتصاديا، خاصة أن روسيا تمد أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز، كما تمد أسواق العالم بالحبوب والسلع الغذائية والفحم والمواد الأولية والمعادن وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق