Jan 3, 2021 Nov 8, 2021
تأسيس القنوات الفضائية ومن ثم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي
عدد القنوات الفضائية العربية ما يزيد عن 1300 قناة، منها 170 تتبع جهات حكومية ونحو 1120 تتبع جهات خاصة مختلفة الشكل والتوجه.
المقام الأول بالعربية، وبدرجة ثانية الإنجليزية (160 قناة)، ثم الفرنسية (25 قناة)، ثم الهندية (19)، فالأمازيغية (7)، والفارسية (4)، ثم الأوردية (3)، واللغة العبرية (قناتان)، أما اللغة الإسبانية والتركية فتحدثت بكل منهما قناة واحدة.
مجموع القنوات كانت 323 قناة عامة ومجانية تقدم مواد متنوعة وتستهدف أكبر شريحة من الجمهور. وكانت قنوات الإعلان والربح والترفيه في المرتبة الثانية بـ248 قناة، ثم جاءت الرياضة في المرتبة الثالثة وكان عددها 170 قناة، أما الدراما والمسلسلات فحلت رابعة بـ152 قناة، ثم القنوات الدينية التي وصل عددها إلى 95 قناة، تلتها القنوات الإخبارية التي حققت تطورا هاما موضوعا وشكلا وكان عددها 86، وكان للأطفال حصتهم بـ26 قناة تقدم لهم رسوما متحركة وأغاني تربوية، وحلت القنوات السياحية بعدها 19 قناة، ثم التعليمية 17، والثقافية 16، و4 قنوات خاصة بالأسرة.
كانت البداية مع ظهور قناة “أم.بي.سي” (mbc) التي بدأت في لندن، وبعد سنوات انتقلت إلى دبي. واستطاعت القناة بالمعايير الدولية التي قدمتها تحقيق انتشار كبير وكسبت شعبية واسعة، الأمر الذي دفع بالمزيد من قنوات التلفزيون العربية إلى البروز، فظهرت مجموعة “أي.آر.تي” (art) ثم “أوربيت” ولاحقا “روتانا” و”دريم” وغيرها،
*
Feb 3, 2020
هل تشاهد التلفزيون؟
لم افهم من المقال شىء
سؤال مشابه لمن يسألك: هل ما زلت تقرأ الصحف الورقية؟ هذا السؤال خطر ببالي عندما أبلغتني المواطنة الأميركية ساندي بعدم أهمية أو ضرورة الاشتراك في الكيبل الخاص بالقنوات التلفزيونية الأميركية كحال أغلبية مواطنيها واكتفائهم بالاعتماد على الإنترنت بالاشتراك في قنوات نتفليكس وأمازون وغيرها من القنوات المماثلة لها!
راسة عام 2018 أكدت خسارة خدمات التلفزيون عن طريق خدمة الكيبل أكثر من ثلاثة ملايين مشترك، وهذا الرقم معرض للزيادة المستمرة.
حتى الدول التي يعشق مواطنوها التلفزيون كمصر على سبيل المثال، فحسب الأبحاث المنشورة مؤخرًا لشركات خاصة بالتلفزيون والإعلانات تحديدًا، وجدوا أن المواطن المصري لا يعطي التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات من وقته يوميًا، وهذا الزمن أعتقد أنه يتعدى ويتفوق على الفترة التي يقضيها المواطن السعودي لمشاهدة التلفزيون، في ظل الانشغال الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي ونقلها أحيانًا أهم المقتطفات التي قد تشاهدها بالتلفزيون من مواد إخبارية وغيرها، وإن كانت الرياضة وبعض برامجها متماسكة أمام انجذاب المشاهدين لها، والحال كذلك مع الفترة التي عشناها من حفلات غنائية والنقل المباشر لها والجاذبية لها.
الخطر الكبير الذي يهدد التلفزيون تراجع حجم الإعلانات، وعلى العكس ارتفاعها القياسي على مستوى الإعلانات الرقمية التي وصلت عام 2019 لإيرادات خيالية تجاوزت 306 مليارات دولار للمرة الأولى على مستوى العالم، ونحن بطبيعة الحال جزء من هذا العالم، لذلك من المهم في المرحلة الحالية والمستقبلية التركيز على المحتوى، الأمر لم يعد مجرد سد فراغ برامجي كما كان، التلفزيون مهم بالنسبة لنا، وإغفاله كما هو حاصل حاليًا سيجعل المشاهد يذهب لقنوات تهتم بالمحتوى حتى لو كانت ضدنا ومعادية لنا، لا يمكن قبول على سبيل المثال أن تعرض قناة إخبارية مهمة ومدعومة ماليًا فيلمًا وثائقيًا عن المياه الجوفية بالمغرب، والآخرون يعملون الأفلام الوثائقية والاستقصائية ضدنا دون كلل أو ملل، وهذا أمر محزن للغاية.
* Apr 29, 2021
الواعظ الصامت هو: (التلفزيون)
الواعظ الصامت هو: (التلفزيون)نعم. يا صاحبي: التلفزيون ينسيك اللغة، وثرثرة الإشارة باليدين، وعدوان ملامح الوجه المكفهر على عينيك. إنه يضع أمامك الضدين، اللذين لا يجتمعان ولا يرتفعان، وقد اجتمعا فى وقت واحد، ومكان واحد، على رغم كل المناطقة الذي يقسمون على أن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان فى وقت ومكان واحد.
علي الوردي ما كتبه حول هذا الموضوع يعرف السبب فهو يقول: (إنهم (أي الوعاظ) يحسبون النفس البشرية كالثوب الذي يغسل بالماء، فيزول عنه ما اعتراه من وسخ طارئ. وتراهم بذلك يهتفون بملء أفواههم: أيها الناس هذبوا أخلاقكم، أيها الناس نظفوا أخلاقكم وإذا وجدوا الناس لا يتأثرون بمنطقهم هذا انهالوا عليهم بوابل من الخطب الشعواء ألخ..) وهذا ما أسميه: (ضباب التكرار) لأن التكرار المستمر يجعل ما يقال محفوظا للسامع، فتفقد الكلمات وقعها، ويقع المعنى فى طريق الذبول.
ويستمر الوردي قائلا:(إن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ المجرد، فهي كغيرها من ظواهر الكون، تجري حسب نواميس معينة) ولا يمكن إصلاحها بدون إدراك تلك النواميس. وأعتقد، جازما، أن هؤلاء الوعاظ لم يكلف أي منهم نفسه بقراءة ما اكتشفه علم النفس الاجتماعي من الغابة المترامية داخل الإنسان.
*
في التسعينات كان التلفاز قد انتشر في العالم بأسره، فلم يبقَ بيتٌ على المعمورة تقريبا من دونه. ونتيجة لذلك؛ تطوّر النقل المباشر لأهم الأحداث الوطنية والقارية والعالمية، وانتعشت البرامج الحوارية والعروض الرياضية واستحوذت مسلسلات الجريمة على أعلى نسب المشاهدة؛ النِّسبُ التي بدأت تلفت الانتباه وتُغازِل المُعلنين الذين استغلّوا نجاح الجهاز لإغواء المشاهد باعتباره، بالنسبة إليهم، مُستهلكا ينبغي أن تصل إليه المُنتجات في قالب مسموع مرئي شيق يجذبه لاقتناء السِّلعة.
سيدخل التلفاز مع المعلنِين مرحلة جديدة من تاريخه،
حيث تحوّل من وسيلة إعلامية وتثقيفية وترفيهية إلى وسيلة تجارية تتحكم فيها العقلية الاقتصادية لكبريات الشركات والمقاولات.
نعتقد أن ما جعل القنوات التلفزية تنشئ قنوات يوتيوبية خاصة بها على موقع يوتيوب، وحسابات تفاعلية على فيسبوك وتويتر وإنستغرام، بل تعدّت ذلك إلى إنتاج برامج تفاعلية مع هذه المواقع كما فعلت قناة «الجزيرة الرئيسية» في برنامج نشرتكم، وقناة «بي.بي.سي عربي» في برنامج «ترندينغ»، هو الاعتراف بالنجاح الهائل لهذه المواقع التي أضعفت نسب المشاهدة التلفزية من جهة، وعدم الاستسلام للهزيمة من جهة أخرى، ثم شعور مجالس إدارة القنوات الخاصة والعامة بضرورة التوجّه لجميع فئات الجمهور عبر أيِّ وسيلة جديدة تستقطب المشاهدين وتشكل خطرا على مكانة التلفاز في الوسط الإعلامي.
لأن الحياة لا تستمر إلا بالتغيير؛ ستحتدم المنافسة بين جهاز التلفاز ومواقع التواصل عموما واليوتيوب تحديدا، لاسيما بعد انتشار ظاهرة صُنّاع المحتوى «Content makers» حيث أن بعض هذه القنوات اليوتيوبية المستقلة تحصل على مشاهدات بالملايين، وبالتالي يستفيد أصحابها من أرباح مالية كبيرة جدا. فأصبح اليوتيوبر «youTuber» يأخذ مكان الإعلامي التقليدي، وأضحى المحتوى الرائج يزيح برامج التوك شو «Talk Show»، وأمسى موقع اليوتيوب يتفوق على جهاز التلفاز لأن مساحة التعبير فيه أرحب وحرية الرأي أكبر، عكس التلفاز المليء بالأيديولوجيات المفروضة والإعادات المملّة والإعلانات السخيفة.
ختاما، إنه عصر المشاهدة الحُرّة التي توفرها مواقع التواصل وأهمها في هذا الصدد “اليوتيوب”. وعصر المشاهدة وفق الطلب التي تضْمنها منصات المحتوى المدفوعة وأبرزها “نتفليكس”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق