صالح النعامي: "السيسي خرج اليوم عن طوره في تكريم وزيرة الطاقة الصهيونية كارين الهرار التي تشارك في مؤتمر الطاقة في القاهرة متجندا بكل مظاهر "الإنسانية" لأنها مقعدة، في حين يموت خيرة أحرار مصر من شيوخ وشباب في سجونه ظلما وقهرا".
الأكثر مسخرةً أن كل مؤتمر أو ملتقى ينعقد في مصر لبحث أمرٍ ما، في الاقتصاد أو السياحة أو الطب، يتحوّل فورًا إلى مناسبة لتسويق الجنرال إعلاميًا وسياسيًا، سواء عن طريق حضوره بشخصه حيث يختطف الكاميرا والميكروفون، ويتحدّث بعيدًا عن موضوع الملتقى، أو عن طريق كلمات المتحدّثين من رجاله، الذين يرجعون كل الأشياء إلى أصل واحد، هو الزعيم عبد الفتاح السيسي.
في معرض دولي للبترول انعقد في مصر أخيرا، انتزع السيسي الميكروفون ليقول للحضور إنه أنفق أكثر من 400 مليار دولار للوصول إلى حالة رضا المواطن المصري، الذي لم يكن مستعدًا للتجاوب، لكنه عندما عرف حجم النتائج والآثار تحمل آثارًا اقتصادية صعبة .. قبل أن يفتي في شؤون كورونا ونهاية العالم.
تشي صورة السيسي والوزيرة الصهيونية بأنه يستشعر قلقًا، خارجيًا وداخليًا، على مكانته لدى إسرائيل، وخصوصًا بعد أن بدت كفة مطبّعين جدد أرجح، بالنظر إلى ما يقدّمونه من عروض لا تقبل المنافسة في سوق التطبيع، كما هو الحال مع أبو ظبي التي تبدو مصمّمة على انتزاع توكيل التطبيع من الجميع، ناهيك عن الإلحاح التركي غير المسبوق من أجل الحصول على علاقة تطبيعٍ كاملة مع الاحتلال الصهيوني، والسعي إلى ذلك عبر كل الطرق، بما فيها طريق أبوظبي، إلى الحد الذي يثير انزعاج الدوائر الصهيونية من هذه الهرولة التركية، ويدفعها إلى التحذير من الاستجابة الكاملة لرغبة أنقرة، ويطالب بالتمهل والتروّي أمامها، والتعاطي معها بحسابات دقيقة.
كل هذه العناصر لا يمكن تجاهلها وأنت ترى إصرار السيسي على أن يسبق الجميع بخطوة على الطريق إلى تل أبيب، ولا تنسى أنك، في النهاية، بصدد شخصية درامية مصنوعة في ورش السيناريو الصهيونية، وتتحرّك وفقًا لحساباتها الدقيقة، في الإخراج والتصوير وتوقيتات العرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق