الثلاثاء، 15 فبراير 2022

اللامساواة ليست قدرا.. إنها خيار سياسي ***********




Feb 17, 2020

حول كتاب توماس بيكتي (Thomas Piketty Capital et ideologie 2019) نشرت مجلة Sciences Humaines في عدد يناير 2020 مقابلة معه. يربط في هذا الكتاب بين التاريخ الاقتصادي والتاريخ السياسي.

لم يخل تاريخ المجتمعات الإنسانية يوما من البحث عن عالم أكثر عدالة. الأيديولوجيات الدينية وتلك السياسية، وأيضا منذ الثورة الفرنسية وحتى أيامنا هذه، كانت تهدف في جوهرها استنهاض شكل من أشكال العدالة والمساواة. فالكائنات الإنسانية تحتاج لإعطاء المعنى لوجودها، خصوصا الاجتماعي: لذا يهتمون بحياة الآخرين ويرغبون بإيجاد سببا للوضعية التي عليها المجتمع.

في العادة لا وجود لنخبة تكتفي بامتلاك المزيد من المال أو السلطة أكثر من الآخرين، عشوائيا وبشكل علني ـ كما في لبنان مثلا. فالأمر يتطلب خطابا مفذلكا يشرح "عدالة" التنظيم الاجتماعي، أي اللامساواة السائدة. يتوجب على هذا الخطاب امتلاك الحد الأدنى من المعقولية وبالتالي سيجمع بين الصدق والخبث ويخلطهما معا. حاول الكاتب أن يأخذ هذه التبريرات على محمل الجد كي لا ينطلق من مبدأ استحالة تبرير اللامساواة سوى من مبدأ المصلحة.

يشير الكاتب إلى أنه خلال عمله اكتشف أن اللامساواة انخفضت خلال القرن العشرين. حصل ذلك في خضم عنف الحروب. أوجدت فرنسا ضريبة على الدخل، متأخرة عن جيرانها، في العام 1914، ليس لتمويل المدارس بل لتمويل الحرب. مع أن فرنسا كانت تزعم هوسها بالمساواة منذ الثورة الفرنسية.

بفضل الضرائب التصاعدية يمكن إعادة توزيع الملكية وتأمين التربية ومتابعة النمو

الأيديولوجيات السياسية هي وسيلة لمحاولة إعطاء معنى للاقتصاد، ولإيجاد شكل عادل للتنظيم الاقتصادي.

*

استعدّوا لتفاقم اللامساواة عالمياً *

Jan 25, 2021

 فيما تتحضّر الولايات المتحدة للخروج من عهد ترامب، يعد الرئيس الجديد بإنفاق المزيد من حزمات التحفيز لمحاولة إنعاش الاقتصاد الأميركي المتضرر من جائحة كوفيد-19. وكانت البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي (OECD)، وهي بمثابة نادٍ للبلدان الغنية، تنتهج أيضاً سياسات إنفاق حكومية، مع الاستعداد للإبقاء على هذه السياسات إذا احتاج الأمر إلى ذلك. وتشير الأدلة بشكل واضح إلى أن أزمة كورونا قد عطّلت التوجه المالي المتحفّظ، الذي ثبّتته النيوليبرالية في ثمانينيات القرن الماضي.

لكن يبدو أن لا قدرة لجميع الدول على الابتعاد عن العقيدة النيوليبرالية السائدة

إذا كانت الدول الفقيرة قد أنفقت أموالاً أقلّ وهي بالفعل قد فعلت ذلك، فيما الدول الغنية أعادت إنعاش اقتصاداتها، ستتجسّد نتيجة الأضرار الناجمة عن الأزمة بتوسيع حالات اللامساواة العالمية

*

اتساع فجوة عدم المساواة

Feb 20, 2021

 تساؤلا حول قدرة فجوة عدم المساواة المتزايدة على دفع الدول لممارسة دور اكبر والتدخل لردمها، ام يجب ان يترك الأمر لآليات السوق لتحدث التقارب الطبقي المطلوب حتى ان كان عبر فترة زمنية اطول نسبيا ولكن بصورة أكثر اتزانا وطبيعية مقارنة بما قد ينجم عن تدخل الدولة من تحطيم لميكانيزمات الاقتصاد الحر.

استبعد قدرة آليات السوق على احداث تغيرات جذرية لسد الفجوة الطبقية في عالم التكنولوجيا، ويطالب بتدخل الدولة للقيام بذلك دون ان يعني ذلك تجاهل عمل الاقتصاد الحر.

 الافراد، الذين يمتلكون اصولا تزيد قيمتها على 30 مليون دولار لا يمثلون سوى 0.002% من سكان العالم، لكنهم يمتلكون 7.2% من اجمالي الثروة العالمية!.

*Jan 18, 2022

الحرب على الفقراء

 تشغله التبعات الأمنية التي تنطوي على هذا النمو وكيفية الحفاظ على عملية ضبط هجرات السكان إلى المدن.

 مشاريع التنمية في دول العالم الثالث أمر لا يمكن فصله عن العلاقة الاستعمارية مع الغرب،

مخططاته تسهّل عملية ضبط ومراقبة السكان وبشكل يمنع التمرّد.

هوى البيروقراطية السعودية الجديدة المهووسة بمشاريع الاستثمار والترفيه والاستهلاك والرفاهية، والتي لا تصب فقط في خدمة مصالح أثرياء البلاد

فالذي يحدث في جدة من تهجير هو عبارة عن رغبة أمراء وتجار في إلغاء شريط التاريخ ومحو أحياء بكاملها لإعادة تخطيط المدينة بشكل يتناسب مع ذائقتهم؛ مشاريع تحت غطاء مصطلح «التنمية»، وحزمة مصطلحات براقة من «الرفاهية» و«جودة الحياة» و«المعايير العالمية» وغيرها من ألفاظ تشير، بحد ذاتها، إلى أن ما يطلق عليه التنمية هنا ما هو إلا مشاريع استثمارية لخدمة فئة معينة، من دار للأوبرا ومرسى لليخوت إلى أسواق فارهة. يطلق الباحث ديفيد هارفي على هذا الإلغاء مصطلح «انتفاء الحق بالمدينة» الذي يعتبره حقاً أساسياً من حقوق الإنسان. فالفقراء والكادحون في المدن يفتقدون لحقهم في مدينتهم وطريقة تكوينها ويمسون ضحية مشاريع «الهدم الخلاق». وعليه، وفقاً له، يخسرون حقهم الجمعي، لا الفردي، في تغيير أنفسهم وطريقة عيشهم عن طريق تغيير مدينتهم.

 تغييرات نيوليبرالية في أي دولة شكلاً من أشكال القهر والقمع ضد الفقراء. لكن ما يحصل في السعودية أمر أكبر من دولة تتخلّى عن دورها الاجتماعي وترمي الناس في العراء. وعليه، تتآكل الطبقة الوسطى التي تراكمت تاريخياً. بل من العوامية شرقاً إلى الحويطات شمالاً إلى الجنود على الحدود جنوباً وجدة غرباً، والضرائب التعجيزية على المقيمين، والعنصرية والاستغلال العبودي للعمّال الآسيويين، وأكبر المظاهر في العدوان والحصار على اليمن... أمراء آل سعود هنا يشنون حرباً على الفقراء في جزيرة العرب، ويلاحقون الناس في مأكلهم ومشربهم ومسكنهم وينتزعون حياتهم.

*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق