السبت، 20 يونيو 2020

كونفوشيوس

كنتُ أبحث عن تاريخٍ للفلسفة مختلف، ليس حكرا على الغرب كما كانت الفلسفة وما زالت، فى البلدان الغربية كما فى البلدان الشرقية. نتعلم فى صفوفنا أن الفلسفة تبدأ مع سقراط وأفلاطون وأرسطو، وتنتهى فى القرن العشرين مع جان بول سارتر وميشال فوكو وجون رولز، مرورا بفلاسفة ذوى شهرة كبيرة كجون لوك وجان جاك روسو وكارل ماركس. رواية كاملة مُحكَمة نتلقنها عن أفكار هؤلاء الفلاسفة حول الحياة والأخلاق والسياسة والمجتمع وعن العلاقات المعقدة التى تربط بينهم وبين أفكارهم، حتى يبدو أنها تفسِر الإنجازات البشرية المفصلية كلها وتلخِص جوهر الفكر الإنسانى.

وترى الكاتبة أن المفكرين هؤلاء لا يمثلون إلا جزءا محدودا من شعوب العالَم، فهل يُمكن أن شعوبا بأكملها، عربية وآسيوية وإفريقية، لم تُنتِج فكرا يرتقى إلى مرتبة الفلسفة خلال أكثر من ألفَى سنة؟ 

 نحن الذين كبرنا فى الشرق وتعلمنا عن الغرب فسعينا إلى فهم العلاقة بينهما. وكان من المُمكن أن يحملنى هذا السؤال إلى دراسة عالَمنا العربى والإسلامى، وقد يبدو بالفعل هذا الخيار الأكثر طبيعية، إنْ بسبب اللغة أو بسبب الألفة التى تربطنى بهذا العالَم وتفصل بينه وبين الصين. فباستثناء مبادراتٍ للتواصل فى منتصف القرن العشرين بين بعثاتٍ صينية وجامعة الأزهر فى مصر، بقى التواصل الفكرى والثقافى بين الصين والعالَم العربى محدودا فى القرن الأخير. 

الفلسفة الصينية ظهرت فى الفترة التى ظهرت فيها الفلسفة اليونانية القديمة، أى بين القرن السادس والقرن الثالث قبل الميلاد. وهى منذ ظهورها، ولمدة تُقارِب الألفَى سنة، نمت بمعزل عن الغرب، إذ لم يبدأ تأثير الأخير على التيارات الفكرية فى الصين إلا مع وصول الإرساليات اليسوعية إليها فى القرن السادس عشر. وهذه العزلة الفكرية الصينية، على الأقل بالنسبة إلى الغرب (إذ كان للصين تواصلٌ فكرى كبير مع الهند مثلا)،

++++++++++++


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق