الجمعة، 26 يونيو 2020

هل يصدر المشرق العربي أزماته إلى المغرب الإسلامي؟

 المشرق بشامه وفلسطينه ومصره وأردنه ولبنانه تجمع بين شعوبه العروبة ويفرقهم الإسلام، لأن من بينهم إخوة لنا مسيحيين وطنيين قدموا في أدبهم للعربية أروع الخدمات ولأوطانهم نعمة الاستقلال، أما الشعوب المغاربية فتفرقهم العروبة (بمعناها العرقي) ويجمعهم الإسلام، لأن من بيننا إخوة أمازيغ ليسوا عرباً حتى لو انصهروا عبر القرون في عروبتنا وطبعا في إسلامنا، لكن الدين يجمعنا وهو رابط قوي لن ينفصم، وسؤالي كان هل يصدر المشرق إلى المغرب أزماته؟ الجواب نعم لأن الأزمة الليبية تعقدت وأصبحت تهدد أمن الإقليم وسلام البحر الأبيض المتوسط، وكما تعلمون جميعا تسعى ليبيا نحو الأنموذج السوري بسرعة بسبب مطامع القوى العظمى والمتوسطة في غنيمتين هما: الثروات النفطية والموقع الإستراتيجي، وكنا نحسب منذ عام 2011 أن الشعب الليبي الواعي استخلص دروس انهيار الاستبداد الأبله مع رحيل العقيد وتطلع كبقية الشعوب إلى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية يدرك الليبيون أنها صمام الأمان الأنجع في مقاومة الظلم والاستبداد والأكبر لإنشاء مجتمع متوازن عادل سليم، لكن الذي وقع بداية من 2011 خيب الآمال وخلط أوراق اللعبة الإستراتيجية الدقيقة وبعثر قواعدها، فمرت ليبيا بمرحلة خمسة أعوام من الفوضى وانعدام الدولة (كما كانت مع القذافي والفاتح... العظيم!) فوقعت تجاوزات مسلحة خطيرة وأخطأت دبلوماسية تونس في حكومة الترويكا تقدير الوضع الليبي فقام المرزوقي بزيارة ليبيا في مناخ الفوضى بل حدد أين هي الشرعية دون معرفة دقيقة للعبة الأمم ساعتها وحين سلمت السلطات التونسية الهشة رئيس الحكومة الليبية السيد البغدادي المحمودي وهو طبيب أراد إصلاح الوضع وإنقاذ ما تبقى من المؤسسات وكانت خطيئة سياسية ارتكبها منصف المرزوقي في قرطاج وحمادي الجبالي في القصبة في حق رجل استجار بتونس فسلموه للميليشيات بدعوى أنه تم تسليمه "للقضاء!!!" الليبي.

من سفير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق