انخفاض معدل الادِّخار الأسري في المملكة، حيث يتفق الجميع على أهميته في تحفيز النمو الاقتصادي ،لأن المدَّخرات تساهم في تقوية الأساس الذي يقوم عليه الاقتصاد الوطني ولها دور مهم في تقليل التمويل الخارجي وضغوطه على العملة الوطنية، فضلاً عن أنّها تمثل جزءاً كبيراً، في الكثير من الاقتصادات، بالدول الصناعية والنامية وحتى المتقدمة.
والملفت للنظر، أن قلة مستوى الوعي المالي لدى معظم فئات مجتمعنا، يعد أحد أهم الأسباب التي جعلت الادِّخار منخفضاً والاتجاه نحو الإنفاق بشكل أكبر، حيث يمكن تعريف الوعي المالي بأنه الفهم الشامل للمهارات والمعرفة المالية، الذي يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مالية صحيحة.
الشخص الذي يمتلك المعرفة المالية، لا يقوم بجمع الثروة طيلة حياته فقط، بل يساهم أيضاً في النمو الاقتصادي لبلده، وعلى النقيض من ذلك يمكن أن يؤثر انخفاض مستوى المعرفة المالية بشكل سلبي على الإمكانات المالية للأسر، مما يُضر باستقرار المؤسسات المالية، التي تمارس دوراً حاسماً في النمو الاقتصادي لأي بلد.
دراسات وتجارب أن الأفراد الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من المعرفة المالية، يشتركون ببعض الأشياء، مثل: التعليم ومستوى الدخل ومتوسط العمر. فكمثال: يرتفع الوعي المالي بشكل كبير مع النمو الأكاديمي، الذي يزودنا بمستويات أعلى من الفهم والقدرات الحسابية، ويحرص الشخص، الذي يملك المعرفة المالية، على تحقيق مستوى دخل أعلى ويضع أهدافاً مالية أكبر يعمل على إحرازها عبر الادِّخار والاستثمار.
الأفراد عادةً ما يجدون صعوبة في الوفاء بالالتزامات المالية مع نهاية كل شهر، لدرجة أنهم يطلبون المساعدة المالية من أشخاص آخرين، أو يتجهون لمراكمة الديون؛ مما يثير القلق بشكل أكبر، حسب المسح البحثي.
تجاوز نفقاتهم مقدار دخلهم الشهري، مما يوضح أنهم بالكاد يراقبون معدل إنفاقهم اليومي، كما أظهروا أداءً ضعيفاً، فيما يتعلق بإدارة الأمور المالية اليومية والتدفقات النقدية الخارجة. وتعكس نتائج هذا المسح البحثي صورة قاتمة عن مستويات المعرفة المالية للأفراد في مجتمعنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق