الجمعة، 5 يونيو 2020

جيل الألفية **الإنترنت كفضاء قومي.. دليلك لفهم الصراع العالمي على تقنية الجيل الخامس

جربة الصّين في مجال تحويل الفضاء السيبراني ومجال الإنترنت برمّته إلى مجال قوميّ تجربة ديكتاتوريّة مستوحاة من أدبيات أورويل. لكن يبدو أن هذه هي الموضة الجديدة مع ظهور تقنية الجيل الخامس، التي تُتيح للدول إمكانية أكبر للتحكم بالشبكة العنكبوتية. 

تقنية الجيل الخامس ستتم عمليات الحوسبة الضخمة في لمح البصر ودون الحاجة إلى ربط جهازك، أكان هاتفا نقالا أو سيارة ذاتية القيادة، بوصلات من أي نوع. لكنّ تلك السرعات الهائلة في نقل البيانات ممكنة فقط في حال كانت بقية أجزاء النظام من أبراج إشارة، ومحطّات قواعد، وخوادم توزيع، تقع ضمن النطاق الأثيري للأجهزة التي تتزود بهذه التكنولوجيا. قد يبدو ارتباط الهاتف المحمول أو السيارة أو حتى أو ناظم ضربات القلب في تواصل مستمر مع ما يُسمى بـ "السُّحُب" يعدنا بكسر الحدود والقيود كما لم تفعل البشرية من قبل، لكنه في شكله الماديّ الملموس وتركيزه على الأماكن الجغرافية والمواقع مرتبط بالتأريض أكثر مما كان عليه الإنترنت في أي وقت مضى.

لا نعرف بعد لمَن ستكون السيطرة على تقنيات الجيل الخامس، هل للشركات أم للدول، غير أن تأثيرات هذه التقنية على المراقبة والأمن والازدهار القومي عديدة، وإن كان صُنّاع السياسة والمديرون التنفيذيون للأعمال التجارية بالكاد قد بدؤوا يتعرفون إليها.

نحو السحاب
لقد برهن الإنترنت على مقاومة متميزة لسيطرة الدولة الحديثة.
 الحصانة التي يتمتع بها "مجتمع الإنترنت العالمي"، بما يشتمل عليه هذا الكيان من مزودي خدمة الإنترنت ومؤسسات إداريّة مثل "فريق مهام هندسة الإنترنت" و"مجتمع الإنترنت"، تتفانى، بأقصى درجات الهوس الحاسوبي، في الإفلات من قبضة الدولة. قد يتغير الحال لاحقا، لكن حتى الوقت الحالي فإنّ تعنّت مجتمع الإنترنت العالمي وسخط الدّول، وهما سببان وراء تعثر مفاوضات حكم الإنترنت لسنوات عديدة، سيكفلانِ معا بقاء الإنترنت منصة عالمية مفتوحة.
بالتأكيد أن الإنترنت يحرك البيانات فقط ولا يخزنها، فهذه مهمّة الخوادم في مراكز البيانات. لكن حتى في عالم من الخوادم الملموسة الماديّة كانت أهمية الموقع الجغرافي ضئيلة جدا، واستمرَّ الحال على ما هو عليه حتى ظهرت تقنية الجيل الخامس. وسنأخذ شركة "خدمات ويب أمازون" (AWS)، رائد تخزين البيانات الأميركي، كمثال، فقد أسست أمازون هذا الفرع من شركتها الضخمة عام 2006 بهدف إتاحة مساحة الخادم الخامل لديها، التي أُسِّست لاستيعاب تدفق الزوار الضخم على موقعها في أوقات الخصومات الشرائية في فترات الأعياد، للاستخدامات المنظَّمة. كانت فكرة (AWS) هي ربط هذه المساحة الخاملة التي يوفرها الخادم بأداة افتراضية واحدة تعرض خدماتها للإيجار في كل وقت ومكان. إن بإمكان الأدوات الإلكترونية التي ترتبط بهذه الخدمات أيضا أن تكون في أي مكان، موزّعة حول العالم أو في نطاق محلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق