الجمعة، 2 أبريل 2021

زمن أحمد موسى . "إعلام البغال".. هل انتصر مذيعو السلطة على الأكاديمي

Mar 2, 2021

 شن الإعلامي المقرب من السلطة أحمد موسى هجومًا شرسا على ندا واتهمه بالتنمر وهدده بالملاحقة القضائية، سانده في ذلك الإعلامي نشأت الديهي الذي صعّد في هجومه متهمًا أستاذ الإعلام بأنه “مريض نفسي” يخدم “أجندة الإرهابيين”.

 الدكتور ندا رجل أكاديمي متخصص ومن حقه تماما أن يبدي رأيه بكل وضوح وصراحة وشفافية في مناخ الكل يعلم أنه لا يسمح بقدر كبير من الحرية.

وصف الديهي للدكتور ندا بأنه مريض نفسي، فأكدت أستاذة الإعلام أن هذا هو عين السب والقذف وفق التوصيف القانوني، ووصفت رد الفعل المبالغ فيه ضد الدكتور ندا بأنه زوبعة في فنجان وأنه أمر متعمد.

ويعتقد مراقبون أن القضية التي يتحدث عنها منصور ندا عادلة وتوصيفاته للمشهد الإعلامي واقعية، لكن تبرعه بالدخول في معركة حامية مع مذيعين لهم ثقل وبلوغ الأمر حد الصدام مع كرم جبر رئيس مجلس تنظيم الإعلام، والكتابة عنه بشكل قاس، يوحي بأن الرجل حصل على ضوء أخضر للقيام بالمهمة من جهة ما، فهو في النهاية من أنصار النظام الحاكم.

يرى بعض الغاضبين من الأداء الإعلامي عموما أن تغيير المشهد صار ضرورة، وتشريح الأكاديميين المتخصصين للأزمة ووضع حلول لها فرض عين، 

عنوان "إعلام البغال: من أحمد موسى إلى كرم جبر!!". مقال "إعلام البغال" كان الثامن ضمن سلسلة مقالات كتبها أستاذ الإعلام المصري هاجم خلالها مذيعين وصحافيين ومسؤولين في المؤسسة الإعلامية التابع معظمها للمخابرات العامة المصرية بقيادة اللواء عباس كامل، المدير الأسبق لمكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي يشرف عليها مساعده، وذراعه اليمنى المقدم أحمد شعبان، الذي كتب، رداً على مقال منصور ندا، مقالاً على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان "كلمات في فقه الجدل"، استشهد بكلمات الإمام محمد عبده "لا صلاح في الاستبداد بالرأي وإن خلصت النيات!"

*

تساءل ندا موجها سؤاله إلى كرم جبر "هل تتابع ما يقوم به الأستاذان أحمد موسى ونشأت الديهي من خرق لكل قواعد وأخلاقيات الإعلام فيما يتعلق بالعبد لله؟ هل تستطيع اتخاذ قرار بشأن هذه الانتهاكات؟ أم أنه لم تصل إليك تعليمات حتى الآن؟ هل يمكنك استعجال هذه التعليمات حتى يتضح لنا الأمر؟".

"نحن أمام نظام نجح في تأميم الإعلام بحيث أصبحت الأغلبية العظمى من الصحف والقنوات والمواقع تابعة لملكيته المباشرة، وبالتالي فإن هذه المنظومة الإعلامية بمؤسساتها ومذيعيها ومديريها تشعر أنها جزء لا ينفك عن النظام، بل هي الآن أهم أجزائه، ولا تقبل أي نقد يأتيها من أي طرف".

مقالات الدكتور ندا تكتسب أهميتها -وفق قطب- كونها تمثل صوتا معارضا لهذه المنظومة من داخل مصر، بل من داخل نفس المعسكر، وهو صوت يقدم نفسه باعتباره مدافعا عن النظام أساسا، لكنه يرفض أداء منظومته الإعلامية، ويعتقد أنها تسيء إلى هذا النظام الذي يدافع عنه.

وأكد العربي في حديثه للجزيرة نت أن إدارة هذه المنظومة الإعلامية (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام) لا تعتبر نفسها مسؤولة عن حرية الإعلام كما ينص الدستور وقوانين تأسيسها، ولكنها تعتبر نفسها مسؤولة عن حماية رجالها مهما أخطؤوا، بل وتسارع لنصرتهم حين يتعرضون لأي نقد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق