الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

لا كهنوت فى الإسلام *********************************

Nov 7, 2018
الكهنة وحراس المعبد

هل الأزهر فقط؟
الطبيب يتحدث في الطب والمهندس يتحدث في الهندسة، فلماذا لا يتحدث في الدين إلا دارسوه؟
هل أصبح الدين كلأً مباحا للمغامرين والجهلاء؟
يواجهونك بمصطلحات:
المطلق والمقيد، العام والخاص، الجزئي والكلي، الناسخ والمنسوخ، الدنيوي والتشريعي، المرتبط بالعلة والمقصد، والعام والمؤبد.
وبالطبع عليك أن تبتلع لسانك وتترك الأمر لحراس المعبد وللكهنة، وبعد ذلك يقول بجرأة يُحسد عليها: الإسلام ليس به كهنوت وليس به رجال دين.
عندما سئل فرج فودة نفس السؤال: الطب له متخصصوه وكذلك الهندسة فلماذا الدين كلأ مباح يتحدث فيه الجميع؟ -وللعلم الدكتور فرج فودة كان دكتورا في الزراعة- قال بكل أدب: الطبيب لا يطالبنا بالإيمان بما يقول، ولكنهم يطلبون ذلك.
كما يقولون: الأزهر عمره ألف سنة، ويأتي السؤال: ألف سنة لا ينازعه أحد في علومه، إلا بعض الشذرات هنا وهناك في القرن العشرين، وخرج الأزهر من تلك المعارك منتصرا، وألحقوا هزائم كبيرة بمناوئيهم، سواء لطفي السيد أو طه حسين أو حتى علي عبد الرازق أو غيرهم من المفكرين والكتاب، ولكنه انتصر اعتمادا على ضحالة الثقافة لدى العامة وسيطرتهم على المنابر واستخدام لغة عاطفية رعناء، وانتصارهم على المفكرين لم يكن انتصارا على الواقع الذي أردانا إلى التخلف ودفعوا الأمة إلى مزيد من التخلف عن طريق الدعاوى الكاذبة بأن هزائمنا المتتابعة وتخلفنا راجع إلى عدم التزامنا بالدين، رغم أن هذه الدعاوى الكاذبة سترتد إلى نحورنا، فهل انتصرت علينا إسرائيل لالتزامها بدينها؟ وما تفسير تقدم اليابان والصين وأمريكا نفسها؟ 
وهذا ما خلق جيلا جديدا من الشباب دخل نسبة منه لا يستهان بها إلى مربعات الشك المختلفة.
معركتنا الآن مختلفة، فالقضية كانت نخبوية في القرن الماضي، ولكنها الآن مفتوحة على مصراعيها، بعد كثافة الأحداث في السنوات الماضية، ووصول الإسلام السياسي للحكم في مصر وانهياره السريع، وظهور داعش وتطور العمليات الإرهابية ووصولها إلى الدهس بالسيارات واستخدام السلاح الأبيض ضد مدنيين، بعض هؤلاء الشباب لم يتجاوز عمره 18 عاما، ولكنهم معبئين بغضب ومشبعين بكراهية ومؤمَّلين بوعود بالجنة.
الإرهابيون المؤدلجون يستخدمون آيات من القرآن وتفاسير معتمدة وآراء فقهية ومرويات منسوبة للنبوة لتبرير عنفهم، والأزهر يكتفي بقول واحد ليس من الدين، فالدين بريء من أفعالهم، وفي نفس الوقت يقدسون التاريخ بما يحمل من جرائم في كثير من جوانبه، بل ويعتبرونه دينا، ويقدسون مرويات تؤصل للعنف من قبيل: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى» منسوبا إلى النبوة ويناورون لتحويرها ولا يواجهون بنفي نسبتها للنبوة.
ويُصرّون على أن مقولة "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" نص أصولي مقدس بما يعني أن إلزامية النص ممتدة مع الزمن إلى الأبد فماذا سيفعلون مع نص مثل قوله تعالى «قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ» (29) سورة التوبة.
ما زالوا يُصرون على حد الردة انطلاقا من مروية تقول (من بدّل دينه فاقتلوه) ثم يناورون بامتداد الاستتابة بدلا من ثلاثة أيام كما يقول الفقه، إلى وقت غير محدد، هذا هو منتهى التجديد عندهم، ولكن الآخرين لن يأخذوا بآرائهم لأنهم طبقا للتراث المقدس ليس لهم دليل، أما الآخرون فأدلتهم، استنادا إلى نفس النبع الذي يأخذ منه الأزهر، موجودة.
وإذا جئنا لرؤية الاستبعاد والإقصاء من منطلق عدم التخصص استنادا إلى فكرة الطب والهندسة، فقد جعلوا من أنفسهم أصحاب مهنة، فهؤلاء رجال طب وهؤلاء رجال هندسة، إذن هؤلاء رجال دين، ثم يقولون بكل جرأة الإسلام ليس به رجال دين.
ومن نفس هذا المنطلق نقول لهم دكتور الأمراض الجلدية لا يحق له أن يقوم بإجراء عمليات ولادة، وعلى هذا الأساس، فدكتور العقيدة لا يحق له أن يتحدث في الفقه، ودكتور الفقه ليس له علاقة بعلم الحديثة ، ودكتور الفلسفة لا يتحدث في العقيدة، ولكنهم يخالفون هذا ويجعلون رجال الدين يتحدثون في كل الأمور التي جعلوها دينا، فهم يريدون خضوع المجتمع لهم حتى في قوانينه الإنسانية الدنيوية على أساس أن الدين لم يترك شاردة ولا واردة إلا وكان له فيه رأي، وهذا مخالف للواقع، فالدين وضع أخلاقا كلية والتفاصيل ما هي إلا اجتهادات زمنية غير ملزمة، ولا مجال لنا للخروج إلا بالعودة إلى نبع الأخلاق الكلية وإنتاج الجزئيات والتفاصيل الحياتية بالشورى ومن خلال الواقع والمصلحة من جموع المهتمين بالشأن العام والمتصدرين لأمور السياسة والتشريع.
الدين كفقه وممارسة من العلوم الإنسانية، ففيه التاريخ وفيه الفلسفة وفيه الاجتماع الإنساني والبشري بإخفاقاته وإثاباته يلتقطها المثقفون ويستنطقون أحداثها ويستلهمون حكمتها ليصوغوا الواقع طبقا لزمانهم، وفي النهاية لا وصاية لأحد، لا لرجال دين على عامة، ولا لرجال ثقافة عى هوام، فالنقاش الحر والشورى والمصلحة تنتج صيغا للواقع قابلة للصحة والخطأ، تختبر في معمل الحياة، فإما الإبقاء عليها وإما تجاوزها إلى اختبار آخر. 
هذه هي الحياة بكل ما بها من شجون ومن دراما وأي وصاية باسم الثوابت التفصيلية ستتحطم على صخرة الواقع.
الموجة هذه المرة عالية، ونصيحتي للأزهر قبل أن يجرفه الطوفان وتبتلعه الأعاصير أن يكون أكثر حداثة وأكثر تفتحا وأكثر تفهما لأدوات عصره وعقول شبابه، فالمعركة هذه المرة ليست سهلة كمعركة القرن 
العشرين فاحذروا وتيقظوا فالحاجة ماسة لدينامكية أكثر وتجاوب أسرع مع التغيرات.

*
لا كهنوت فى الإسلام

ماذا نعنى بالكهنوت؟
الكهنوت هو أن يكون للكاهن أو رجل الدين سلطة فوق الكل، على طريقة القساوسة فى العصور الوسطى للوصول للحكم عندما كانت لهم سلطة فوق سلطة الحكومات والشعوب،

 مقالة نشرت له فى جريدة الوطن بعنوان «الكهنوتية المتأسلمة»، تكلم فيها الغيث عن (تحول العلماء إلى رجال دين، ثم إلى كهنوت، ثم إلى رجال دولة بشعار «أهل الحل والعقد»)، ليصرح بعدها بـ(منذ متى صارت الفتوى ملزمة للناس، وبأى حق تلزمنى بفتوى كائناً من كان، فالدول تدار بالقوانين لا بالفتاوى، وإلا لصار المفتى هو الذى يحكم كولاية الفقيه، وهذه الكهنوتية والاستبداد الدينى الذى حذرت منه)، فالفتوى هى رأى استشارى وليست قانونًا إلزاميًا.

هذه السطور تختصر وتحلل وتفكك أزمة عقائدية تحولت إلى اجتماعية وتعليمية ومن ثم حضارية عشناها لعقود. فعلاً متى أصبحت الفتوى ملزمة للناس؟ فقد قال ابن القيم رحمه الله: لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتى إذا لم تطمئنَّ نفْسُه، وحاكَ فى صدره من قَبوله، وتردَّد فيها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: استفتِ نفسكَ، وإن أفتاكَ الناس وأفتَوْكَ، فيجب عليه أن يستفتيَ نفسه أوَّلاً، ولا تُخَلِّصه فتوى المفتى منَ الله، إذا كان يعلم أن الأمر فى الباطن بخلاف ما أفتاه، كما لا ينفعه قضاء القاضى له بذلك؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مَن قَضَيْتُ له بشيء من حق أخيه فلا يأخذْه، فإنما أقطع له قطعة من نار. والمفتى والقاضى فى هذا سواء.

الدارج بين «أهل الحل والعقد» أن الدين خال من حاملى الأسرار ووارثى العقيدة، لكنك لا تكاد تخالفهم إلا ويشهرون عليك سلاح الكهنوت «هل أنت دارس للعلوم الشرعية؟»! فرغم خلو الإسلام وفلسفته من الكهنوتية والتراتبية الدينية إلا أنهم وضعوا أنفسهم إلى وقت قريب بمرتبة عالية تعدت دورهم الاستشارى الاسترشادى للحاكم! المقرر الحقيقى لمصير الشعوب... فعندما لا تتحرك الشعوب خطوة للأمام ولا خطوة للوراء إلا بفتوى وبمنطق حلال أو حرام نكون فى كهنوتية. عندما يتم إكراه الناس على أمور خلافية نكون فى كهنوتية! عندما تكون هناك فئة مختارة نكون فى كهنوتية!

قوتهم تبدأ وتنتهى بيد السلطة قرائى، لأن من يحاول أن يتحكم بمصير الشعوب هو بالأصل ذو جذور سياسية يمارس الحكم على الناس بطرق مستترة ملتوية، وللتاريخ قصص كثيرة لشعوب وحضارات انهارت بسبب الكهنوت.
المشهد اليوم يشهد بأن لا حامى لنا إلا حكوماتنا وقوانيننا ووطننا، ولا سلطة فوق سلطة دولتنا، ولا دولة إلا دولة القانون، ولا قانون إلا ما يضمن حياة كريمة عادلة للشعب... والله لا يغير علينا إلا للأحسن.

*
حراس الدين

لا نعرف الاستقلال الذاتي والفعل بحرية دون خوف
بل وعندنا من يري منكر فليغيره بيده 
مجتمعنا مستبد نفقد القدرة علي الابداع الحركة 

*

تراجع الكهنوت الإسلامي

يتردد كثيرا على ألسنة الإسلاميين والمتأسلمين مقولة: "لا كهنوت" في الإسلام. وهي مقولة مجانية مُخَادِعة، إذ لا دين بلا كهنوت؛ قَلَّ ذلك أو كَثُر؛ نَصيبًا مفروضًا. فكل الأديان وكل المذاهب تنشأ وتبقى من خلال اشتغال السلك الكهنوتي، الذي قد يكون واضحا وصريحا، ومُقِرًّا بصفته الكهنوتية ذات الطابع المؤسساتي، وقد يكون واضحا وصريحا، ولكنه غير مُعْتَرِف بها، أي بذات الصفة: الكهنوت، بل يهرب منها إلى صفات أخرى، يزعم أنها أوضح دلالة وأكثر خصوصية، وأبْيَن في التعبير عن واقع الحال، سواء في الراهن المعاش، أو في الماضي؛ عبر تاريخ الإسلام الطويل. 

على أي حال، المُسَمَّيات الكهنوتية على اختلافها، وتنوّع شكّل المؤسسة الكهنوتية، والصورة النمطية لرجل الدين، والتباين في درجة "الكَهْنتة"، وما يَتفرّع عليها من ادعاء عصمة أو شبه عصمة، ومن ادعاء العلاقة المباشرة ـ وغير المباشرة ـ بالمتعالي، وبالحقائق المطلقة...إلخ؛ كل ذلك لا يُغَيّر من الحقيقة شيئا، وهي/ الحقيقة أن ثمة مُخْتصيّن بتدبير الشأن الديني ـ حقيقة أو زعما ـ يدّعون أنهم الأعلم من بين جميع الناس بما يجب على الناس في السياق الديني.

يقوم الوُعّاظ (وأحيانا يُطْلق عليهم: "العلماء" مجازا) والمتطوعة في تدبير الشأن الديني بالمُهِمّة الكهنوتية في الإسلام، منذ بداياته الأولى، خاصة بعد اتساع حركة الفتوحات في القرن الهجري الأول: الاستعمار العربي. آنذاك، أصبح المسلمون بحاجة إلى "مرشد ديني"، حيث الأغلبية الساحقة من المسلمين لم يتعرّفوا على الإسلام إلا حديثا، منذ بضع سنوات على الأكثر، إذ بمجرد إسلام القبائل العربية المتناحرة، أو بمجرد إعادة المُرْتدّ منها عن رِدّته، جرى الدفع بهم خارج جزيرة العرب في حركة شاملة ترمي لكثير من الأهداف (التي ليس هذا مجال تفصيلها). و ما حدث في النهاية هو أن المسلمين الجدد لم يكونوا قد استوعبوا الدين/ شرائع الإسلام في حدود الفترة القصيرة جدا؛ ما بين إسلامهم وانخراطهم في العمل المسلح، ذلك العمل الطموح والشامل الذي كان يُرَاد به مناطحة أكبر امبراطوريتين في عَالم القرن السابع الميلادي.

أصبح الوعظ الديني مُربحا. يحظى الواعظ منذ بدايته بمميّزات، ابتداء من طبيعة العمل: المريحة، قليلة المخاطر. فأصعب ما كان على الواعظ الديني ـ منذ نشأته ـ هو أن يذهب إلى المسجد ليسمع الحكايات من واعظ أكبر منه سنا وأحفظ منه لمأثور الأقوال. كل ما هو مطلوب منه: أن يقضي سحابة يومه في المسجد في ظل ظليل، موفور الطعام والشراب، بينما أقرانه في المزارع والمراعي يقضون أوقاتهم من مطلع الشمس إلى مغيبها في أعمال شاقة، تحت لهيب الشمس الحارقة، يكابدون ويلات الجوع وعذابات الظمأ في الصيف، أو تتجمد أطرافهم وتتهاوى أجسادهم في زمهرير الشتاء. والطامحون أكثر من أقرانه هناك، يقفون على جبهات القتال، يُرَاهنون بحياتهم على مغانم كثيرة، ولكنه ـ هو ـ سيظفر بأضعافها بعد بِضْع سنوات، سيظفر بها وهو متكئ على أريكته في مجلس قضاء أو في مجلس إرشاد ديني.   

نعم، بقليل من الجهد، وبلا أي مخاطر تُذْكر، كان الواعظ الديني يحصل على كثير من المكاسب المادية والرمزية. وبين الرمزي والمادي تعالق وتفاعل. فالقيمة الرمزية التي سيحظى بها الواعظ بعد سنوات من الوعظ، ستعني ـ من جملة ما تعني ـ القدرةَ على التأثير في الجماهير، وبهذا ستكون مغرية للتوظيف السياسي. وحينئذٍ سيسعى الطامحون سياسيا إلى التقرب من رجال الوعظ الديني، وإغرائهم بما يستطيعون؛ كي يكسبوا ولاءهم، ومن ثم ولاء الجماهير التي تعتقد أنهم "رجال نزاهة" متجردون من مطامع ومطامح الدنيا، وأنهم أيضا "رجال معرفة"، على بصيرة بما يُرِيده الله يقينا، وفي مراد الله الخلاص/ النجاة، الله الذي هو أعرف من الناس بمصالح الناس في العاجل والآجل.

تتنامى قيمة الواعظ الديني/ رجل الكهنوت بتنامي الوظيفة وتعقّدها من جهة، وبثبات جدوى الدعوات الدينية في تغيير مجريات الواقع الاجتماعي/ السياسي من جهة أخرى. أصبح "الوعظ الديني" أربح تجارة، وأصبحت تجارة تتناسل في التلاميذ والتيارات، بل وأحيانا في الأقارب والأصهار؛ في محاولات حثيثة من كل طرف لاحتكار السوق الديني، أي لاحتكار الأرباح الهائلة الناتجة عن وظيفة "الواعظ الديني".

رجال السياسية/ الخلفاء والولاة عرفوا قيمة الواعظ الديني. وفي المقابل، الواعظ الديني عرف الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها السياسي/ الخليفة والولاة؛ في تحديد قيمته وتكييفها في سلّم الوعظ الديني. من هنا، أصبح وقوف الواعظ الديني على أبواب الخلفاء مُسْتجديا في صورة زائر مرشد، وجلوسه على مائدته في صورة نديم مقرّب، تعبيرا صريحا، لا عن طَمعٍ مباشر مبتذل، بل عن ولاءٍ صريح ينتظر ثمنه المجزي في أقرب مناسبة، والمفترض أنها لا تطول، وإلا فاللسان فيه طول ! والقول منه جَليّ وخَفّي، وما لا يمكن الحساب عليه من لحن القول ! 

وكما يقول المفكر المغربي القدير/ محمد عابد الجابري: "إذا جاز لنا أن نسمي الحضارة الإسلامية بإحدى منتجاتها فإنه سيكون علينا أن نقول عنها إنها (حضارة فِقْه)، وذلك بنفس المعنى الذي ينطبق على الحضارة اليونانية حينما نقول عنها إنها (حضارة فلسفة)، وعلى الحضارة الأوروبية المعاصرة حينما نصفها بأنها (حضارة علم وتقنية)". ثم ينقل الجابري رأي المستشرق هاملتون جب، الذي رأى أنه قلما تغلغل الشرع في حياة أمّة وفي فكرها مثلما فعل في الأدوار الأولى من المدنية الإسلامية. ويرى الجابري أن الفقه هو أقرب منتجات العقل العربي إلى التعبير عن خصوصيته. (تكوين العقل العربي، محمد عابد الجابري، ص96و97و339).

* Jun 19, 2021

خالد صلاح
 لا كهنوت فى الإسلام

Sep 2, 2019

خالد صلاح فى برنامج "صالون مصر": لا كهنوت فى الإسلام.. والدليل خلافات الصحابة.. السيدة فاطمة اختلفت مع أبى بكر حول ميراثها من النبى.. عائشة وعلى اختلفا مع عثمان.. ولا يوجد نموذج واحد لفهم الدين أو سياسة الدنيا


الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، على أنه لا يوجد كهنوت فى الإسلام، وأنه لا يوجد نموذج واحد لتطبيق الدين على الدنيا، أو تطبيق الفتاوى الدينية على شئون إدارة الحكم.

وتناول خالد صلاح خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM"، بعض الخلافات التى وقعت بين الصحابة، بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، قائلًا: "أهم حاجة فى الدين الإسلامى هو أنه لا كهنوت فى الإسلام.. يعنى مفيش واحد يقدر يقولك يمين يمين وشمال شمال، يعنى مفيش حد من البشر يقدر يأمرك تعمل إيه ومتعملش إيه،  هى دى لا كهنوت فى الإسلام".

إيه الدليل إن مفيش كهنوت فى الإسلام وإن مفيش حد ممكن تتبعه غصب عن عينك.. الدليل فى كل التاريخ اللى حصل ما بين الصحابة بعد وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم.. فالصحابة اختلفوا اختلافات لو كانت موجودة دلوقتى كنا سمعنا عن عمليات تكفير.. والأمور فى عهد الصحابة وصلت فعلا لحدود الحرب".

وأبو بكر قال إن النبى لا يورث وحصل خلاف عن فكرة النبى لا يورث وحصل خلاف لأن هناك أنبياء فى القرآن منصوص على ميراثهم لكن سيدنا أبو بكر قال إن النبى لا يورث .. طيب خلاص.. ستنا  فاطمة زعلت من أبو بكر ولم تكلمه حتى ماتت وهذا ما تقوله كتب السيرة وهذه فاطمة بنت النبى صلى الله عليه وسلم".

السيدة عائشة كانت أيضا على خلاف مع سيدنا عثمان، بل على العكس كتب السيرة تقول إنها خرجت وسط المدينة وقالت: "اقتلوا نعثلا فقد كفر"، على سيدنا عثمان، لما مات سيدنا عثمان وقتل فى هذه الفتنة اختلفت مع سيدنا على بن أبى طالب".

السيدة فاطمة كانت على خلاف مع سيدنا أبو بكر وسيدنا على بن أبى طالب على خلاف مع السيدة عائشة وقبلها السيدة عائشة على خلاف مع سدينا عثمان وبعدها خلاف عثمان وعلى نفسه ثم خلاف على وعائشة يتحول إلى حرب فيها اثنين من المبشرين بالجنة".

خد بالك أنا مبكلمكش عن فتن، ولا يهمنى أدخل فى الفتن، أنا بكلمك يعنى إيه مفيش كهنوت وإن الصحابة كانوا بيختلفوا لحد الحرب، ومش بيكلموا بعض، فأنت النهارده لا يمكن الزعم بأى حال من الأحوال أن هناك فهم واحد لشئون الدين أو آلية واحدة لإدارة الدولة.. كل واحد كان يديرها بطريقة، والدليل إن اتنين من المبشرين بالجنة، طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام كانوا فى جيش السيدة عائشة وقتلوا فى معركة الجمل، بالإضافة لسيدنا على وسيدنا معاوية والخلاف الكبير فى صفين، الذى قاد الى التحكيم،ثم الفتن الكبرى بظهور الشيعة والخوارج إلى آخره.. خد بالك وتعالى نرجع شوية حتى فى الخلافات الفقهية فى الإدارة، يعنى سيدنا عمر بن الخطاب لم يكن موافق على حروب الردة وعارض سيدنا أبو بكر لكن كلام سيدنا أبو بكر، هو الى مشى".



خالد صلاح يفند القصص الخيالية بكتب التراث فى "صالون مصر".. سيرة ابن هشام تزعم وجود تنانين بـ7 رؤوس.. وتحكى عن انتصار راهب عليها بالصلاة.. ويؤكد: إذا أردنا خطابا دينيا جديدا يجب تنقيح الكتب مما يتنافى مع العقل

 القصة الخيالية "التنين أبو سبعة رؤوس"، في سيرة "ابن هشام" النبوية.

 قبل ميلاد النبى محمد يحكى ابن هشام قصة عن راهب مسيحى اسمه فيميون، وهو رجل مسيحى محترم وسبب انتشار المسيحية فى نجران، والمسيحية كانت دين سماوى محترم معترف بيه وانتصاره كان انتصار للمؤمنين زى ما قلنا قبل كده عن سورة الروم".

وأضاف: "ايه الغريب فى سيرة ابن هشام؟ بيقولك إن الراهب ده كان ماشى فى الصحراء فطلعله تنين بـ7 رؤوس، يعنى إذا كان التنين حقيقى فضيف عليه إنه بـ7 رؤوس! فالتنين ظهر للراهب فيميون فدخل الراهب المسيحى فى صلاة طويلة، حتى سقط التنين أمامه دون أن يمسه بسوء، فى معجزة كبيرة لهذا الدين السماوى العظيم.. الحلو فى سيرة ابن هشام بتتكلم عن فضل هذه الأديان السماوية قبل الإسلام، لكن بقى الحتة الصعبة.. جبت منين أبو 7 رؤوس؟!".

 القصص الغريبة اللافتة للانتباه، قصص لا يصدقها العقل البشرى، هذه الخرافات الموجودة فى كتير جدًا من كتب التراث منها كتب معتمدة.. لحد امتى هتفضل بدون تنقيح أو تنقية؟ هل هذا الراهب طلعله تنين؟ طيب، هل كان فيه تنين فى الصحراء؟ طيب هل الصحراء فيها تنين بـ7 رؤوس فعلاً؟ لا إله إلا الله".

فى سيرة ابن هشام فيه قصة تانية عن يهود اليمن، وخد بالك إن الحاجة الجميلة إن فى هذه السيرة كل الأديان السماوية، وبجانب القصة المسيحية قال إنه فى اليهودية مجموعة من يهود بنو قريظة ذهبوا إلى اليمن قبل ميلاد النبى بسنوات قليلة، وكان اليمن فى هذا الوقت يعبد النار، وكان لدى اليمن نار يحتكمون إليها ليميزوا بين الحق والباطل، وبين الصواب والخطأ، وعندما عرضوا عليهم أحبار اليهود تعاليم شريعتهم، قرر اليمنيون أن يحتكموا إلى النار، فإن كان الأحبار على حق آمنوا بها، وإن كانوا على باطل أحرقتهم النار، فدخل أحبار اليهود إلى النار، وأمام الكهنة الوثنيين خرجوا دون أن يمسهم شيء.. لا إله إلا الله، الكلام ده فى سيرة ابن هشام".
وأردف: "بكرر إن الجزء الحلو فى هذه السيرة هو تمجيد الأديان السماوية، يعنى كلنا واحد وكلنا مؤمنين، 
 إذا إحنا بصينا لكتب التراث يجب أن نستبعد منها كل ما يتنافى مع العقل البشرى، ويجب أن ننظر إليها بطريقة متخليش أولادنا وهما بيقرأوا الكتب دى بعد كده ميضحكوش علينا".
إذا كنا بنتكلم عن خطاب دينى جديد، وتصحيح مفاهيم فإحنا أهم حاجة لازم نتعامل معها ونصححها، هى هذه الكتب التراثية المليئة بالخرافات والأساطير، يعنى بقى اللى دخل فى النار، واللى نيم التنين والتنين مأكلهوش وأمنا الغولة وكل الحاجات المرتبطة بهذه الأساطير الخرافية،
طيب نصدق مين ونكذب مين؟ وهل نسيبها بتناقضاتها وخرافاتها كده زى ما هى؟ ولا نقف أمام هذه الكتب لنحققها وندققها بمعايير التاريخ، الحاجة الحلوة بكرر إن كل هذا دين واحد، وإن كل هذه شريعة واحدة، وكل هذا من عند الله، إنما الحاجة الوحشة هى لازم تبقى مرتبطة بخرافة وأساطير وتنانين وأمنا الغولة، نبطل أمنا الغولة ونبعدها عن هذا التراث، علشان نعرف نقدم لأولادنا وللعالم الدين الحق، تصدقوا إن السيرة النبوية لابن هشام فيها الكلام ده، طيب ارجعوا للسيرة وشوفوا ودققوا وهتندهشوا!".
++++++++++++++++++++++

الخلفاء العباسيين أجبروا الأئمة على تأكيد خلق القرآن.. من يعارض كان يدخل السجن.. الإمام بن حنبل وحده عارضهم وقال بأزلية القرآن.. تجديد الخطاب الدينى ضرورة لإنهاء التدليس فى التراث


شوف التدليس وصل لحد فين؟!، يعني واقف قدامه الإمام أحمد بن حنبل بذات نفسه، وتلميذه يحيى بن معين، والراجل بكل فُجر وكذب وافتراء يروى حديث مكذوب منسوب لهم، ولما يروحوا له يقولهم مش انت لوحدك اللى اسمك يحيى ومش انت لوحدك اللى اسمك أحمد بن حنبل!، شوفتوا وصل التدليس فى بعض فترات الأمة إلى أى مستوى.. وخدوا بالكم إن دى كانت فترة ظلام، كانت فترة فتنة كبيرة، وهذه الفترة التى ارتبط فيها الإمام أحمد بن حنبل بفتنة خلق القرآن".

 العباسيين قالوا القرآن مخلوق وليس أذلى، وظل الإمام أحمد بن حنبل يقول لا.. هناك لوح محفوظ والقرآن ليس مخلوق، وأن القرآن من كلام الله وكلام الله ليس مخلوقا، لكن كل أئمة الأمة ومفيش عالم واحد عارض خلفاء العباسيين نهائيا، يجيبهم الخليفة (المأمون والمعتصم) يقولهم القرآن مخلوق ولا أذلى.. اللى هيقول القرآن مخلوق هيمشى واللى هيقول أذلى هيدخل السجن، وكلهم قالوا مخلوق، ما عدا رجل واحد هو الإمام أحمد بن حنبل

كل العلماء وقفوا وناظروا الإمام أحمد بن حنبل وهو فى السجن، ليثبتوا له بالدليل وبالبراهين والعنعنة أن القرآن مخلوق، فيما عارض أحمد بن حنبل هذا الفكر وانتصر فى النهاية، وانتصر الفكر والعقل على هذه العنعنة، وانتصر الحق الذى كان فى قلب أحمد بن حنبل على كل هذا التدليس فى التاريخ، وتيجي بعد كده تقولى لا منصححش الكتب ومنعملش خطاب دينى جديد، ولأ أصل دى كتب تراثية مقدسة!"، مختتما حديثه قائلا: "إذا كان هؤلاء الذين ترى أنهم مقدسون اليوم، قالوا بأن القرآن مخلوق فى زمن العباسيين".

خالد صلاح يحذر فى "صالون مصر" من انتزاع الفتاوى من سياقها.. المتطرفون والدواعش يستندون لفتوى "التترس" لابن تيمية للدفاع عن جرائمهم.. هل تعرفون أن ابن تيمية حلل الخمر للمغول ؟ وللمسلمين: "إصحوا متشوهوش تاريخنا

بن تيمية كان فى زمن المغول يعنى المغول كانوا يجتاحوا العالم الإسلامى عن بكرة أبيه يجتاحوه بلا رحمة وبلا قلب بيحرقوا الأرض ويسبوا الناس ويقتلوا المسلمين لدرجة متخليش ولا أى عالم إسلامى يعمل أي حاجة غير إنه يحرض المسلمين على القتال والجهاد ضد هذا العدو الفاجر آنذاك، فأنت النهاردة بتجيب فتاوى فى وقت تتعرض فيه الأمة الإسلامية كلها لخطر المغول ويكتسحوا الأرض وجيوشنا ضعيفة والدولة ضعيفة ومفيش أى دولة قدرت تقف قدام المغول إلا لما جُم عند مصر وهزموا بفضل الله، طيب إنت عاوز تطبق فتاوى فى زمن المغول على فتاوى فى زمن السلم وعصر فيه انفتاح ودبلوماسية وأمم إسلامية مستقرة وإسلام مستقر واعتدال وفيه علاقات بين الدول، إزاى تطبق ده على ده؟ دى مشكلتنا الدائمة فى التاريخ الإسلامى".

 لما المغول دخلوا وأعلنوا إسلامهم وقالك احنا مسلمين كانوا بيشربوا الخمور بطريقة عادية أفتى الإمام بن تيمية أن يتركوا فى شرب الخمور وتترك لهم الخمور لأنهم حين يشربون الخمر يتوقفون عن قتل المسلمين، فقالك أيهما أولى يشربوا الخمر ويتهدوا ويناموا ولا يقتلوا فى الناس، هاتيجى إنت دلوقتى تحلل الخمرة علشان الإمام بن تيمية حلل الخمر قبل كده؟، دى المشكلة الرئيسية فى العالم الإسلامى وفى الخطاب الدينى فى تاريخ الإمة الإسلامية أن تنتزع الفتاوى من سياقها إنك تاخد فتوى كانت لها ظروف معينة طريقة معينة آلية معينة وتاخدها تطبقها فى زمن غير زمانها وتنسبها لشيخ كبير أو عالم جليل زى الإمام أحمد بن تيمية، اللى شهد ليه كتير جدا من ثقات المسلمين بأنه كان رجل حاد الذكاء وكان رجل عالم وموسوعى ومحرض على الجهاد فى زمن الجهاد، مش بيحرض على الجهاد ضد المسلمين ولا قتل المسلمين زى الدواعش والتكفيرين ما بيعلموا معانا دلوقتى".

---------------------------------------------------

الصحابة أكتر ناس عطلوا الحدود.. واخترعوا طرقا فى التشريع لم تكن موجودة فى عهد النبى للحفاظ على وحدة الدولة.. ويؤكد: الدين مراده مصلحة الناس.. ورسالتى للمتطرفين: أقروا شوية واتعلموا



 حبيبي لو مكنتشى القوانين تقطع أيد السارق.. وتجلد إللى بيشرب خمر.. وترجم الزانى والزانية.. وإذا مكنتشى الحدود تتطبق يبقى الدولة دى مش إسلامية يبقى كل إللى فيها علمانين.. يبقى أنت بقى ناقص تقولى أن الصحابة نفسهم كانوا علمانين.. بالطريقة بتعتك دى.. أنت تعرف يا استاذ أن الصحابة هما اكتر ناس وقفوا الحدود.. واكتر ناس بعد موت النبى (صلى الله عليه وسلم)، اخترعوا أفكار وطرق فى التشريع وفى الفقه وفى الأحكام وفى إدارة الدولة.. وفى إدارة الدين مكنتش موجودة فى عهد النبى محمد"

يعنى المتطرفين بتوعنا اللى عايشين دلوقتى واللى موجدين بينا وإلى بعضهم يمسك سهم مش كان بيجيلوا أحد الصحابة يقوله امرنى أن اقتل رأس هذا المارق يا رسول الله.. أو هذا المنافق أو هذا الذى تعدى على النبى كان النبى "عليه الصلاة والسلام"، بيقول "أتريدون أن يقال أن محمد يقتل أصحابة".. طيب بالشكل ده تفهم إزاى قرار سيدنا أبو بكر بأنه يعلن الحرب على مانعى الزكاة إلى هى صنفت فى التاريخ على أنها "حروب الردة"، سيدنا أبو بكر قرر يحارب ناس "يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله"، وقرر يحارب ناس كانوا بيصلوا.. وكانوا بيصوموا.. وكانوا على الإسلام.. ولكنهم رفضوا أن يؤدوا الزكاة إلى بيت مال المسلمين تحت إدارة الخليفة أبو بكر.. طب القرار ده منين أصله كان فين فقهيا نزلت بيه أنهى آية.. نزل به أنهى حديث.. إذا كان النبى عليه الصلاة والسلام يخشى أن يقال أن محمد يقتل أصحابه.. طب سيادتك أبو بكر جاب الكلام دا منين.. إلا لتحقيق مصلحة المسلمين ومنع الفتنة والحفاظ على وحدة الدولة الإسلامية تحت راية واحدة".

ده كان القرار الأهم بالنسبة له.. قرار لم يرد فى نص وليس فيه أحكام.. هو سيدنا عمر ابن الخطاب لما يسقط سهم مؤلفه قلوبهم.. وهى مذكورة فى القرآن الكريم.. فهل دى بقا علمانية.. سهم المؤلفة قلوبهم اللى كان مستحق بآيات قرآنية من الزكاة وكان ليهم نصيب فى الغنائم.. هؤولاء المؤلفة قلوبهم يسقط عمر ابن الخطاب سهمهم ويقول لا الكلام دا كان زمان وإحنا لسه الدولة بتقوى والدين بيقوى ولكن دلوقتى وهو يحكم المشرقين والمغربين مكنش محتاج أنه يدى سهم للمؤلفة قلوبهم.. دا قرار مين.. سيدنا عمر.. نزل بيه أنهى آية سمعت بيه أنهى حديث اجمع عليه انهى علماء.. لا ده كانت مصلحة الدولة.. مصلحة المسلمين.. ما لا يفهم متطرفى هذا العصر أن هذا الدين أصلة حكمة ومراده هى مصلحة الناس والمصلحة العليا للمسلمين، لذلك الصحابة طوال الوقت كانوا يتصرفون بحرية.. مش هفكرك أن سيدنا عمر ابن أبى سفيان حولها من خلافة إلى حكم عضوضى موارد من غير ما حد يكفره ومن غير ما حد يقوله أن ده ضد الدين والعباسيين من بعده تعاملوا بهذا المنطق".

 إزاى أنت بتقول أن هذا الاجتهاد السياسى دنياوى بل والاجتهاد بما فيه نص هو علمانية وخروج عن الدين وكفر بالله تعالى وعدم تطبيق حدود الإسلام إذا كان الصحابة نفسهم عملوا كده.. ياخى أقرأ التاريخ وأقرأ قصصه وأقرأ تفاصيله وأقرأ اللى بين السطور، واعرف أن هذا الدين الذى يمثله محمد النبى "صلى الله عليه وسلم"، ما كانت له غاية إلا مصلحة الناس ولذالك كان المصالح المرسلة بين المسلمين هى أساس حاكم فى تاريخ الفقه والتشريع فى الإسلام، حيث كانت ساحة المسلمين كانت القوانين وكانت الشريعة الإسلامية.. بس انتوا مش فاهمين ولا عارفين تقروأ بين السطور.. يا أخى حرام عليك.. أقرأ شوية واتعلموا".

كيف حفظت ماريَّة القبطية على المصريين أراضيهم.. أهداها المقوقس للنبى "ص".. وتزوجها الرسول على دينها المسيحى وأنجب منها ابنه إبراهيم.. والدلالة عظيمة على تسامح وانفتاح الإسلام


 سيدة قبطية كانت تدين بالديانة المسيحية هنا فى مصر، وكانت هدية من الحاكم المصرى القبطى المقوقس نائب الإمبراطورية الرومانية هنا وكان على الدين المسيحى، كانت هدية منه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم".

"تستغرب إن النبى محمد صلى الله عليه وسلم خد هذه الهدية من حاكم مسيحى كان يراسله ليدعوه إلى الإسلام، وتستغرب أيضا من عظمة النبى فى بناء علاقات طيبة مع أمم الأرض

المقوقس قرأ رسالة النبى وأثنى عليها وبعتله هدية السيدة ماريَّة القبطية والسيدة سيرين اختها وبعت معاهم خادم إلى النبى صلى الله عليه وسلم، والنبى قبل هدية المقوقس السيدة مارية القبطية، وأهدى سيرين إلى شاعره العظيم حسان بن ثابت وكان القدر على موعد مع السيدة ماريَّة القبطية حيث أنجبت طفلا ذكرا للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وهو إبراهيم بن محمد صلوات الله عليه، فرح النبى محمد فرحا شديدا بإبراهيم لكن للأسف مات إبراهيم وهو فى سن الرضاعة فى ظروف صعبة وغريبة ولم ترو جيدا فى كتب السيرة".

 فتخيل شكل تاريخ الإسلام كده كان هيبقى عامل إزاى لو كان عاش هذا الطفل اللى نصه مصرى وأمه من أصول قبطية مسيحية السيدة مارية القبطية، تندهش من إن ذكر السيدة ماريَّة القبطية فى الكتب التراثية يمر عليه المؤرخون مرور الكرام

كيف بشر القرآن المسلمين بانتصار المسيحيين على الفرس رغم إيمان المسيحيين بالثالوت الأب والابن والروح القدس.. سورة الروم تؤكد مجد التسامح فى الإسلام

النبوءة القرآنية فى سورة الروم بانتصار الروم "المسيحيين" على الفرس "الوثنيين"، وفرح المسلمين بهذا النصر، مستشهدًا بقوله تعالى ( غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)، ثم الآية القرآنية التى تؤكد فرح المسلمين بهذا النصر، ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ).

وإزاى نفرح للمسيحيين بهذ النصر، وإزاى أهل الإسلام يفرحوا للروم اللى كانوا مؤمنين، بالشكل المسيحى اللى إحنا عارفينه دلوقتى".

++++++++++++++++
المزاعم التى يرددها البعض بشأن تعرض اليهود للاضطهاد فى مصر، مؤكدا أن مصر ظلت دائمًا ملاذا آمنًا لليهود حتى بعد انقسام مملكتهم إلى شمالية وأخرى جنوبية.

 اليهود عمرهم ما كانوا مضطهدين فى مصر، ده بالأساس طول الوقت ماكنوش عاوزين يطلعوا من مصر، تصدق يا مؤمن إن فى الكتاب المقدس طول الوقت بيذكر إن بنى إسرائيل كانوا عاوزين يرجعوا مصر، كل ما يلقوش مياه يقولوا لموسى رجعنا مصر وكل ما يلقوش أكل يقولوا للنبى موسى رجعنا مصر، ندموا على الخروج سنوات متعددة".

بروتوكولات حكماء صهيون" رسخ لدينا نظرية المؤامرة.. ظهر على يد الشرطة الروسية 1901.. وهتلر استخدمه سياسيا.. فهل الصهاينة كتبوه فعلا أم أننا جمعنا فشلنا ونسبناه لقوى خارجية؟

هل ممكن فعلا يكون الصهاينة فكروا ونفذوا بالطريقة دى؟، ولا إحنا جمعنا كل فشلنا وإخفاقتنا وكل صراعتنا الداخلية ونسبنا إنها اتعملت على إيدين بنى صهيون، والكتاب ده مختلف عليه تاريخيا، مختلف عليه لأن أساسه ظهر فى روسيا".

وأضاف: "خدوا بالكم إن مفيش دولة فى العالم الحديث ما اضطهدتش اليهود أو طاردتهم، روسيا كانوا بيهجروا اليهود وبيبعدوهم ومش عاوزينهم وألمانيا كذلك، وباقى أوروبا حدث ولا حرج، ظهرت فى هذه الأوقات خاصة فى فترة الحرب العالمية الثانية نظرية إن اليهود يتآمرون على العالم مع إن اليهود دول وقتها كانت قوتهم منحصرة فى التجارة وفى بعض الأمور السياسية لحماية نفسهم".

 اليهود ليهم دور فى العالم، لكن هل هما فعلا عملوا بروتوكولات سيطروا بيها على العالم العربى واحنا دايمًا مفعول به دائمًا".

طول عمرنا مفكرين أن مفعول به وان الصهاينة عندهم خطة كونية للسيطرة على العالم الإسلامى عن طريق البرتوكولات دى، خد بقى عندك خطط فى السينما، خطط فى تحرر المرأة، فكان يطلع قاسم أمين، يطالب بتحرر المرأة فيقولك ده اليهود اللى وراه ودى من ضمن البرتوكولات".

تطلع نهضة فى السينما فيقولك اليهود اللى وراه دى البرتوكولات، يطلع المسرح، تطلع المزيكا، يطلع حركات تحرر ديمقراطية يطلع أى ما يطلع كان دايما تنسب إلى اليهود وكأن العالم العربى مقيد اليدين، واليهود الصهاينة هم الذين يتحكمون".

وده رسخ جوانا نظرية المؤامرة بطريقة مخيفة لدرجة أن احنا بننسب كل حاجة بتحصلنا إلى قوة خارجية مش بس اليهود، مرة اليهود ومرة أمريكا، ومرة غيرها، احنا طول الوقت عايشين فى هذا الواقع اللى بتحكمه برتوكولات تآمرية كبيرة هى اللى بتسيطر عليه، من أول برتوكولات حكماء صهيون، لحد ما شئت من كل التفسيرات الخارجية اللى ساعات كتير بنواجهها فى العالم العربى والإسلامى".

احنا لحد دلوقتى يمكن مقدرناش نثبت إذا كان فى كتاب اسمه برتوكولات حكماء صهيون ولا لا؟، بس عايز أقولك أنه كان بيتباع على سور الأزبكية، عايز أقولك أنك لو كتبت برتوكولات حكماء صهيون دلوقت على الانترنت هتفاجئ بحجم هذه المؤامرات التى متسجلة والمصنفة فى هذا الكتاب أنا ميهمنيش الكتاب أنا اللى يهمنى ليه بنشوف نفسنا فى العالم العربى والإسلامى تربة خصبة أن الناس تتآمر عليك".

ليه دايما شايفين نفسنا بثغرات تمكن العدو، هو العيب فى البرتوكولات ولا العيب فى العدو، ولا العيب فينا أن احنا جاهزين نفشل ونخفق ونحارب بعض، ونموت فى نفسنا، وبعدين ننسب ده طول الوقت لقوة خارجية، البرتوكولات دى عقدة، وجريمة احنا عملناها فى نفسنا، أحنا شلنا نفسنا من خانة الفاعل، وحطينا نفسنا فى خانة المفعول به، اقروءا البرتوكولات هتندهشوا من هذا الكتاب الفج السخيف، ناس كتير وظفوه، فى حين أنه من من سنة 1901 لحد دلوقتى هتكتشف أنه مافيش حد ارتكب جريمة  فى حقنا إلا نفسنا".


 الفلسفة مش كفر . وفلاسفة اليونان وصلوا لوجود قوة أكبر من آلهتهم.. طاليس تبنى فكرة وحدانية الله.. سقراط آمن بإله واحد لا يدركه العقل.. وأفلاطون شاف إن الله روح عاقل محرك كامل لا يتغير

يا أخى إنت هتتصدم وهاتندهش لو بصيت على كلام الفلاسفة اليونانيين، اللى هما متصنفين إنهم فلاسفة وثنيين، قالوا إيه فى وحدانية الله،
 "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ  بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".

"طاليس" هاتلاقيه يبتبنى بشكل واضح فكرة وحدانية الله، لما قال إن الماء أصل العالم، وأن الله قبل الإبداع كان هو فقط وليس معه من خلقه شىء، تخيل واحد بنتكلم من 500 سنة قبل الميلاد بيتكلم حوالين إن الله المبدع كان قبل أى شىء فى الوجود، إذن كان فيه تخطى لهذه الآلهة الوثنية بيعدوها "مش زيوس يعنى هو الإله ولا هيرا هى الإله ولا أثينا ولا أفروديت ولا الكلام ده لا ده، كان فيه عند طاليس إله أكبر من هذه الآلهة، الكلام ده اتقال كتير من تلامذة طاليس نفسه ومن نفس المدرسة المالطية من مالطيس اللى هى اسم البلد من نفس هذه المدرسة اللى هو كان فيها، كان فيه ناس كتير فلاسفة بيتكلموا عن وجود لا نهائى من العوالم، يعنى بيتكلموا عن سماوات أخرى وعن أراضى اخرى بص إزاى أنا بكلمك الكلام ده قبل بعثة يسوع المسيح، ربما كان تزامن بعضهم مع بعثة موسى عليه السلام، لكن قبل بعثة يسوع المسيح، وقبل انتشار الأديان السماوية بهذا الشكل، لأن كان الدين السماوى محصور فى بنى اسرائيل اللى كانوا فى مصر وبعدين خرجوا وبعدين راحوا على ما سمى بأرض الميعاد، لكن الكلام ده لناس مجلهمش نبى، ده فكر الفلاسفة قادهم لفكر الإله الواحد".

 الله روح عاقل محرك جميل خير عدل كامل بسيط لا يتغير صادق لا يكذب لا يتشكل أشكال وهو فى حاضر مستمر، بص العظمة علشان بقولك لما بنيجى نبص للفلاسفة ويجى شوية ناس مخهم على أدهم ويقولك الفلسفة كلها كفر والفلسفة ضد الدين، لأ تعالوا نتأمل جوانب أخرى من جوانب هذه الفلسفة، هؤلاء كانوا فيه حيرة من امرهم كانوا في بلاد كلها تعبد اله وثنية اليونان كان عندهم الهة غير اللى فى مصر غير اللى عند الفينقيين فى ارض كنعان غير الاله اللى عند الفرس فوضى كبيرة جدا ووسط هذه الفوضى كان العقل الفلسفى عند طاليس ومدرسته وسقراط وافلاطون كلها بتذهب الى فكرة الاله الواحد".

ارسطو قال إن الله جوهر أزلى وهو عقل وليس جسماً وليس له مكان وهى حى ليس بميت، أوحد ليس بمنقسم ومحرك لا يتغير ولا يتحرك، دى وجهة نظرهم، ودى كانت رؤيتهم فى هذه العقيدة الوحدانية، ولكنهم ذهبوا إلى هذا الاله الوحد بعقلهم الفلسفى المبعد المبتكر، وبعضهم أدى تفسيرات على عكس التفسيرات اللى بـ نؤمن بيها فى الإسلام".

 ماذا كان يفعل النبى فى إدارة العمليات قبل الحروب .. قصة الصحابى حاطب بن أبي بلتعة أحد القصص الملهمة فى تاريخ الاستخبارات والتجسس..ويؤكد: الدين مش بس فقه وأصول وعقيدة


*

الكهنة والكهنوت والاتــقان سامح عيد


Nov 7, 2018

 أثناء دراساتهم للتراث الديني يقعون على إشكاليات كبيرة لم يتم حلها، وربما تغاير ما اعتادوا سماعه على المنابر، وربما لو صدموا به العامة لاهتز إيمانهم، ولذلك وهم في أول طريق الكهنوت، يقولون لهم، ليس كل ما يعلم يقال، وكلما تم نقاش أمر ملتبس، يقولون لهم هذا لا يطرح على العوام، والعوام والهوام من المصطلحات التي صكها الجيل الأول من أرباب صناعة الفقه وأصوله.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقضية المعراج عليها خلاف كبير بين حدوثها من الأساس أو عدم حدوثها، والذهاب بالروح فقط أم بالروح والجسد حتى في قضية الإسراء، ما زالت قضية عليها خلاف، حتى هيئة الوحي وجبريل عليها خلاف كبير، فالعقيدة الأشعرية، وعلى رأسها الطيب، ترى أن الوحي هو حديث نفس، وقد قالها الطيب في فيديو شهير، بما يعني أن حكاية جبريل ونزوله على هيئة دحية الكلبي وكل هذه الحكاوي، هي محل شك، هيئة الجنة ونعيمها، وهل هي من قبيل النعيم الحسي الدنيوي؟ أم أنها أمر آخر لا حيلة لنا في إدراكه؟ هي محل جدل أيضا، وقد قال محمد عبده عن الوحي في كتابه "رسالة التوحيد" «وقد عرفوه شرعا: أنه كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه».

أما نحن فنعرفه على شرطنا بأنه عرفان يجده الشخص من نفسه، مع اليقين بأنه من الله بواسطة أو بغير واسطة، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغير صوت. ويفرق بينه وبين الإلهام وجدان تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب على غير شعور منها من أين أتى، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور. يقول محمد عبده إن الفرق بينه وبين الإلهام وجدان تستيقنه النفس، يعني كل الحكاوي عن نزول جبريل هي ليست محل يقين وتثبت، بالطبع نعم.
وإذا سألت عن جمع القرآن وأحد كتبه الشهيرة "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي، ورأيت كيف جمع زيد بن ثابت القرآن، ولماذا لم يُعهد إلى علي بن أبي طالب أو عبد الله بن مسعود بالجمع، وكيف حرق عثمان المصاحف، وكيف كان عليها خلاف كبير، وحجم الخلافات التي كانت موجودة بين المصاحف، وما قيل عنه إنه الحروف السبعة، وهي ليست بالطبع القراءات السبع.

وقد أتى السيوطي في كتابه بأربعين رأيًا حول معنى الأحرف السبعة، والقصة الشهيرة التي دوّنتها السنة وهي سماع عمر لهشام بن حكيم وهو يقرأ في صلاة الفجر سورة الفرقان، وجره من ثوبه إلى الرسول الكريم، وقال إن "هشام" يقرأ القرآن بغير ما علمته لنا، فقال النبي الكريم: اقرأ يا هشام، فقرأ فقال النبي هكذا أنزلت، وقال لعمر اقرأ يا عمر، فقرأ عمر فقال له هكذا أنزلت.

وبالطبع ليس المعنى أن هناك اختلافا في كلمة واحدة، بدليل غضب عمر وصبره عليه حتى نهاية الصلاة مضطرًّا، لأنه طبقا لرواية البخاري فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه، وقصة أواخر آيات في سورة التوبة وشهادة الواحد أن زيد بن ثابت كان يثبت آيات القرآن بخبر الواحد، يأتيه شاهدان فيشهدان على أن هذه الجملة قرآن منـزل فيقوم زيد بإثباتـها في المصحف، حتى إنه كان يثبته بشهادة رجل واحد تعدل شهادته شهادة رجلين، وهو خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، فقد أثبت زيد بشهادته في أول جمع آية {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة/ 128)، وفي الجمع الثاني أتى خزيمة بآية من سورة الأحزاب {مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (الأحزاب/ 233) فدمجها أيضا.

وكلام عن الداجن التي أكلت بعض أوراق المصحف، وعن الخلاف على آية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم، وقالوا إنها نسخت لفظا وبقيت حكما، وقضية النسخ هي قضية محل خلاف كبير بين الفقهاء، وهنا يتضح أن قضية التواتر بمعناه أنه رواية عدد كثير عن كثير يستحيل تواطؤهم على الكذب، لم تكن محل اعتبار في نقل كل آيات القرآن كما يدَّعي منظروه، وأن هناك من كان رواية الاثنين ومنها من كان رواية الواحد.
وهنا يثور سؤال: لماذا لم يجمع النبي على حياة عينه القرآن الكريم، ولم يجمع إلا بعد معركة اليمامة؟ وقصة موت الحفظة لم تكن مقنعة، لأن الكتَّاب الأساسيين للوحي كانوا موجودين وهم علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت، والسؤال الثاني: لماذا حرق عثمان المصاحف الأخرى، وحجة خلاف الناس على القراءة ليست حجة مقنعة، لأن هذا الخلاف كان موجودا أيام النبي الكريم، والدليل حكاية عمر مع هشام، والروايات تقول إنها نزلت بسبعة أحرف للتخفيف عن الناس، فلماذا ألغى عثمان التخفيف؟ خاصة أنه لم يكن محل اتفاق بين الصحابة، بل كان محل خلاف كبير بين الصحابة، لأنه قام بفعل لم يفعله النبي الكريم ولم يفعله أبو بكر وعمر، حتى قضية "خشينا عليه من الذهاب بسبب موت الحفظة، ألم يكونوا مؤمنين بأنه محفوظ من الله" (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ألم يكونوا على يقين بهذا الحفظ الإلهي، وإذا كان مجرد أخذ بالأسباب، فلماذا كان محلا للخشية من الأساس.
مشكلة سالم عبد الجليل أنه خرق القاعدة.. ليس كل ما يعلم يقال، كما قال الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف، ولو سألت أي أزهري: هل تظن أن عقيدة المسيحيين سليمة؟ بالطبع سيقول لا، وهذه هي إحدى مشكلاتنا التي يجب حلها والاشتباك معها، وأن الله رب الجميع، والجنة ليست ملكا لأحد، وأن الله عادل لن يحاكم بشرا على أمر لم يختاروه وهو الأب والأم والبيئة والمعتقد.
المشكلة أنهم لا يعلمون أن هذه القاعدة قد انهارت (ليس كل ما يعلم يقال) بسبب الحضارة الغربية وحضارة المعلومات الحديثة، 416000 موقع بحثي وجده "جوجل" عند البحث عن شبهات حول الإسلام.
ابني في ألعابه الإلكترونية التي لا أعلم عنها شيئا، حيث يلعب أون لاين، ويكون معه أصدقاء من كل العالم بما فيها إسرائيل، يواجهني بمعلومات غريبة وجديدة، في حواره مع أحد أصدقائه الهنود، قال له ساخرا، إنكم تعبدون البقر يا جهلة، فقال له الهندي، نحن لا نعبد البقر، ولكنه فيه شيء من روح الله، ونحن نعبد الله، ونبجل ونحترم ونقدس هذا الحيوان الذي فيه شيء من روح الله، وقال لابني، أنتم تقدسون حجرا، وتقبلونه، وتتصارعون على تقبيله حتى إنه يموت بعضكم في صراعكم على التقبيل، وتقذفون عمودا بالحجارة، وتتزاحمون ويُقتل بعضكم سنويا، على الأقل البقرة تمدنا باللبن الذي نشربه ونصنع منه السمن.
ابني وجد بعض عرب 48، وطبقا لرأي ابني، أن معظمهم يحبون إسرائيل. هذا الجيل هدم القاعدة الذهبية، ليس كل ما يعلم يقال، فلتدارِ عن العامة.
يواجه الأبناء آباءهم بأسئلة من عينة: لماذا نزل الأنبياء في منطقة الشرق الأوسط، ولم ينزل أنبياء للصين والهند؟ ولماذا يكون الأب نبيا وكذلك الأبناء، نموذج إبراهيم وإسماعيل وإسحاق؟ وينزعجون من قصة أمر الله لنبيه بذبح ابنه، وماذا لو تم الذبح؟ ونموذج يعقوب وولده يوسف ونوح وابنه وآدم وابنه وزكريا ويحيى، نقول ربما نزل أنبياء لم نعلمهم، يكون السؤال التالي: ولماذا لم ينتشر دينهم.
البنت تسأل أمها، ليه الولاد ليهم الحور العين في الجنة، والبنت ليها جوزها بس، وافرضي جوزها في النار، ولا هي مابتحبوش؟ وليه القرآن يعطي الحق للزوج أن يضرب زوجته؟ وفي النهاية بعد طول جدال، يكون جواب الأم والأب، هي حكمة الله ومش عايزين أسئلة كتير، وقد نهى الله عن الجدال، هنا يلتقم الابن لسانه ولكنه يظل حائرا، أسئلة بلا أجوبة، إجابات الشيوخ، الذين يظنون أنها قاطعة مانعة، هي ليست كذلك في الحقيقة.
المفكرون الذين يواجهون الإلحاد، يقولون إنهم يحاولون بالعقل أن يثبتوا وجود الله، ولكنهم يقفون عاجزين عن إثبات فكرة الاتصال بشخص محدد، ليكون هو النبي، ولماذا هذا الشخص وهذا المكان، فتكون الإجابة هي حكمة الله.
في الجزء الأول يثبتون بالعقل أن فكرة الصدفة غير ممكنة ومستحيلة، ويستدلون بأمور فيزيائية ومعلومات كونية، ولكنهم يعجزون أن يثبتوا قضية الاتصال بالعقل.
نقول للكهنة: انتهى هذا العصر، وكل الأمور ستفتح على مصراعيها، وفكرة صناعة قانون لمنع الأسئلة ولمنع الإجابات وهو قانون تجريم الفتوى والسجن لمن أفتى بدون رخصة. وأن الكهنة يحددون ما يقال، وما لا يقال من معلومات هو لعب في الوقت الضائع فواجهوا المشكلات، وأجابوا عن الأسئلة، وأفرجوا عن كل المسكوت عنه من قرون، لأنه سيفتح، بل إنه فتح بالفعل، ولن يستطيع أحد إغلاقه، صندوق الأسرار قد كشف، فواجهوا الحقيقة ولا تضعوا رؤوسكم في الرمال، فالموجة عالية، وإن لم نستعد لها بأدوات عصرية فسنغرق.
استدراك: ليس كل رجال الأزهر كهنة، ولكن بعضهم يريد أن يمارس الكهانة.
*****************************
احمد الحصري

ييجى شيخ أهبل يقولك معلوم من الدين بالضرورة، اعرف إنه ناوى على مصيبة.
فيه فرق بين شرع ربنا وبين الفقه، الفقه عبارة عن اجتهاد أو عصارة فكر أحد الشيوخ أو مجموعة منهم وينسب لهم لفظ، وده فى النهاية اتفاق بشرى جابوه من الروايات والأحاديث والقياس والعبط بتاعهم.
المهم عندنا ٩ مذاهب مشهور منهم ٤ معنى إن فيه مذاهب مختلفة يعنى ييجى حد بعد أول مذهب ميعجبوش الأحكام الفقهية اللى بينص عليها المذهب فيبتدى يحط قواعد فقهية جديدة وبتكون راجعة برضه لفهم الفقية لحديث معين أو رواية معينة أو اعتماده 
على تفسير من التفسيرات المتعددة للقرآن.
وكل المناصب الدينية اللى حضراتكم بتسمعوا عنها هى تقليد أعمى لليهودية والمسيحية إنما الإسلام مفيهوش كهنوت ولا فيه فرق بين واحد والتانى إلا بالتقوى بس الله لم يجعل أى فرق بين الناس لا فى علم ولا بتنجان كله فى التقوى فقط لا غير.
بس مش تنسى إن سيدنا النبى نفسه ملوش حق الفتوى لقول الله يستفتونك قل الله يفتيكم.
يعنى إنت يا سيدنا النبى مطلوب منك إبلاغ عبادى الفتوى اللى الله بيقولها مش حد تانى.
ولأن اليهود فى بداية الإسلام كانوا مبهرين للمسلمين بعلمهم عندما دخلوا الإسلام زى (كعب الأحبار) اللى كان صديق أبوهريرة أكبر ممول للأحاديث فكان أغلب أقاويلهم ذات طبيعة يهودية زى مثلًا:
رجم الزانية والزانى ده شرع يهودى ومش موجود فى القرآن
الحجاب أو النقاب ده شرع يهودى.
تحريم الخنزير مشترك بين اليهود والإسلام.
قدسية الأشخاص (الشيوخ والملالى) شرع يهودى.
أركان الإسلام ملهاش أى ذكر فى القرآن، وأصلها يهودى.
وغيرهم الكثير بل إن تعمقت فى الدين الزراديشى (المجوس) هتصدم من كم التشابهات بينه وبين الإسلام التراثى.
كما لو كان الدين حكرًا على ناس معينة على رأسهم ريشة.
حل للمشكلة دى المفروض الأزهر يعمل ختم يتختم بيه كل شيخ معتمد للكلام فى الدين على قفاه ويكون ختمًا واضحًا وما يتمسحش بسهولة ويجدد كل سنة، كما كان يحدث فى بيوت البغاء فى مصر قديمًا.
ادينى عقلك وامشى حافى، ولا نذكركم بحديث سيدنا النبى «اطلبوا العلم ولو فى الصين».
*************
عملية «اغتصاب العقول» .. إنها بلاهة من يصدق مصطلحات: «رجل دين أو عالم أو مفتى أو مفكر إسلامى».. فهؤلاء يعانون «متلازمة ستوكهولم».. يعشقون الفاشية الدينية والاستبداد السياسى والاستعباد 
الجنسى!!.
قبل أن يخدعك تعبير «مفكر إسلامى» فتِّش أولاً عن أخلاقيات هذا الشخص، عن انتماءاته السياسية.. بل فتش عن ميوله الجنسية التى اتضح أنها «سادية» فى تحقيقات القضاء الفرنسى مع حفيد «حسن البنا» مؤسس جماعة «الإخوان» الإرهابية: «طارق رمضان»!.

*

 مخترع الكهنوت الانقلابي


الذين يتحدّثون عن الدين باعتباره معطلًا للتطور السياسي والاجتماعي والديمقراطي هم الأكثر استخدامًا للدين في تسويق الجنرال عبد الفتاح السيسي سياسيًا، بوصفه معطى سماويًا، وليس منتجًا بشريًا لهذه الأرض وهذه البيئة السياسية والاجتماعية.

كلهم يردّدون مقولة واحدة بلغاتٍ ولهجاتٍ مختلفة، لكنها متفقة في المضمون والنص: السيسي هدية الله .. تسمعها من حاخام صهيوني، كما تسمعها من قس مسيحي وشيخ مسلم، بالأداء ذاته الذي تنطقها به فريدة الشوباشي، اليسارية الناصرية المتطرّفة، وفاطمة ناعوت، العلمانية التنويرية (الفالصو) وجيهان السادات، الذاكرة الصديقة للبيئة، التي تنشط في إعلان الولاء لكل رئيس جديد، فتمنحه قبعة أو عباءة من إرث زوجها، وكذلك تسمعها من عزمي مجاهد، لاعب الباسكت الراحل، الذي قفز عاليًا، بعد انقلاب 2013 ونزل على محطّة تلفزيونية، مذيعًا ومقدم برامج سياسية، وأيضًا تسمعها من فناني مسرح وسينما، وممثلين فيما يسمى مجلس النواب.

 التركيز على إظهار السيسي شأنا إلهيا لا يشتعل إلا في الأوقات الصعبة، والمناسبات التي تحيي ذكريات الدم والخراب في رؤوس المصريين، كما هو حاصل في محطة ذكرى الثلاثين من يونيو/ حزيران، حيث تهبط فريدة الشوباشي، أكبر الأعضاء المعيّنين في برلمان السيسي سنًا، على سطح محطةٍ فضائية، معلنة أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي هدية الله للدولة المصرية". وكما نشرت أخبار اليوم، قالت الشوباشي، خلال حوارها مع برنامج "3 ستات" على قناة "صدى البلد"، إن المرأة حظيت في عهده بتمثيل قوي في مجلسي النواب والشيوخ، والنيابة والقضاء، "بعد أن عانت من الثقافة الوهابية الصفراء الصحراوية، وهى ثقافة أصحابها جهلة". 

 الشوباشي، ينطلق الهتاف ذاته "السيسي هدية الله" من  فاطمة ناعوت، التي أمضت سنوات من عمرها في العمل، بالسعودية، في كنف "الثقافة الوهابية"، التي أصحابها جهلة، وفق مذهب المجددة الدينية فريدة الشوباشي، فتكتب ناعوت "مثلما أرسلَ لنا اللهُ الفريق عبد الفتاح السيسي، فارسًا جسورًا، لكي يُخلّصنا، نحن المصريين، من "وباء الإخوان" المُدمِّر، ثم يرمِّمَ صدوعَ الوطن وينهض به من كبوته، أهداه لنا حاكمًا واعيًا لكي يخرجَ بنا من "جائحة كورونا" بأقل خسائر ممكنة بإذن الله تعالى".

 أقرب إلى إسرائيل من الأميركيين، ولولاه لضاعفت "حماس" مخزونها من الصواريخ.

قبل الجميع، يأتي أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، الذي قال، في حفل ساهر نظمته وزارة الداخلية عام 2014، "ابتعث الله رجلين، كما ابتعث وأرسل من قبل موسى وهارون، وأرسل رجلين، ما كان لأحد من المصريين أن يتخيّل أن هؤلاء من رسل الله، وما يعلم جنود ربك إلا هو"، في إشارة منه إلى وزيري الدفاع، عبد الفتاح السيسي، والداخلية، محمد إبراهيم.

 لم يستخدم عبارة "السيسي هدية الله"، لكن ذلك لا يمنع أنه الأحقّ ببراءة الاختراع، ويستحق عن جدارة لقب "زعيم تنظيم الكهنوت الانقلابي" الذي يتشارك فيه مثقفون مدّعون للاستنارة وحاخامات وقساوسة وممثلو الأدوار الثانية في الدراما المصرية.

*Jul 5, 2021
2016

الكهنوت فى الإسلام.. من أعطى الأصوليين "صك الإله" ليتاجروا بالدين؟.. فقهاء الجماعات الإسلامية خالفوا آراء المفسرين لآيتى «إِنِ الْحُكْمُ إِلا لله» و"وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ الله"


-شيوخ الأصولية اخترعوا مصطلح «أهل الحل والعقد» على طريقة قساوسة الكنيسة فى العصور الوسطى للوصول للحكم

شيخ الأزهر: السلفيون أسسوا الكهنوت الإسلامى

الخطاب الإسلامى انهار وأصبح أسير مظاهريات وشكليات

«إن هؤلاء السلفيين يضغطون على الناس فلا يتحركون خطوة للأمام أو الوراء إلا بمنطق الحلال والحرام»،

الوصاية على «الولى أو الخليفة أو الرئيس أو الملك»، أيًا كانت التسميات، وبالتالى الوصاية على المسلمين.

أهل الحل والعقد = قساوسة العصور الوسطى

«الثورة» حلال أو حرام وفق المصلحة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق