السبت، 14 أغسطس 2021

الخلط بين الحجاب وميداليات الأولمبياد جديد الإخوان والسلفيين . الطرحة . بين التربون والبرقع

 حوّل أعضاء جماعة الإخوان والسلفيين حصول ثلاث مصريات مـحجبات على ميداليات في أولمبياد طوكيو إلى “نصر للإسلام” وقضية سياسية، ما أثار سخرية واسعة حول تناقضهم خاصة أن فتاواهم تحرّم أصلا ممارسة النساء للرياضة أمام الرجال.

 أثارت احتفالات السلفيين وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بحصول لاعبة الكاراتيه المصرية فريال عبدالعزيز على الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو لا لشيء إلا لأنها مـحجبة تهكم المصريين وسخريتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدأ بعض السلفيين والإخوان  يروجون فكرة أن #فريال_أشرف حصلت على الميدالية الذهبية لأنها محجبة. حسنا، هل شاهدوا المئات من الأوروبيات دون حجاب وهن يحطمن أرقاما قياسية؟ ما دخل الحجاب في اللعب؟

هم يريدون العودة إلى التأثير على الشعب عن طريق الدين، لكننا نقول لهم هيهات فزمان ذلك قد ولى وانقضى.

وتؤكد الآراء المتشددة على أن فتح باب الرياضة أمام النساء والفتيات سيؤدي إلى انعدام الأخلاق، مطلقين على ذلك اسم “خطوات الشيطان”.

وتسيطر فكرة المرأة “عورة”  على عقول الإسلاميين، مؤكدين أنه ينبغي تغطيتها “بإحكام”، وأن تُحدّد حركاتها وسكناتها، وألاّ تظهر في الشارع أو حتى في الواقع الافتراضي، وتُحبس بين أربعة جدران كي لا “تفتن” الرجال!

خالد منتصر وفاطمة ناعوت وفريدة وشريف الشوباشي ماذا سيفعلون؟ المحجبات شرفوا البلد في الأولمبياد.

الثلاث مـحجبات يا فريدة الشوباشي، الثلاث ناجحات يا إبراهيم عيسى، الثلاث رفعن اسم بلدنا يا خالد منتصر، مبروك يا بنات وشكرا جزيلا على الرسالة الجميلة الموجودة في هذه الصورة. عبد الله الشريف 

فريال عبدالعزيز حصدت لاعبة الكاراتيه جيانا فاروق الميدالية البرونزية في وزن أقل من 61 كيلوغراما، كما حصلت لاعبة التايكواندو هداية ملاك على البرونزية في وزن أقل من 67 كيلوغراما.

سخر الكاتب المصري خالد منتصر من الذين يحاولون تزييف الوعي:

لبطلة دخلت البطولة باسم مصر وليس باسم الإسلام، وكسبت لأنها مصرية تدربت تدريبا جيدا وليس لأنها مسلمة لبست الحجاب، سؤال: هل الصين مسلمة ومتحجبة؟

ما دام الحجاب هو سبب الفوز في المسابقات فأحسن شيء هو أن نكف عن التدريب والدراسة والتعلم والبحث ونبعث المحجبات إلى كل المسابقات ونقدم لهن شهائد الدكتوراه في كل مجال ولا نتعبهن أبدا في البحث ونوفر فلوسنا ومجهودنا ونكتفي بأكل ساندويتشات ونشرب الشاي، وإن شاء الله مصر ستبقى “أدّ الدنيا” دون تعب إطلاقا.

في الجانب السلفي قال يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور (الذراع السياسية للجماعة السلفية) “نحن لا نحبذ الرياضة للنساء”.

* Aug 9, 2021

الطرحة


هل ارتداء الطالبة الجامعية حبيبة (المعروفة إعلامياً بفتاة الفستان) فستاناً تحت الركبة دون بنطلون ودون طرحة له علاقة برسوبها المعلن على الملأ دوناً عن نحو 116 ألف طالب وطالبة ملتحقين بالجامعة؟ هل رسبت لأن مَن ترتدى فستاناً دون بنطلون وطرحة هى دون شك «بنت مش كويسة»؟ 
 هل إجبار طالبات المدارس الإعدادية والثانوية على ارتداء طرحة بيضاء، إجباراً لا جدال فيه رغم كونه شفهياً، أمر دستورى أو قانونى؟ 
أيهما يحصل على قدر أكبر من الدعم والتعاطف المجتمعى والإعلامى: سيدة تم منعها من نزول حمام سباحة لأنها ترتدى ما يعرف بـ«البوركينى»؟ أم سيدة تعرضت للتنمر والتحرش والتعدى لأنها لا ترتدى جلباباً أو «بوركينى» على شاطئ عام؟ (ولا أقول بيكينى فطيف ملابس البحر فيه الكثير غير البوركينى والبيكينى).
هل المرأة فى مصر تتمتع بحرية ارتداء ما يحلو لها من ملابس؟ أم أنها مقيدة بالقواعد والمعايير التى وضعتها الهجرة الداخلية من القرية إلى المدينة، والهجرة الخارجية من بلاد الهجرة الاقتصادية التى كانت محافظة وربما متشددة، والقواعد التى قدمتها لنا كوكبة من «العلماء» فى سبعينات القرن الماضى باعتبارها الحلال والحرام؟

بهذه المناسبة، فإن المقصود بحرية ارتداء الملابس لا يعنى بالضرورة التعرى والإباحية ونشر الفسق والفجور -كما يحلو لأتباع الهسهس أن يعرفوه- لكنه يعنى حرية أن ترتدى المرأة ما يناسبها وليس ما يناسب معايير الضغط المجتمعى؟

 أسئلة لا تهدف إلى هدم معتقد، كما يروج الممسكون بتلابيب معتقدات جعلوها هشة، والذين يتصورون أن الدين فى خطر إن هجره شخص واعتنق ديناً آخر، أو أظهر آخرون منتمون لديانات مختلفة أمارات تدينهم ووضعوا صوراً لعلمائهم أو رموزهم على سياراتهم وميكروباصاتهم. لكنها تهدف إلى فتح نقاش متحضر بين أشخاص واثقين فى أفكارهم متقبلين لمبدأ نبذ فكر القطيع ومرحبين بإعمال العقل فى النقاش.

مناقشة ما جرى فى مصر على مدار نحو نصف قرن لا تستوى دون التطرق إلى ما جرى لشكل التدين فى مصر على مدار هذه السنوات. هل كانت مصر قبل سبعينات القرن الماضى كافرة؟ هل الأديان السماوية لم تطأ أرض مصر حتى سنوات قليلة مضت؟

هل الرياضيات اللاتى يحرزن ميداليات جميعهن محجبات؟ طيب ما رأيك، عزيزى القارئ، فيمن يرى أن تديُّن رياضياتنا العظيمات اللاتى أحرزن ميداليات فى دورة طوكيو ويرتدين الحجاب ناقص، بل ذهب من يقول إنهن يرتكبن الخطايا برفع أرجلهن والقفز والجرى والتعامل مع مدربين رجال وممارسة رياضتهن أمام جماهير فيها رجال؟! وأزيدكم من الشعر بيتاً وأقول إن مزاج الشارع يميل إلى التحريم. مزاج الشارع قد لا تعكره شتائم وكلمات خارجة وتحرش باللمس والقول وعلاقات غير سوية بقدر ما تعكره غياب الطرحة أو مناقشة وجودها أو غيابها. الأخلاق والسلوك والصلاة والصوم باتت فى مرتبة أدنى بكثير من مرتبة الطرحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق