أعلن بوضوح واحد من أهم المثقفين العرب المرتبطين بالاستبداد والطغيان، والذي كان يعمل سكرتيرا للمعلومات لكنز إسرائيل الإستراتيجي: أنه لا يمكن أن يصل رئيس إلى حكم مصر إلا برضاء إسرائيل وموافقتها، وأن إسرائيل هي التي تستطيع أن تحل مشكلة السد الإثيوبي!!
هل يجهل أحد دور إسرائيل في هندسة الواقع العربي، وأن الطغيان العربي يستند إلى قوتها الغاشمة في إخضاع الشعوب، وإسكات صوت الدول الغربية -التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية- عن الحديث عن المذابح التي ترتكبها السلطات الانقلابية.
الإعلان عن رفض التطبيع مع إسرائيل، وبذلك تمكن قيس سعيد من الوصول للحكم بأصوات التونسيين الذين يرفضون التطبيع.
لكن قوى الطغيان العربي المرتبطة بإسرائيل خططت لإسقاط سعيد في نظر شعبه عن طريق دفعه للانقلاب على الدستور والديمقراطية وإغلاق مجلس النواب.
فإنهم يتخلصون منه ومن الديمقراطية التونسية التي يمكن أن تلهم الشعوب العربية.
الطغاة العرب يريدون إسقاط تونس، وأن هؤلاء يرتبطون بتحالف قوي مع إسرائيل، وأن هذا التحالف يؤثر على قرارات المؤسسات العالمية التي تمنح القروض، فتيسر سبل حل أزمة اقتصادية مصنوعة، والتخفيف من حدة المعاناة التي تواجهها الشعوب التي يمكن أن تفضل الاستقرار والأمن على الحرية والديمقراطية.
بشكل غير مباشر
ولقد تطورت أساليب إسرائيل، فلم تعد تدير المشهد بشكل مباشر يمكن أن يثير مشاعر الكرامة الوطنية، ولكنها تستخدم الطغاة العرب الذين تحالفوا معها خاصة في توفير الأموال ببذخ للبلطجية الذين يهيئون المشهد للانقلاب فلا تخسر إسرائيل شيئا، وتكسب دائما.
واضحا في الحالة المصرية.. حيث تدفقت الأموال بالمليارات لإنشاء وسائل إعلامية تزيف وعي الشعب، وتضع أمامه خيار واحد: إما تأييد الانقلاب أو أن تصبح مصر مثل سوريا والعراق.. وكان ذلك الخطاب يحمل تهديدا بإشعال الحرب الأهلية.
طغاة العرب فقدوا القدرة على الإبداع والتجديد وابتكار أساليب جديدة.. وكان الشيء الجديد في المشهد هو استخدام رئيس منتخب في الانقلاب على الديمقراطية.
لماذا يتعامل طغاة العرب بكل تلك القسوة والوحشية والاضطهاد مع التيار الإسلامي خاصة الإخوان المسلمين الذين تعتبرهم إسرائيل العدو الوحيد الباقي أمامها، وتعلن بوضوح أنها تريد من حلفائها -طغاة العرب- أن يساعدوها في القضاء عليهم.
أما سعيد فقد خضع للطغاة العرب، ونفذ مخططهم لإسقاط ثورة تونس وتجربتها الديمقراطية، وساهم في هندسة الواقع العربي لصالح إسرائيل وأميركا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق