الأربعاء، 18 أغسطس 2021

الأزهر من المحلية إلى العالمية

Feb 12, 2021

 إمامة الشيخ أحمد الطيب الذي تولّى قيادة أقدم مؤسّسة سُنية، في 19 مارس/ آذار 2010

 اندلعت الثورة المصرية، اتخذ الأزهر موقفاً مؤيداً لها، وأسهم في مسارها بوثيقة "مستقبل مصر" الصادرة في يونيو/ حزيران 2011، وفيها دعم الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، ودعم النظام الديمقراطي القائم على الانتخاب الحر المباشر، وأيّد الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، فضلاً عن مناشدة الاتجاهات والأحزاب المصرية للتوافق على استراتيجية للعمل على تحقيق هذه الأهداف.

 أيّدت قيادة الأزهر "الاحتجاج السلمي" باعتباره حقاً أصيلاً للشعوب، لتقويم الحكّام وترشيدهم، وأدانت بشدة مواجهة الاحتجاجات السلمية بالعنف المسلح، بل وعدّ إراقة دماء المواطنين السالمين مسقطةً شرعية السلطة، معتبراً أنّ "انتهاك حرمة الدم المعصوم هو الخط الفاصل بين شرعية الحكم وسقوطه في الإثم والعدوان".

الأزهر حاضراً بقوة في الجدل الدائر بشأن "الحريات" الذي فرضته أحداث الثورات العربية، فأيد حريات العقيدة، والبحث العلمي، والرأي والتعبير، والإبداع الفني والأدبي. وعدّ هذه الحريات مؤسّسة على فهم مقاصد الشريعة النبيلة، وإدراك روح التشريع الدستوري الحديث، فكانت وثيقة الأزهر للحريات التي صدرت في يناير لعام 2012.

*

Apr 1, 2021

د. نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية : الأزهر منارة الفكر المعتدل

 الماجستير فى أصول الدين تخصص «عقيدة وفلسفة» وكان عنوان أطروحته العلمية «النفس الإنسانية عند فلاسفة الإسلام فى المغرب ومدى التأثر بالفكر اليونانى»، ثم نال درجة الدكتوراه فى أصول الدين بعنوان «إنكار الغيب وخطره على الفكر الإنسانى»، عين معيدًا فى قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالمنصورة وتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيسًا لقسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات، ثم وكيلًا لكلية الدراسات العربية والإسلامية بكفر الشيخ، ثم أمينَا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر منذ 2019، ثم رئيسًا لتحرير مجلة «الأزهر الشريف»، ثم المشرف العام على المركز العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية.

عالجة المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالقضايا التالية: (التكفير– المنطلقات الفكرية لجماعات التكفير والإرهاب– الغلو والتعصب– التطرف– الإرهاب– الجهاد– الحاكمية– الولاء والبراء– دار الإسلام ودار الحرب-الخلافة– تطبيق الشريعة– الطائفة الممتنعة– دفع الصائل– التترس– القتل على الهوية– تصحيح المفاهيم المغلوطة – ضوابط التعامل مع النصوص الشرعية– بيان أحكام الجهاد).

 كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمى واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم التواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس. ويقوم المبعوثون بدور توعوى مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين فى صورته الحقيقة السمحة التى تدعو إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير فى تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم بالتواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

البعض يهاجم المدرسة الأشعرية ويطرح سؤالًا: ماذا قدم الأزهرى الأشعرى فى قضايا العصر المشروعة.. فماذا تقول؟
<< إن قائل هذا القول لعله لم يعرف من هم الأشاعرة، وما هى معتقداتهم وأفكارهم، وما هو المنهج الذى يسيرون عليه، إن الأشاعرة مدرسة جمعت بين علوم الدين والدنيا، مدرسة لم تهم العقل، فلم تسر كقطيع مستسلم، ولم تهمل الشرع فتسير وفق الأهواء، إن العاصم من الخطأ فى الأزمنة الغابرة هو المنهج الأشعرى، ولما زادت قوة المال والنفوذ وحاولت التأثير عليه باتهامات وحملات دعائية نتج ما يطلق عليه اليوم التيارات المنحرفة والمتشددة، وأدل دليل على ذلك أن تلك التيارات تكفر الأشاعرة، فالأشعرى هو الذى يؤمن بالتعددية المذهبية فى الفقه، ويؤمن بوجود الآخر وحرية الأديان، ويستخدم العقل لفهم النص، فعنده الشرع والعقل لا يتعارضان، لأن المنبع واحد، أما التيارات المتشددة فلم تفهم النص فكفرت الأمة، وأما التيارات المتسيبة لم تفهم النص فوقعت فى الإلحاد.

كثيرون من رجال الفكر والثقافة يتهمون الأزهر بأنه يدعى العصمة لنفسه وأنه صاحب قداسة، بل رأينا وزراء هاجموا المشيخة باعتبارها معصومة فى نظرهم، فبماذا ترد على هذا القول؟

 الأزهر معصوم وهو الذى ينادى على كل المنابر لا كهنوت فى الإسلام، كما فتح الأبواب للتكاتف للوقوف ضد التيارات التى تريد استقطاب الشباب، لا يقبل النقد، بل على العكس تمامًا أنه يقبل النقد الموضوعى، ويتقبله بصدر رحب لكن من خلال متخصصين وأن يكون النقد موضوعيًا وفق أطر علمية وضوابط أخلاقية، وإنما الهجوم من أجل الجهوم، والتطاول، وترديد الكلام دون الوقوف على حقيقة الأمور هذا لا يعد نقدًا إنما تطاول، إن فضيلة الإمام الأكبر دائمًا يقول عليكم بالنقد الذاتى لأنه أول طرق الوصول إلى الغاية المرجوة.

كيف ترى التعايش الإسلامى- المسيحى.. وبماذا ترد على دعوات تحريم التعايش مع أهل العقائد الأخرى؟
<< يهدف الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب إلى دعم التعايش السلمى المشترك والسلام العالمى القائم على احترام الآخر وقطع السبيل أمام كل من يحاول المتاجرة باسم الدين، بالإضافة إلى توحيد الجهود المبذولة من أجل مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والإرهاب، كما أكد فضيلة الإمام فى كل المناسبات التى شارك فيها أن الأديان السماوية، لا تدعو إلى العنف أو الغلو فى الفكر أو نبذ الآخر ولكنها تدعو إلى التعايش وأنه ضرورة حياتية، كما قيل الإنسان مدنى بطبعه فتعدد الثقافات والأفكار من عمارة الكون وتطوره.
والأزهر الشريف كان ولا يزال يعمل ويؤكد ذلك سواء داخل مصر أو خارجه من خلال إصداراته العلمية التى ترسخ لمفاهيم الإنسانية والعيش المشترك بين الناس، وكذلك فى العمل الدعوى من خلال وعاظه والتعاون المثمر بينه وبين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية من أجل نشر القيم الإنسانية وضرورتها فى بناء المجتمع.

انتشرت ظاهرة الإلحاد فى الآونة الأخيرة.. فماذا عن أسبابها فى رأيكم، خاصة أن البعض يرجع بروزها إلى التيارات الدينية؟
<< إن من أبرز الأسباب المؤدية إلى الإلحاد الجانب الاجتماعى حيث الإهمال من الأسرة ومن ثم ينعكس ذلك على الفرد نفسيًا مما ينتج عنه ذلك، فالتربية السليمة وفق منهج وأسس تقى الإنسان من الإلحاد وقد يكون سبب الإلحاد الجانب الاقتصادى، إلا أن هذا لا يمنع من إلحاد البعض بسبب التيارات الدينية ولكن هذا ليس مبررًا للإلحاد لأن المنهج الوسطى وأتباعه ونهجه لا يتعارض مع العقل السليم، وما زلنا الأزهر نحذر من تلك التيارات وأفكارها حتى لا يقع الشباب فى براثنها سواء بالتشدد أو رد الفعل المعاكس وهو الإلحاد ولكن هذا ليس مبررًا للملحد فهو المخطئ، حيث يستمع ويتابع من ليسوا أهلًا للعلم الشرعى.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق