السبت، 21 أغسطس 2021

الكنيسة المصرية تتمدد عبر العالم

Apr 1, 2021

 ولا يستطيع المتابع للشأن القبطي فصل توجهات الكنيسة المصرية عن السياق العالمي؛ فالملامح التقليدية للتدين بدأت تتفسّخ في بعض الدول مع تناقص مستمر لأعداد رعايا الكنائس الغربية خاصة الكاثوليك، وهي الطائفة الأكبر عددا في العالم، بعد تورط عدد من أعضائها في قضايا فساد واغتصاب وتجارة غير مشروعة، ما تسبب في هجر الأقباط الكاثوليك للكنائس وبعضهم انسلخ عن الملة، علاوة على ظهور توجهات لادينية في صفوف الشباب كظاهرة عامة في دول مختلفة.

الكثير من الأجيال الجديدة تذهب إلى الكنيسة مجاملة للآباء، ويتيح تمرد الشباب على نمط الفكر الروحاني الفرصة لانتشار أدبيات الفكر الإلحادي

وقال ستيفن بولفانت، أستاذ علم اللاهوت وعلوم الدين في جامعة سانت ماري في لندن، “الدين يحتضر، فباستثناء البعض لا يعتنق معظم الشباب الآن دينا بعينه.. لم يعد الدين المسيحي السمة المميزة لأوروبا، لقد ذهب الدين إلى الأبد، وأعتقد أنه لن يعود على الأقل خلال المئة سنة المقبلة”.

وبنى بولفانت استنتاجاته التي جاءت ضمن دراسة حول “الشباب والدين في أوروبا” على استطلاع رأي اجتماعي أوروبي جرى خلال الفترة من 2014 إلى 2016.

تعتبر تلك الظروف مثالية للكنيسة المصرية إن أرادت الانتشار، ومن السّهل جذب أتباع جدد للطائفة الأرثوذكسية وتوافر فرصة جيدة لاحتواء أتباعها تحت مظلتها عن طريق شراء الكنائس المهجورة من أبناء الطوائف الأخرى، لأن هناك من يشتكي من أن كلفة تشغيل الكنيسة والدير تمثل عبئا ثقيلا.

قد هجرها الكثير من الأتباع وتناقص عدد المصلين الى نسبة متدنية، ما يدفع المسؤولين إلى التفكير في تأجير الكنيسة أو بيعها بأرقام زهيدة، تستطيع الكنيسة المصرية سدادها من خلال تبرعات أقباط المهجر، أو عبر قروض وأقساط يسددها هؤلاء أيضًا.

ثمة محفزات أخرى لامتلاك المزيد من الكنائس، وهي عدم وجود صعوبات أو تعقيدات في تغيير طائفة الكنيسة أو الدير، وعلى الكنيسة المصرية فقط إحلال الطقس القبطي محل طقوس الكنائس الأخرى عن طريق وضع أيقونات قبطية وتغيير شكل مذبح الكنيسة، وتعيين قساوسة أقباط للخدمة فيها تحت رعاية الأساقفة في المهجر.

انتشار الفكر الإلحادي


كما أن الكثير من الأجيال الجديدة تذهب إلى الكنيسة مجاملة للآباء، ويتيح تمرد الشباب على نمط الفكر الروحاني الفرصة لانتشار أدبيات الفكر الإلحادي، وهو ما ينتهي بمجرد بلوغ الأبناء مرحلة الاستقلال إلى الإلحاد أو اللادينية.

*

حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي قداسات عيد القيامة، والضربة الجوية التي وجهها الجيش لتنظيم داعش في درنة الليبية رداً على قتل 21 مصريا قبطيا، وترميم جميع الكنائس التي خربها الإخوان عقب إزاحة الجماعة من حكم البلاد، وظهور الرئيس عبدالفتاح السيسي في جنازة ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة.

ورغم أن توجهات الحكومة نحو الأقباط تحظى بترحيب واسع على مستوى الكنسية الرسمية والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، إلا أن خطابات بعض رجال الدين المسيحيين المتشددين توجه انتقادات للحكومة بسبب تقديرها بعدم إيجاد حلول قانونية تُنهي توترات كامنة قابلة للاشتعال في مناطق مختلفة.

وانتهت الكنائس المصرية الخمس: القبطية الأرثوذكسية، الروم الأرثوذكس، السريان الأرثوذكس، الكاثوليكية والإنجيلية من إعداد مشروع قانون الأسرة الخاص بالمسيحيين، وتمت إحالته قبل أيام إلى الحكومة تمهيداً لإقراره بشكل نهائي قبل رفعه إلى مجلس النواب، بعد أكثر من 70 عاماً على مطالبة الكنائس بقانون للأحوال الشخصية للمسيحيين كبديل عن لائحة قديمة صدرت عام 1938 ومعمول بها في المحاكم المصرية حتى الآن. .. الزواج المدني

 ثقة الأقباط في الحكومة لا ترتبط بتقنين أوضاع الكنائس وإلا تصبح مقايضة، حيث ترسخت منذ أن أثبتت الحكومة حسن نواياها تجاه تحقيق المواطنة ومحاولاتها المستمرة لتغيير الإرث السلبي الممتد لفترات طويلة.

 النظام المصري نجح في وضع الأقباط على طريق المواطنة الحقيقية الذي واجه أزمات عديدة من قبل، ولذلك فترميم الكنائس وتقنين أوضاعها يعد مرحلة في مجال تحسين جودة الحياة العامة المحيطة بهم، وهو ما تقوم به الحكومة من خلال تطوير أوضاع القرى والنجوع التي شهدت من قبل أزمات طائفية.

* Jul 28, 2021

السلفيون والإخوان ممتعضون من تطور علاقة الحكومة بالأقباط.

ترديد ترانيم كنسية في أماكن عامة لا يستدعي كل هذا الصخب والعراك الديني باعتبار أن الآذان في المساجد يتردد على مسامع الناس بمختلف عقائدهم عبر مكبرات الصوت ولم يتذمر الأقباط منه، وبالتالي لا مبرر لكتمان صوت كورال غنائي كنسي يدعو إلى التسامح في وسيلة مواصلات عامة. هم اقلية

رأى الباحث والمفكر القبطي وأحد مؤسسي التيار العلماني بالكنيسة المصرية كمال زاخر أن توظيف واقعة ترديد الترانيم داخل المترو سياسيا يعكس أن الجماعات الأصولية ما زالت صاحبة الصوت الأعلى والأقوى والأكثر نفوذا، واستمرار الاستقطاب الديني يمكن استثماره للقيام بأفعال مناهضة للدولة نفسها.

الحياة العامة لا يجب أن يتم تديينها من أي فصيل، قبطي أو إسلامي، وأنه على الحكومة التدخل لرد الاعتبار لمفهوم مدنية الدولة بكل ما تحمله من معان إيجابية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق