الجمعة، 14 يناير 2022

الجغرافيا وأزمة النظام السياسى فى لبنان والعراق ************

عهده بالاستقلال عام 1944

سبع عشرة طائفة ما بين مسيحية ومسلمة، فى بلد لا يزيد عدد سكانه على ستة ملايين نسمة. وتجلت أبرز مظاهر عدم الاستقرار السياسى فى الحرب الأهلية الطائفية - العشائرية، التى استمرت قرابة عقد ونصف والتى لا يزال لبنان يعانى من تبعاتها حتى الآن.

 السنة والشيعة والدروز والروم والأرمن الأرثوذكس والكاثوليك، يقضى دستور البلاد بأن يكون رئيس الجمهورية مارونياً ورئيس الحكومة سنياً ورئيس مجلس النواب شيعياً وقائد الجيش مارونياً وتخصص أغلبية مقاعد مجلس النواب لصالح المسيحيين بنسبة 6: 5 كما تمثل الطوائف وفقاً لهذه التوازنات فى الوظائف العامة. ومن هذا المنطلق، أصبح مفهوم الطائفية فى لبنان لا يقتصر على البعد الدينى فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً سياسية واجتماعية واقتصادية وهو ما أدى إلى تكريس الانقسام السياسى والفوارق الاجتماعية بين أبناء الشعب الواحد. 


دفاعا عن الكافرين

 كفر حقيقي أصيل مقصود بكل ما قدمته الطبقة السياسية في البلدين. والكافرون هم الشباب والمواطنون والنساء والأطفال

كفر هؤلاء بالطائفية، وبعضهم قال لخامنئي “عمّي قصة شيعة سنة، بضاعتك هذه خذها وعُدْ إلى طهران”. والبعض الآخر قال لغيره “كلّن يعني كلّن”. انتهينا، ولم تعد تنطلي تلك الألاعيب على الناس، لأن حاجاتهم لا يمكن أن تلبيها اللطميات ولا اللحى المقابلة والكلابيات القصيرة ولا المحاصصة ولا اللف ولا الدوران.

كفر الشباب بأكاذيب الآباء عن الصبر والمشي قرب الحائط اتقاء لشر الدولة، وكفرت الشابات بتحويلهن من نخاس إلى نخاس آخر عبر العهود، تاجر عبيد ديني وآخر لا ديني. كفر الكبار باليأس الذي شربوه عبر الزمن مع حليب الأمهات. لا انتظار بعد الآن.

لن توفر الشعارات والطائفية والقسمة الغرائزية للناس حاجاتهم الاقتصادية، ولن تفتح لأطفالهم مدارس وجامعات ولا خدمات صحية ولا محارق للزبالة ولا مدافن للموت، فضلا عن المستقبل المجهول. فما هذه الحياة التي ينتظرون من الناس أن تؤمن بها. ستكفر بها وبهم حتما.
كفروا، وقرروا أن يغطوا كل تلك الظواهر وإلى الأبد بغطاء سميك يبنون عليه مستقبلهم.
كتبنا مرارا أن المستقبل آتٍ لا محالة. لأن العلم يقول هذا. فهو من يحرك الناس، لا كما يقول المفتون اليوم بأن هناك مؤامرات ومخدرات وأفلاما بوليسية تخرج البشر إلى  شوارع الجزائر، إلى السودان والعراق ولبنان. وحين يقول العلم كلمته فلا رادّ لها ولا مانع. وقد قالوا طويلا إن “الدين هو الحل”، واتضح أن الدين لم يحلّ شيئا. وقالوا إن الضبط والسيطرة هما الحل، واتضح أنهما لا يقدمان ولا يؤخران. فمتى يدرك الناس أن “العلم هو الحل”.

*
عن العراق ولبنان 
Oct 30, 2019

 فالبادى بالنسبة للاضطرابات فى العراق أنها ناشئة نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية هناك، فى حين أنها فى الحقيقة نشأت بسبب الخلافات الطائفية، والعكس صحيح بالنسبة للاضطرابات اللبنانية، فإن كان ظاهرها خلافات طائفية، إلا أنها نشأت فى الحقيقة نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية هناك.
الاضطرابات فى العراق فى البداية كانت بين الميليشيات الشيعية التابعة لإيران والشيعة العراقية، وبين بعض الطوائف الأخرى مثل الأكراد والسنة المتشددة كإخوان الشياطين والدواعش وبقايا تنظيم القاعدة التى زرعها الاستعمار الأمريكى مؤخرا فى العراق، جميع تلك الطوائف تريد أن يكون لها دور فى إدارة البلاد، وكل منها يريد السيطرة ولو على جزء كبداية لفرض السيطرة التامة على العراق كلها. فالخلافات فى العراق فى الأساس، خلافات طائفية ولا شأن لها بالحياة الاقتصادية كما يدعى البعض هناك.
أما عن لبنان فالوضع مختلف تماما، فإن كان الوضع فى لبنان يظهر وكأنه خلاف طائفى بين الطوائف المختلفة للشعب اللبنانى، إنما حقيقة الاضطرابات فى لبنان أنها نشأت نتيجة تردى الأوضاع الاقتصادية فى البلاد، ومعاناة اللبنانيين بسبب ارتفاع الأسعار. فرغم أن المجتمع اللبنانى يتكون من طوائف عديدة منها السنة والشيعة والمارونية والمسيحية والدروز وغيرهم، إلا أن جميع الطوائف الآن متفقون على ضرورة إنهاء خلافاتهم العرقية والطائفية، والاتجاه نحو الإصلاح الاقتصادى، فالاضطرابات اللبنانية سببها الحقيقى تردى الأوضاع الاقتصادية فى البلاد، ولا شأن لها بالخلافات العرقية والطائفية.
الشىء اللافت للنظر أن الثائرين من اللبنانيين، خرجوا جميعا من أجل المطالبة بحكومة تكنوقراط تواجه المشاكل الاقتصادية التى تمر بها البلاد، رغم أن الدستور فى لبنان ينص على أن يكون الرئيس مسيحيا، ورئيس الوزراء مسلما، وأن يكون لكل طائفة تمثيل بالحكومة. ورغم ذلك خرج الشعب اللبنانى كله للمطالبة بنبذ الطائفية، والتى كانت السبب الرئيسى لتردى الاوضاع الاقتصادية فى البلاد.
 لبنان مؤخرا ظلت لأكثر من عام أو عامين بلا حكومة بسبب الخلافات الطائفية، فكل طائفة كانت تريد أن يكون لها تمثيل لائق فى الحكومة، وكان من الصعب على رئيس الوزراء تشكيل الوزارة، إلى أن وفقه الله اخيرا لتشكيل الحكومة الحالية.
وللحق، فإن المشكلة سواء فى العراق أم فى لبنان فى غاية التعقيد، فكل طائفة من الطوائف الموجودة هناك تسعى للسيطرة على البلاد، وفى نفس الوقت تخشى من نشوب الحرب الأهلية والصدام بين الطوائف المختلفة فى البلاد. هذا الأمر واضح تماما فى للعراق، فالطائفة الشيعية هناك تسعى للسيطرة ولو على الجزء الجنوبى، حتى تعطى الفرصة لإيران لفرض نفوذها على جنوب العراق، وبالتالى يسهل عليها الوثوب على الكويت وباقى دول الخليج. أما لبنان فالوضع فيها مختلف، فقد طفح كيل الشعب من الخلافات الطائفية، وهم الآن يبحثون عن أى وسيلة تبعدهم عن نظام الحكم الطائفى، والاتحاد فيما بينهم لمواجهة الوضع الاقتصادى المتردى.
ولو دققنا النظر، فسنجد أن الخلاف الحالى، سواء فى العراق أم لبنان، ليس بعيدًا عن الخلاف الدائر فى سوريا، وفى ليبيا، وفى اليمن، فجميعها قامت بإيعاز من الدول الغربية تنفيذا لمخططهم المسموم المعروف بالشرق الأوسط الجديد القائم على تفتيت وتقسيم المنطقة العربية، لصالح اسرائيل وبعض الدول الغربية التى تسعى للاستيلاء على خيرات المنطقة. هذا بالفعل لما حدث سواء فى ليبيا أم فى سوريا أم فى اليمن، فقد تقاسمتها الدول المتواجدة هناك. فالمسألة أولا وأخيرا، سموم بثت فى منطقتنا العربية من الدول الغربية تنفيذا لمخططهم المسموم، فالمسألة ما هي إلا مصالح للدول الكبرى، الكل يسعى إلى ابتلاع أى جزء من منطقتنا العربية.
أعتقد أن الأحداث الجارية فى سوريا والعراق ولبنان، سيتبعها اضطرابات أخرى، ستبدأ من تونس، ثم الجزيرة العربية، إذا استطاعت إيران وضع قدمها فى جنوب العراق، فهى أيضا تسعى بلا شك للسيطرة على الكويت، أملا فى فرض سطوتها على باقى دول الخليج. ومن ناحية أخرى، فإن تركيا مازال رئيسها يحلم أن يكون خليفة للمسلمين، فقد استطاع السيطرة على جزء من سوريا ويسعى إلى السيطرة على جزء من العراق، ويتمنى لو استطاع الوصول لباقى الدول الأخرى لتحقيق حلمه الكبير كخليفة للمسلمين.
ولولا جيش مصر الجسور، وقائده البطل، الذى تنبأ ومن الوهلة الأولى للمخطط الغربى المسموم، واستطاع وأد الفتنة فى مهدها، والابتعاد بمصرنا العزيزة عن تلك الفوضى المرسومة لها. حفظ الله مصر ووفق رئيسها لكل ما فيه الخير لمصر وشعبها.
*

ثورتا العراق ولبنان استنساخ من ثورة 30 يونيو بمصر.. غضب ضد «المرشد»..!!


عانى المصريون الأمرّين بعد سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على مقاليد الأمور فى مصر عام 2012، وإعادة البلاد إلى العصور المظلمة، واستفحلت مشاكل انقطاع الكهرباء واختفاء السولار والبنزين من محطات الوقود واختفاء السلع الاستراتيجية خاصة الأدوية ولبن الأطفال، وزاد الانفلات الأمنى، ثم والأخطر تزايد حالة الفزع بين المصريين من انتشار فتاوى التكفير وظهور جماعات هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لاعتراض النساء فى الشوارع وتعنيفهن على ملابسهن، وعدم ارتداء الحجاب والنقاب، بجانب المحاولة الحثيثة لأخونة الدولة، وتأسيس ميلشيا عسكرية مسلحة، واعتبار الإخوان «شعب الله المختار» وأعلى مقاما من المصريين..!!
لكن يبقى السبب الجوهرى الذى أثار سخط المصريين العارم، وهو تسليم جماعة الإخوان الإرهابية، مفتاح القرار السياسى المصرى لكل من قطر وتركيا، وأصبح تميم وأردوغان يديران مصر من الخارج، وكأنهما الحاكمان الفعليان للقاهرة، وكل منهما له توجهاته وأطماعه، فرأينا تميم يحاول السيطرة على قناة السويس وتأجير الأهرامات وأبوالهول، والتحكم فى رأس الجيش المصرى، وطلب بالفعل خرائط بأماكن تمركزات القوات المسلحة، سلمها محمد مرسى العياط بنفسه، وهو ما كشفته التحقيقات فيما بعد، بينما أردوغان كان يبحث إعادة مصر ولاية تابعة لتركيا باعتبارها إرثا قديما للعثمانيين، فكانت ثورة المصريين الصاخبة والغاضبة وخرج أكثر من 33 مليون مصرى فى 30 يونيو 2013 وأطاحوا بالحكم الكهنوتى القائم على تأليه «المرشد» واعتباره مبعوث السماء على أرض الكنانة، كما أعادوا صولجان الحكم والقرار الوطنى من اسطنبول والدوحة إلى القاهرة.
وبقراءة ما يحدث فى العراق ولبنان، من حراك شعبى قوى، وبشىء من التحليل المبسط، دون الاحتياج إلى قريحة العباقرة، تجد نفس الغضب ضد  الكهنوت وتأليه «المرشد» والطائفية المقيتة، فالعراق ولبنان، يتشابهان إلى حد التطابق فى أن هناك أتباعا يدينون بالولاء التام لـ«المرشد» الأعلى فى إيران، ويتدثرون بعباءة الكهنوت ويفرضون سطوتهم ونفوذهم بقوة السلاح، ويمثلون دولة داخل الدولة، ففى لبنان حزب الله، الذى بارك رئيسه حسن نصر الله الحراك فى مصر 2011 ثم هدد بقمع نفس الحراك فى لبنان، مهددا باستخدام القوة، بينما يقف الحشد الشعبى فى العراق نفس الموقف ويستخدم التصفية الجسدية لإخماد الثورة.
ما يحدث فى العراق ولبنان، غضب ضد الكهنوت وتأليه المرشد، ومقاسمة الساسة والقوى الطائفية المناصب والسلطة والثروة، وتشكيل ميلشيات تحكم فعليا بالسلاح والعنف والإرهاب، وتفرض إرادتها على الدولة والشعب، علاوة على أن القرار الوطنى فى كل من العراق ولبنان مغتصب، وتتحكم فيه طهران، وهنا الكارثة.
المحصلة النهائية للقراءة التحليلية، تكشف أن النظام الكهنوتى وتأليه المرشد، وتسليم صولجان الحكم، والقرار الوطنى للخارج، جلب وبالا على العراق ولبنان، وساهم فى انهيار التنمية واستفحال الأزمات الاقتصادية وتعقد الأوضاع المعيشية، وأصبحت مشاكل الكهرباء والبطالة وانهيار المرافق الحيوية، بجانب إضعاف الأذرع الأمنية بجناحيه الجيش والشرطة، السمة الرئيسية. 
فشل كارثى، وتكفير دينى وسياسى، وإعادة البلاد إلى التخلف والجهل، وعدم ملاحقة ركب التطور والتقدم، وإضعاف الجيش والشرطة، ليصبح الوطن مستباحا، لا يقوى على الدفاع عن الأرض والعرض، لتعبث الميلشيات المسلحة بالأمن القومى الشامل، هذه هى سمات حكم الكهنوت الدينى فى أى وطن، سواء جماعة الإخوان أو حزب الله أو الحشد الشعبى أو الحوثيين إلى أخر المسميات الكهنوتية المسلحة..!!
*
انتفاضات الطقس الاستعراضي ما بعد الحداثي.. الحالة اللبنانية والعراقية
لبنان والعراق كل طائفة ومكون مذهبى وعرقى له تاريخه الخاص، ولا يوجد تاريخ موحد للبنان يضم جميع الطوائف، لأن كل طائفة ومؤرخيها لهم وجهة نظرهم فى تاريخ لبنان يختلف عن الطوائف الأخرى ويدرسون تاريخهم فى مدارسهم، وقليلة هى الكتابات التاريخية الموحدة للبنان وكل طوائفة، وتتسم بالموضوعية والنزاهة فى عرض مراحله التاريخية دون تحيز.
من هنا النظام الطائفى كان أقوى من الدولة اللبنانية، والحزب الحاكم –البعث العربى الاشتراكى- أقوى من الدولة فى العراق، مع أجهزة الدولة العميقة التى اختزلت الدولة فى النظام والحاكم ومجموعته، ثم انهارت الدولة والنظام مع الاحتلال الأمريكى، والهندسة السياسية لبريمر التى أضعفت عملية إعادة بناء الدولة على أسس المذهبية والقومية والمحاصصة، ما سهل التمدد الإيرانى، وتنامى دور المرجعيات الدينية، وقادة العشائر، والفساد.
الهتافات والرقص والغناء ظهروا بقوة فى لبنان، والعراق فى غالبية مواقع التظاهر. المشهدية الاستعراضية ما بعد الحداثية، تبدو أكثر وضوحًا فى الحالة اللبنانية، وذلك من خلال عديد من أشكال التعبير السياسى والطابع الاستعراضى السلمى، وذلك على النحو التالى:
1- توظيف اللغة العارية والبذيئة إزاء الطبقة السياسية بما فيها العبارات الجنسية الصريحة، وهو أمر يعود إلى جرأة الأجيال الجديد فى خطاب التغريدات، وPosts البوستات على الفيسبوك، أو وسائل التواصل الاجتماعى الأخرى فيما بين بعضهم بعضًا، وانتقلت من الوسائط الاتصالية إلى لغة الهتافات، والهدف الكامن فيما وراء هذا النمط من العفوية فى الخطاب الشفاهى، هو إسقاط هيبة الطبقة السياسية الطائفية، والزراية بها علنًا.
السمت الثانى: الرقص والغناء فى ساحات الانتفاضة، سواء الغناء لبعض الأناشيد الوطنية أو الأغانى السياسية التى ظهرت فى سنوات المد اليسارى قبل وأثناء الحرب الأهلية، أو فى ظل وجود الثورة الفلسطينية فى لبنان –بعض الأغانى والهتافات، تم استعارتها من مصر، وخاصة أغانى الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، أو شعار الشعب يريد إسقاط النظام، وبعض الهتافات الأخرى.
السمت الثالث: التمدد الجيلى الشبابى المنتفض بين الطوائف المختلفة، لا سيما أبناء الطبقات الوسطى، مع دخول بعض الفئات الشعبية.
السمت الرابع: الدور البارز عن النساء من جميع الطوائف، وذلك فى أشكال من التوحد والتقارب، بين النساء المحجبات، والسافرات فى تلاؤم، وتناسق، وفاعل فيما بين بعضهن بعضًا، ومن مختلف الأديان والمذاهب والمناطق، والأهم من خلال أشكال من التضامن الجماعى، بما فيهن الأمهات، وطرحن القضايا الخاصة بالأحوال الشخصية، ومطالباتهن بالحق فى الجنسية اللبنانية لأبنائهن من غير اللبنانيين.
السمت الخامس: الاستخدام المكثف لوسائل الاتصال الاجتماعى، فى بث الفيديوهات من مواقع الأحداث، للتظاهرات، والهجوم على المتظاهرين أو أماكن الاعتصام والتظاهر من قبل عناصر تنتمي إلى حزب الله، وحركة أمل، وحلفائهم من العونيين. من ناحية أخرى سرعة نقل الأحداث والأخبار، فضلا عن نشر المعلومات عن فسادات الطبقة السياسية، وما يجرى داخل كواليس كل مراكز القوى الطائفية، وتبادل الأفكار والآراء حول الوضع السياسى، أو تنظيم التظاهرات ومواقعها.
*


الكاظمي يمهّد لمشروعه السياسي بتشبيه الطائفية بالصهيونية

الطائفية حالها مثل الصهيونية، لا فرق، كلها تبني قيمها على العنصرية وبث الفرقة”.
 “الكاظمي يردّ على الحشد وإيران بلغتهم. يتّهمونه بالعمالة للولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، ويرد بوصفهم بالصهيونية”.
يجد الكاظمي دعما من قوة معتدلة في العراق، ويحظى بمساندة واضحة من الرئيس العراقي برهم صالح، لكن المراقبين يقولون إن الوقت يضيق أمام رئيس الوزراء العراقي قبل الانتخابات العراقية المقررة في الخريف القادم.
يحاول الكاظمي أن يعيد هيبة الدولة والتحكم في مواردها، لكنه يصطدم بما يعرف بـ”التمكين” الذي جعل مؤسسات الدولة ومسؤوليها ومواردها ضمن المحاصصات الطائفية والحزبية.
ذكرى محمد نادر: الكاظمي لا يمتلك القدرة للخروج من المنظومة الطائفية القائمة
“المنظومة الرسمية التشريعية والتنفيذية والقضائية موجودة بسبب المحاصصة الطائفية وتقاسم الغنائم وليس في أفقها السياسي أو الاخلاقي أيّ ضابط وطني”.
يدرك الكاظمي أن التحدي كبير بعد أن تمكن الخطاب السياسي الديني من الشعب، إذ يستفيد المتمكنون سياسيا وماليا من الوضع الحالي لجني المزيد من المكاسب الشخصية، في حين ينساق البسطاء خلف الخطاب الديني الذي يتولاه عشرات الآلاف من رجال الدين الشيعة ممثلين للمرجعية وللأحزاب الدينية وللتيار الصدري.
لا ينسى الكاظمي أن وجوده في السلطة انما هو ثمرة احتجاجات امتدت على مدار أشهر في ساحات المدن العراقية رافضة الطبقة السياسية الحاكمة والأحزاب الطائفية، وهو ما يقوّي لديه الشعور بأن الأصوات التي تقف وراءه وتسنده في خطابه الانقلابي على الطائفية إنّما هي رصيده في أيّ صراع انتخابي مقبل.
قال الكاظمي في كلمته إن “الدين هو الركن الأساسي في هوية المجتمع العراقي والإسلام هوية، والدستور احترم الإسلام، واشترط عدم مخالفة ثوابته واحترام مشاعر غالبية الشعب وعدم المساس برموزه وشعائره”.
تشكو الأقليات الدينية من الاضطهاد في البلاد خلال العقدين الأخيرين، في حين همّش الدور السياسي للسنة في خضم أوضاع أمنية مضطربة شهدت نزاعات طائفية عنيفة. وبدا نظام المحاصصة الطائفية كما لو أنه أمسك بحاضر العراق ومستقبله متسلحا بالميليشيات.
عبّر الملايين من الشباب المحرومين والعاطلين عن العمل والمتنوّرين عن رفضهم لاستمرار ذلك النظام الذي اعتبروه مناقضا لتاريخ الدولة الحديثة في العراق وعقبة في طريق بناء دولة المواطنة التي تقوم على أساس مبدأ العدالة الاجتماعية.
*Apr 19, 2021
Nov 29, 2021


حل النظام الطائفي محل الدولة

بالنسبة إلى نظام الطوائف فإن الدولة صارت من الماضي. فالدولة تقود إلى التفكير في المواطنة ولا بد أن تقود المواطنة إلى العصيان. حتى وإن كانت الدولة قمعية فإن مواطنيها يعتصمون بالقوانين دفاعا عن حقوقهم التي يعرفون أنها لن تُستعاد. لكن ميزة الدولة القمعية تكمن في ما يتمتع به رعاياها من أمان بشرط ألّا يتدخلوا في السياسة وألاّ يصطدموا بتوجهاتها.
أما النظام الطائفي فإنه بعد أن يمزق النسيج الاجتماعي ويمحو هوية المواطنة يسلم الرعايا إلى مصائرهم الفردية إلا إذا كانوا من خدمه، وفي هذه الحالة فإنهم لا يملكون وجها بل يضعون الأقنعة خشية أن ينكشف ذعرهم مما يفعلون. ما شهده لبنان من أزمة مالية كان يمكن ألّا يحدث لو كانت هناك دولة تقبض بيد قوية على دورة المال في البلد. ولكن حزب الله وهو طرف في الحرب السورية وممثل رسمي للمرشد الأعلى الإيراني كان قد استلب إرادة المصارف عبر تحويلات خارجة وداخلة لم تكن جزءا من الدورة المالية غير أنها أربكتها بل وحطمت استقرارها وقدرتها على أن تستعيد أنفاسها.

*






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق