Sep 4, 2020
رضوخ الأبناء لرغبة الآباء والأمهات في اختيار شريكة حياتهم رغم التغييرات التي تشهدها الأسر العربية والتفتح الذي يعيشه الشباب قد يحكم على العلاقة الزوجية بالفشل.
على الرغم من التحولات الاجتماعية العديدة التي تعيشها المجتمعات العربية وحصول الأبناء على الكثير من الاستقلالية في اختياراتهم الشخصية وتوجهاتهم المستقبلية، مازالت الكثير من الأسر تحرص كل الحرص على التدخل في أهم القرارات المصيرية لأبنائها المتمثلة في اختيار شريك الحياة، وفق أسس عائلية تضع شروطها، والتي يتحمل تبعاتها الأبناء مدى حياتهم وقد تكون لها آثار مدمرة عليهم وعلى أبنائهم.
تتعدد طرق تعارف الشباب في وقتنا الحاضر وتتنوع ورغم قدرتهم على اتخاذ قرار اختيار شريك حياتهم وتحمل نتائج اختيارهم يواجه الكثيرون منهم بصدّ الأسر التي ترى الأمور بطريقة مختلفة،
متجاهلة قدرة الشاب على تحديد الشخص الذي يراه مناسبا ليبني معه أسرة.
يرى الأهل أن الأبناء تحكمهم العواطف ويغيبون العقل في اختيار شركاء حياتهم، في حين أنهم يصرون على إعمال العقل وإيلاء أهمية للمركز الاجتماعي والحالة المادية والثقافية، أما العاطفة فتأتي في مرتبة ثانية من حيث الأهمية.
وقال أخصائيو علم الاجتماع إن هذه الظاهرة تأبى أن تندثر رغم آثارها السلبية على الأبناء والأسر، وشددوا على ضرورة تجنب الأهل فرض آرائهم على أبنائهم في اختيار شريك الحياة وفق ميولهم وأهوائهم، لأن اختيار الشاب أو الفتاة لبعضهم بعضا سيكون وفق معايير تناسبهم قد لا تناسب أسرهم.
مستغربين سلبية بعض الأبناء في ترك هذا القرار المصيري بين يدي الآباء والأمهات.
والغريب في الأمر أن الكثير من الشباب خاصة في الأوساط الاجتماعية المرموقة يخضعون إلى اختيار الأمهات لشريكات حياتهم عن قناعة ودون تردد، ويستند الاختيار خاصة على التوافق المادي والاجتماعي بين العائلات،
متناسين أنه لكي يتم التوافق بين طرفي العلاقة الزوجية، يجب أن تبنى على أسس عقلية وعاطفية تساهم في استمراريتها، حيث أكد المختصون أن حرية الاختيار في الزواج وسيلة فاعلة من وسائل تحقيق التوافق بين الزوجين.
وبين الخبراء أن لحرية اختيار شريك الحياة العديد من المزايا، أهمها زيادة درجة التوافق الفكري والوجداني والعاطفي، وتحقيق درجة من الرضا عن الطرف الآخر، وبالتالي تحقيق درجة عالية من السعادة والاستقرار النفسي والعاطفي
فأغلب الأسر العربية تتدخل في قرار زواج الأبناء الذكور والإناث على حد السواء بطريقة مباشرة أوغير مباشرة، ولا تأبه باستقلاليتهم في اتخاذ أهم القرارات المصيرية في حياتهم مثل اختيار شريك الحياة مهما كان مستواهم العلمي والوظيفي.
لكن الكثير منهم يفضلون الاستجابة إلى قرارات الآباء والأمهات، تجنبا للتصادم الذي قد يحدث بينهم.
النسب طبيعية جاءت طبقا للعادات والتقاليد التي تربَّت عليها المجتمعات العربية، والتي تصل إلى مكانة القوانين الملزمة؛ نظرا للتربية الدينية التي تحث على إرضاء الوالدين، مما جعل خروج الأبناء على هذه العادات والقيم تجعلهم ضمنَ قائمة المنبوذين من المجتمع، مما يعني إعاقة تواصلهم مع الآخرين؛ لذا يحرص الأبناء عادة على مباركة الأهل واسترضائهم، وجعلهم طرفا قويا في اتخاذ قرار الزواج.
ومازالت العادات والتقاليد تحكم الكثير من البيئات الاجتماعية في الدول العربية على الرغم من التغيرات الكثيرة التي شهدتها هذه المجتمعات، حيث تصر أسر كثيرة على زواج الأقارب مثلا خاصة في الأرياف والبيئة القبلية والعشائرية. ويرى خبراء أنه على الرغم من أن هذا النوع من الزواج يسعى للحفاظ على رابطة الدم الواحد وبقاء واستمرار الجماعة وعدم اختلاطها بغيرها، إلا أنه تكتنفه العديد من المشكلات، منبهين إلى أنه لهذه الزيجات أضرارا اجتماعية خطيرة قد تؤدي إلى تفكك الأسر النواة والممتدة وتشرد الأبناء، إلى بجانب الأمراض الوراثية الخطيرة.
وقال المختصون إن معظم الشباب والفتيات أصبحت لديهم استقلاليتهم الخاصة ولهم تجارب متنوعة بعكس الماضي، ويجب أن يفكروا جيدا في مدى ملاءمة شريك الحياة لهم، دون الانقياد إلى قرارات أسرهم التي تكون في أحيان كثيرة تعسفية.
*
تحيزات "خفية" قد تتحكم في اختيارنا
نريد شخصًا تتطابق خططه طويلة المدى مع خططنا: شخص ننجذب إليه، شخص نشعر بالراحة تجاهه ونحن نشاركه منزلنا وأموالنا، وربما أطفالنا. هذا الشخص هو شريك حياتنا، قبل كل شيء، وبالتالي من المفترض أننا نختاره بعناية.
نكون أقل انتقائية بشأن من نقضي حياتنا معهم، أكثر مما نعتقد، إذ تُظهر أبحاث أن تحيزات خفية تعني أننا سنمنح الناس فرصة، حتى لو لم يستوفوا معاييرنا تمامًا.
الاتجاهات السائدة بين الشباب لتجنب الزواج لصالح نهج يفضل العزوبية. وحتى عندما يوجهنا مزيج من الغرائز التطورية والضغوط المجتمعية نحو الحياة مع شريك لنا، فإن إدراكنا لـ "تحيز التقدم" يمكن أن يساعدنا في فهم السبب الذي يجعلنا نختار شركاء حياتنا - ولماذا نبقى معهم.
الانفصال يكون أكثر إزعاجا كلما كانت الأمور متشابكة من الناحية اللوجستية من خلال عوامل مثل الزواج والشؤون المالية،
توضح جويل أن "تحيز التقدم" مشابه للميول النفسية التي يظهرها الناس في المجالات الأخرى غير المرتبطة بالعلاقة: مثل "مغالطة التكلفة الغارقة" (عدم الرغبة في التخلص من شيء استثمرت فيه بالفعل بكثافة)؛ والتحيز للوضع الراهن (اختيار الحفاظ على الوضع الحالي بدلاً من تعطيله والتسبب في عدم الراحة)؛ والإرضاء بدلاً من التعظيم (قبول الشيء على أنه "جيد بما فيه الكفاية" بدلاً من التمسك بالحل الأمثل). ومن المحتمل أن يكون هذا التحيز نحو اختيار الشريك مدفوعًا بعاملين: التطور والأعراف الثقافية.
يدفعنا كل من التطور والضغوط المجتمعية إلى السعي وراء الارتباط بأي ثمن، حتى لو كنا نعلم في أعماقنا أن الشريك المحتمل ليس مناسبًا تمامًا
"تعتبر الثقافة الغربية الزواج أهم أنواع العلاقات الوثيقة، إذ يجري التعامل مع الزواج على أنه إنجاز شخصي أو مؤشر على النضج".
يؤمنون بـ "توأم الروح". ويمكن أن تكون هذه العقلية الخيالية ضارة للغاية. تقول جويل إن الباحثين يطلقون على هذا النوع من التفكير اسم "معتقدات القدر"، ويمكن أن يكون جزءًا من السبب الذي يجعل الكثيرين منا يميلون نحو "تحيز التقدم". تقول جويل: "غالبًا ما يكون من الصعب إقناع نفسك بأن الشخص الذي تواعده حاليًا هو في الواقع توأم روحك".
ربما لا يكون من المفيد البحث عن شريك يبدو جيدًا على الورق، لكن من المفيد بمجرد مواعدة شخص ما البحث عن العلامات المبكرة التي تشير إلى أن العلاقة ستكون صحية وداعمة".
*
الطلاق في السنة السابعة حين قد يكتشف الزوجان عددا من الاختلافات والأزمات بواقعية.
بعد سبع سنوات من الزواج، يُفترض أن يكون الزوجان قد رزقا بالأطفال، وبالتوازي ينخفض مستوى الرضا الزوجي مع ولادة كل طفل، حتى إن الرجل عادة ما يشعر بأن كل طفل يؤخر مكانته عند زوجته. وبينما تصبح الأمومة هي الأولوية لدى الزوجات، يشعر الزوج بالفراغ العاطفي.
ينخفض الرضا الزوجي بشكل كبير مع ولادة كل طفل. مع مضاعفات تربية طفل، تخرج الصداقة من العلاقة ليحل مكانها المزيد من الخلاف”.
الهدف من الصراع الزوجي هو فهم بعضكما البعض بشكل أفضل. لا يمكنك أن تكون على صواب وأن تكون متزوجا في نفس الوقت”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق