Oct 7, 2020
هل إسرائيل هي دولة أصلا؟ من الصحافة العبرية
اسرائيل هي دولة ديمقراطية أو يهودية وديمقراطية، أو ربما أن الديمقراطية تآكلت واسرائيل تحولت الى دولة استبدادية؟
الدولة هي تنظيم سياسي مع سيادة يسيطر على منطقة جغرافية محددة، وسكانها خاضعون لمصدر سلطات مشترك وهم محكومون من قبل حكومة مستقلة ولديها حق في اقامة علاقات دبلوماسية أو اعلان الحرب على دول سيادية اخرى.
اسرائيل لا تلبي هذه الشروط الاساسية. اولا، ليس لديها مساحة جغرافية محددة: طالما أنه لم تحدد ولم يصادق بصورة نهائية على حدودها الشمالية والغربية. اسرائيل هي كيان سياسي مساحتها مختلف عليها، داخليا وخارجيا. ثانيا، لا يوجد في اسرائيل مصدر سلطات مقبول على مواطنيها. ثالثا، استقلال اسرائيل السياسي محدود، وهي تعتمد بدرجة كبيرة على سياسة حليفتها الولايات المتحدة. ومحاربة وباء الكورونا يزيد من حدة وبروز العيوب الثلاثة المذكورة.
سيادة جغرافية. مثل كل دول العالم، عند اندلاع الوباء اغلقت اسرائيل حدودها وأبقت اجزاء كبيرة من الضفة وغزة خارج الجدار – هذا تعبير واضح على أن هذه المناطق ليست جزءا لا ينفصل عن المنطقة السيادية للدولة. اسرائيل لم تحتسب سكان مناطق السلطة والقطاع في تعداد المرضى، ولم تقم بمعالجة مرضى من المناطق في المستشفيات في اسرائيل، وقامت بتمييز واضح بين سكان المنطقة الفلسطينيين وبين المستوطنين، الامر الذي يدل، رغم عدم اعترافها بذلك، على أن اسرائيل تعتبر نفسها صاحبة سيادة جغرافية بالفعل فقط على حدود 1967.
في موازاة ذلك، وقعت اسرائيل على اتفاق سلام مع الامارات، الذي تضمن تعهدا بعدم ضم المناطق في الوقت القريب، الامر الذي عزز الاعتراف بأن حدود السيادة، ولهذا ايضا سريان القانون الاسرائيلي، بقي بدون حسم.
في اسرائيل لا يوجد مصدر واحد للسلطة. الاسباط المختلفة تعتمد على مصادر مختلفة. جزء من السكان، بالاساس الجمهور العلماني وجزء من الجمهور الرسمي الديني، يستند، مثل معظم الدول في العالم، على القوانين الاساسية، ويوازنها مع رؤية الحرية الشخصية وحق التعبير المستقل. جزء آخر، بالاساس الوسط العربي، يمتثل للقانون، لكنه يوازنه مع مصدر للسلطة لا يقل عنه أهمية – العرف، الثقافة والتقاليد. والجزء الثالث، بالاساس الاصوليين وجزء من الجمهور الرسمي الديني – يضع سلطة الحاخامية فوق سلطة الدولة.
العلمانيون يخافون من فقدان الحرية الشخصية ويطالبون بالتظاهر والعمل حسب تقديرهم، العرب يطالبون بتمكينهم من الحفاظ على تقاليدهم الجماعية والعائلية. والاصوليون الذين اعتبروا دائما الشريعة كسابقة للدولة، يعملون حسب توجيهات الحاخامات ويخافون فقط من يوم القيامة.
نظرا لأنه منذ قيام الدولة وحتى الآن لم يوضع دستور، فان الصراع على مصدر السلطة لم ينته. ونظرا لأنهم لم يتعودوا على احترام الدولة كمصدر للسلطة العليا، فان كل المجموعات تشعر بأن كل قيد يفرض عليها هو جزء من محاولة املاء بنية جديدة لتقسيم الصلاحيات، الذي يضعها في مكانة متدنية. في مثل هذا الوضع فان سيادة السلطة الحاكمة تآكلت، وهي لا تستطيع اتخاذ قرارات لانفاذها. الاستخفاف والرغبة في تحدي توجيهات الحكومة تزيد من بروز حدود الطاعة: العلمانيون باسم الحرية، العرب باسم التقاليد والهوية الجماعية، والاصوليون – كل مجموعة تشجع على عدم الطاعة، الذي تحول الى طريق فيها يؤكدون على جوهر هوية المجموعة. وعدم الاستعداد للتنازل يشكل دليل على اهمية المبدأ الاساسي لاعضائها.
ولا يمكن أن يخطر بالبال أن اسرائيل يمكن أن تشن حرب بدون موافقة الولايات المتحدة، ولا يمكنها الصمود فيها بدون توفير السلاح والدعم الاميركي.
*Jun 19, 2021
الاستثمار في الخوف!
محمد الرميحي عالم اجتماع كويتي
في أغلب الديمقراطيات الغربية هناك ثنائية حزبية وبعضها تصل إلى رباعية، وتتعدد الأحزاب السياسية في بعض تلك الدول، ولكن في الغالب هي من اثنين إلى أربعة مع عدد من الأحزاب الصغيرة، والأخيرة ليست ذات أهمية ولا تشارك في الحكومات على الأغلب. على العكس من ذلك في إسرائيل، فالأمر مختلف، فهناك أكثر من ثلاثين حزباً سياسياً يتقاسمون المائة والعشرين كرسياً في الكنيست، وينقسم بعضها على نفسه بسرعة ويظهر له أكثر من رأس، ومع تكرار الانتخابات في السنوات الأخيرة، فإن الأمر ظل تقريباً كما هو، أي يتوزع الناخبون الإسرائيليون البالغ عددهم تقريباً ستة ملايين ونصف مليون (من عدد سكان يبلغ نحو تسعة ملايين)،
حكومات ائتلافية من نوع ما، بما فيها التي شكلت الأسبوع الماضي من مجموعة من الأحزاب ذات الخلفية المتناقضة. هذا الفضاء السياسي المبعثر يعبّر بكل وضوح عن أن المجتمع الإسرائيلي مكون من جماعات عرقية وإثنية وثقافات مختلفة، بينها الكثير من الشقاق، وينظر بعضها إلى البعض الآخر أنها دونية؛ فالإسرائيلي من أصول ألمانية يختلف في الكثير عن الإسرائيلي من أصول روسية، واليهودي الشرقي بينه شق ثقافي واسع مع اليهودي الغربي، واليهودي الأبيض لا يطيق الملون، والمتدين يتناقض مع العلماني، إن كان الأمر كما نرى فما هو سر أن تنشأ دولة بقوة علمية وعسكرية تبدو متماسكة في الخارج؟ اكتشاف السر ليس صعباً هو بشكل عام من عاملين، الأول يعتمد على آيديولوجيا «الاستثمار في الخوف» من جهة، والآخر بناء مؤسسات واحترام القانون لهذه الجماعات من جهة أخرى، الاثنان الأخيران يوازنان التشرذم ويمسكان بالمجتمع.
فهذه الجماعات بسبب ديانتها لقيت الكثير من التهميش والمطاردة والاحتقار والقتل والتصفية والإدانة في معظم المجتمعات التي تواجدت فيها تاريخياً وفي معظم حقب التاريخ، بل إن جزءاً من التشجيع الذي لقيته نخب هذه الجماعات في دفعها للبحث عن وطن «قومي» خارج الأوطان التي ولدت فيها، هو رغبة النخب الحاكمة في الغرب التخلص من هذا العبء التاريخي والذي يعمل «كمركز جذب» للكراهية في مجتمعاتهم، فقاموا بتشجيع الهجرة إلى فلسطين، لإيجاد حل لما سمّوه وقتها «المسألة اليهودية» وفتحت ميكانيزمات للهجرة المفتوحة، فأي يهودي يصل إسرائيل يصبح مواطناً في وضع لا مثيل له في العالم.
*Aug 7, 2021
الناس تنقسم ع اي موضوع الى قسمين و بشكل قطعي … خذ مثلا هل صواريخ لبنان بايعاز من ايران ينقسم الرأي او هل اللقاح مفيد او مضر ينقسم الرأي .. وهكذا فانت لا تستطيع ان تقنع طرف و هذه هي الطبيعة الانسانية .. يشكل الرأي بعدد كبير من العوامل مادية و معنوية .. لذلك تنشب الحروب والنزاعات
*
كيف تبدأ الحروب الأهلية؟
الكاتبة برباره والتر نشرت كتاباً مؤخراً (2022) بعنوان «كيف تبدأ الحروب الأهلية؟»، والعنوان الفرعي «كيف يمكن إيقافها؟» ما أنا بصدده ليس تلخيصاً للكتاب، بل عرض جزء منه، أما المتقصون فعليهم أن يقرأوا الكتاب؛ لأنه متعدد الأمثلة من إندونيسيا إلى جورجيا إلى الصرب والبوسنة وليس انتهاءً بالعراق وسوريا أو حتى الولايات المتحدة والهند
حاولت أن تنتقل من السلطوية إلى الديمقراطية، فما لبثت أن أنتجت نوعاً من الصراع الاجتماعي يقود في الغالب إلى حرب أهلية، ومن ثم عودة السلطوية من جديد. في الذهن ما يحدث اليوم في كل من العراق واليمن وليبيا، ولكن الأكثر وضوحاً ما يحدث في إثيوبيا؛ فقد قام آبي أحمد بإصلاحات ديمقراطية تنقل في توصيفها الكاتبة عن أحد المسؤولين الأميركان، أنه «حقق أكثر أمنياتنا جموحاً» إلى درجة أنه استحق جائزة نوبل للسلام! وما لبثت تلك الإصلاحات أن فجّرت متعارضات عرقية ومناطقية قادت في النهاية إلى حرب، وسوف تأكل تلك الحرب أي إصلاحات قد حدثت. ترى الكاتبة، أن الصراع الإنساني في القرن الأخير كان بين السلطوية والديمقراطية على مختلف درجاتها، فقد بزغ فجر القرن العشرين 1900 وقليل من المجتمعات توصف بالديمقراطية، وفي عام 1948 صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أكد أن من حق أي مواطن أن يساهم في حكومته، وما أن انتصف القرن العشرون حتى أصبح 60 في المائة من الدول يمكن وصفها بالديمقراطية.
لا تحدث الحروب الأهلية في الدول الناضجة ديمقراطياً، وأيضاً لا تحدث في الدول السلطوية، تحدث عندما يكون للمواطنين شيء من الديمقراطية مثل حق التصويت، ولكنهم يعيشون تحت قيادات لها سلطات واسعة وبعيدة عن المساءلة.
احتمال وقوع الحرب الأهلية في أي مجتمع أكثر مرتين فيما سمته مجتمع «الديمقراطية الجزئية» من المجتمع السلطوي أو الديمقراطي الكامل. ليس هذا فحسب، فقد تنتكس الديمقراطية كما حدث في الهند، أكبر الدول التي كانت توصف بالديمقراطية، ففي عام 2014 لأول مرة منذ ثلاثين عاماً يحصل حزب على الأغلبية، ويصل ناريندرا مودي إلى الحكم وكان في شبابه قد انتظم مع إحدى الجماعات الهندوسية المتعصبة، وتحت شعار الهند للهندوس الشعبوي تمكّن عدد من المتعصبين من السلطة، حتى أن رئيس وزراء أكبر ولاية هندية إنتربرادش المنتمي للحزب وصف المسلمين الهنود بأنهم «حيوانات تمشي على رجلين» واختفت الأهداف التي كانت للدولة من تجويد في الخدمات الصحية والتعلمية والإدارية إلى شعارات «هوياتيه» جذبت المتعصبين، وبهذا عاد مودي من جديد إلى الحكم في عام 2019، وأصبح الأمن لطائفة كاملة من المواطنين مهدداً.
تقود إن وجد معظمها إلى حرب أهلية، منها الفقر، الثانية العرقية أو المذهبية، حجم السكان، عدم المساواة، الفساد، غياب العدالة، التهميش لقطاع من السكان. ولو صحبنا بعض تلك العوامل اليوم في ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وتونس، لوجدنا بعض تلك العوامل حاضرة. توصف الديمقراطية الضعيفة بأنها حكومات غير منظمة ومختلفة تفتقد البرنامج الوطني، فتقل الثقة بها لأنها تخلق رابحين وخاسرين، وكلما كبر حجم الخاسرين قرب اشتعال حرب أهلية، كما أن الإصلاحات البطيئة تسبب عدم اليقين لدى النخب، وخاصة إن تزامنت مع سياسات اجتماعية واقتصادية خرقاء. في الفصل الثامن من الكتاب تعالج الكاتبة موضوع كيف يمكن منع الحروب الأهلية؟،
الكاتبة كتبت هذا الكتاب من أجل دول العالم، هي في الحقيقة كتبته من أجل بلادها الولايات المتحدة، فهي ترى أن هناك مؤشرات شعبوية متعصبة تتنامى وتعطب حتى المجتمعات الغنية، ولأن معظم الناس لا يعترفون بأن بلادهم على شفا حرب أهلية... حتى تقع!
كم من عناصر عدم الاستقرار نجدها أمامنا تتقافز، ولكن تركيبتنا النفسية تمنعنا من الاعتراف بالمخاطر.
انا اري الان انتشار ترند الكره دليل علي العنف لان الكره تشبه الحرب
Jan 22, 2022
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق