الجمعة، 28 يناير 2022

"الأخلاق" و"قيم المجتمع" أصحاب ولا أعز

Jan 23, 2022

يتعلل البعض بـ "الأغلبية" و"السائد" و"المتعارف عليه"

الانفتاح تجاه الاختلاف وعلى قدر من التحرر من بعض ما يعتبر تابوهات وخطوطا حمراء في المجتمعات العربية. كأن تكون النساء في العمل الدرامي مدخنات أو يشربن خمرا أو يدخلن في علاقات مفتوحة أو يتحدثن عن الجسد والجنس بصراحة نسبية.

تطرق للمثلية الجنسية ونموذج للتعامل مع اختلاف التوجه الجنسي لأشخاص مقربين بشكل لا يعتبر المثلية الجنسية جريمة أو "شذوذا" يجب معاقبة صاحبه أو الابتعاد عنه.

يكشف الغطاء عن واقع مُعاش لكنه عادة ما يكون بعيدا عن الأضواء ومخفيا لمخالفته مجموعة القيم المتعارف عليها والتي باتت بحكم العادة والعرف تعمم على كل أفراد المجتمع ويصطلح عليها بالفعل بـ"قيم المجتمع".

 الفيلم "يتطرق للكثير من القضايا العائلية والزوجية التي تحدث عند الأجانب وعند العرب، لكن هم تعودوا على كشفها بينما نحن نخبئها تحت السجادة. "

سبب ذلك بالأساس مشهد في الفيلم تنزع فيه منى زكى جزءا من ثيابها الداخلية من تحت فستان أزرق ترتديه. لم يظهر جسمها في الفيلم وكانت الكاميرا أثناء هذا المشهد مركزة على وجهها ونصفها العلوي لكن ذلك لم يق منى زكي هجوم المتابعين الذين عبروا عن "صدمتهم" من "جرأة" المشهد. احمد حلمي

 "البعض لازال يتعامل مع العمل الفني والشخصية الدرامية باعتبارهما وجها آخر للفنان، محطما الخط الوهمي الفاصل بينهما".

*

الذكورية 

هذه العقلية التي تبيح مشاهدة كل ما هو ممنوع إذا ما كان أجنبياً، ولا تقبله إذا قدمه العرب، هي عقلية قبلية تبني منطلقاتها على أعراف بدائية لمفهوم "الشرف".

لكن محمد طاهر يبدو النموذج الأخطر بين جميع أصحاب هذا التوجه، لأنه الأكثر ظرافةً والأكثر إجادة لسرد القصة؛ وهو الأمر الذي جعل عددا كبيرا من الفنانين والمثقفين يتغاضون عن محتواه المؤذي بسبب موهبته بصياغة النكتة وقدرته على الإضحاك، إلى أن جاءت حكاية منى زكي التي يبدو أنها وضعت سقفاً له.

 ففي مصر يتم تطبيق ذات المعايير الذكورية بالحكم على فتيات الـ"تيك توك"، وعلى الفنانات المغمورات اللواتي تُنشر لهن خصوصيات تتحوّل إلى "فضائح"، بسبب افتراض وجود وصاية اجتماعية تتحكم بأجساد جميع النساء. لكن الأمر يختلف في هذه القضية، بسبب المكانة التي تتمتع بها منى زكي، وربما كان موقف النقابة سيختلف، لو أن الدور ذاته قدمته ممثلة أخرى لا تحظى بذات المكانة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق