الأربعاء، 19 يناير 2022

البخل العاطفي اشد من المادي *********

Jun 13, 2020

الإسلام يرفض الاكتناز ويحاربه بالزكاة والصدقات

البخل عاهة في النفس والسلوك.. والعاطفي أشد ألماً من المادي






 البخل المادي، بل العاطفي الذي يعد أشد ألماً باعتباره سلوكاً قد يؤدي إلى انهيار الأسرة.

يبخلون بحسن أخلاقهم مع الناس، بخلاء الأخلاق الحسنة لا المال؛ بخلاء الابتسامة والبشاشة لا تراه إلا عابساً متجهماً بوجهه مع الجميع؛ بخيل في مشاعره وحبه لمن هم حوله فالجميع ينفر منه ومن معاملته الغليظة، بخيل بالكلمة الطيبة والقول الحسن، بخيل حتى مع أهله زوجته وأولاده، بل مع والديه، فلا تجد لهم احتراماً ولا تقديراً ولا حسناً من كلام ومعاملة..

 الناس لا تريد منك مالاً ولا طعاماً لا يريدون منك إلا حسن خلق وحسن معشر ورقي أخلاق واحترام، وأنه قد تصبر الزوجة على ظلم الزوج أو على فساده وتسعى جاهده في إصلاحه فيصلح، إلا البخيل لا تستطيع أن تعيش معه وأن تصبر على بخله، وقد يفرح البخيل بما جمع ومنع

البخيل يبخل على غيره لكنه كريم على نفسه؛ وأما الشحيح فيبخل على نفسه وعلى غيره،

البخل هو إمساك المال ومنعه وتجميعه واكتنازه وحفظه في مورد لا ينبغي إمساكه فيه، فهو الاحتفاظ بالمال في صورة سيولة نقدية معطَّلة غير مستغلَّة أو متداولة، وهو الإمساك والتقتير عمَّا يحسن السخاء فيه، وهو ضد الإنفاق والجود والكرم، وعدول عن الإنفاق في الحاضر والمستقبل.

فالبخل إذًا يرتبط بمن يملِكون المال، فلا يُقال: إن فلانًا بخيلٌ إلا وهو ذو مال، وهو صفة تبعد عن الفقراء المحتاجين إلى المال؛ ذلك لأن الفقير ليس لديه ما يكنزه أو يمنعه؛ كي يُطلق عليه بخيل، فالبخيل هو من يملك المال، ولديه قدرة على الإنفاق؛ لكنه يُعطِّل عن عمد وقصد تلك القدرةَ، فيمتنع عن الإنفاق، وعادة ما يرتبط البخل بالذمِّ والقُبْح، والبخل سلوك إنساني مُعقَّد ومتشابك يتكوَّن من العديد من الانفعالات والدوافع النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو سلوك قد يُرينا كيف أن هوس الثراء يدفع الفرد إلى الرغبة العارمة في امتلاك المال، حتى لو كان ذلك على حساب الذات التي تمرَّدَتْ على كل الرغبات والملذَّات في سبيل رغبة واحدة هي المال، ولذَّة واحدة هي جمع المال واكتنازه.

كذلك البخل هو انحراف في غريزة المحافظة على البقاء، وهو الصورة المرضية من الرغبة في التملُّك والادِّخار؛ ذلك أن الأسوياء من الناس قد يميلون إلى سلوك التملُّك والادِّخار والمحافظة على بقائهم بهدف الشعور بالأمن في المستقبل؛ لكن البخلاء يتجاوزون بسلوكياتهم الهدف من المحافظة على البقاء والتملُّك والادِّخار والاقتصاد والتوفير في شكل من العدول الدائم عن الإنفاق في الحاضر والمستقبل، والبخل لا يقف عند الجوانب المادية من حيث إمساك المال ومنعه؛ إنما قد يمتدُّ إلى جوانب الحياة النفسية والاجتماعية كافة، فلا يرتبط بجانب واحد من الشخصية، بل ربما يشمل الشخصية كلها.

 الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه،
احبكم الي الله انفعهم 
سيد القوم خادمهم 

البخل بالعواطف حين يبخل الإنسان بمشاعره فتلك مصيبه -والعياذ بالله- والبخل العاطفي ناتج عن ترسبات نفسية تراكمت فكونت شخصية غير متفاعلة مع ذاتها أولاً ثم مع الآخرين متبلدة عن مشاركة من حولها والتعبير عن مشاعرها، ويبدو أنه بمجتمعنا يخجل الإنسان أن يعبر عن عواطفه وأحاسيسه حتى لأقرب الأقربين إليه، لذا لابد من تدارك الأمر ومعالجته بتربية الأبناء على العطاء المعنوي والمادي، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن مشاعرهم مع الأهل بكل سخاء.

*

الإمساك عن إنفاق المال حتى في الأمور الضرورية

عوامل متعددة قد تكون مرتبطة بنشأة الشخص، أو اكتساب صفات شكلت سلوك البخل لديه بحيث أصبحت تتعلق بأمرين مهمين هما الأمان والثقة.

الأمان له علاقة بتواجد المال فيحافظ عليه ولا ينفقه، أما ما يخص الثقة، فتعني افتقاد الفرد لمصادر الثقة بغير المال، فيحافظ عليه بشدة كونه عنصر الثقة الوحيد بالنسبة إليه.

1- يجب على المحيطين بالشخص البخيل إشعاره بالأمان بعيدا عن المال، وذلك من خلال الحوار والتعامل الجيد وعدم إظهار المعاناة بشكل مباشر من سلوكياته.

3- تعزيز مصادر الثقة الأخرى غير المرتبطة بالمال، مثل العائلة وعدم الخوف من المستقبل وأهمية التمتع بالحاضر.

4- عدم استخدام ألفاظ مثل “بخيل”

*
«إنَّ الرزق مَقسوم، والحَريص مَحروم، والحَسود مَغموم، والبَخيل مَذموم».

البخيل كريم على نفسه بخيل على غيره، أمّا الشُّحُّ فهو أن يكون الإنسانُ بخيلاً على نفسه وعلى غيره على حدٍّ سواء.

وهناك إلى جانب البخل بالمال البُخل بالعِلْم، وهو أسوأ وأقبح أنواع البُخل، حيث يقوم صاحب العِلْم بكَتْمِه عمن يحتاجُه، فهو لا يَنصحُ ولا يُعلِّم الآخرين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق