من كنف الدين إلى رحاب العلم، ومن مبالغات الميتافيزيقيا إلى صرامة الرياضيات، ومن أشواق الخيمياء إلى معادلات الكيمياء،
مغامرات الفيزياء الكمية اليوم. لكن كتاب جون - جو ماكفادين، البروفسور البريطاني الإيرلندي الأصل وأستاذ الجزيئيات الجينية بجامعة سري، الصادر حديثاً «الحياة بسيطة»
لمبدأ اعتماد الأبسط في تفسير الأشياء - الشهير بـ«مشرط» أوكام – في التمكين لسيرة العلم الحديث بأن تتبع خطاها التي سلكت إلى وقتنا الراهن، معيداً الاعتبار إلى نهج، يصفه ماكفادين كما لو أنه «العلم بحد ذاته، وكل ممارسة بحثية لا يكون ديدنها ومرجعها قد تصبح أي شيء إلا العلم».
ولعله من اللافت أن «مشرط» أوكام، المبدأ الضامن من طغيان التعقيد على الفكر، غالباً ما يتم تناسيه أو يُساء فهمه على أساس أن أبسط إجابة عن كل مسألة هي أفضلها.
اختيار أقل التفسيرات تعقيداً أو أبسط النمذجات عند سعينا لتعليلها. فإذا رأينا مثلاً أضواء متحركة في سماء ليلة مظلمة، فالأصل - وفق مشرط أوكام دائما - التفكير في الكيانات المعروفة الموجودة كالطائرات أو الأقمار الصناعية أو الدرونات قبل التسرع واعتبارها صحوناً طائرة آتية من الفضاء! ومع ذلك، فمن المهم إدراك أن مشرط أوكام في النهاية مجرد أداة للتحليل وتوجيه الفكر أكثر منه قانوناً جازماً. فليس الغرض التبسيط المفرط؛ إذ إن نظرية أكثر تعقيداً تشرح الحقائق بشكل أفضل وفق الأدلة التجريبية والمعطيات المتوفرة أوْلى دائماً بالاتباع من نظرية أبسط وأقل كفاءة.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق