Nov 25, 2019
علم النفس المرونة سمة تتيح لبعض الأشخاص الشعور بالإحباط لفترة قصيرة فقط، ومن ثم العودة بقوة أكبر
المقصود هنا ليست المرونة الجسدية التي يكتسبها المرء نتيجة التدرّب والتدريب على القيام بتمارين رياضية معينة
وإنما المرونة المقصودة هي الفكرية منها والتي لا تتعلق بالمرونة الجسدية، وإن كانت مرونة الجسد تشكّل نموذجا جيدا لأهمية وفوائد تدريب الجسم ليصبح بعيدا كل البعد عن كل ما هو جامد متحجر «مكلْبَش»... الخ جسديا وفكريا ومعنويا..
مرونة التفكير هي مهارة مطلوبة لتحريك العقل وبنات أفكاره باتجاهات متعددة فيصبح من السهولة بمكان ايجاد الحلول للمشكلات بعكس التفكير الصارم المحدَّد باتجاه واحد..
أكبر قدر من الطلاقة الفكرية، والمرونة التلقائية،
العملية التراكمية للعمل المتقَن ستجعله يرتقي الى أعلى مستويات الإبداع بشرط توافر المهارات الإبداعية وذلك عبر المثابرة – العناد الإيجابي -والتدريب..
وعلى ذكر صفة العْند والعناد والتي تتصف بها الصخور القاسية فتأبى الكسر، والمعادن الصلبة الرافضة للإنثناء، ناهيك عن المخلوقات الأخرى من إنسان وحيوان..فإننا ننأى بأنفسنا عن العناد السلبي مستجيبين للعناد الإيجابي الذي يتصف بالمثابرة على الدرْس والعمل والإنجاز والإبداع..
دورة – التدريب الإبداعي
مهارة «المرونة» بالذات، لأنه ما أحوجنا لإزالة الصدأ المعرقل لمفاصل المرونة.. وما أحوجنا للتخلص من الصمغ المحيط بها..فلا فائدة من الارتقاء بالتمارين والتدريبات ان لم نستطع قبل اي شيء آخر فكفكفة المفاصل العقلية لتسمح للتفكير بالحركة والإنسياب..
الطلاقة هي مهارة ابداعية لا يمكن ان تتم بدون توفر «المرونة الفكرية».. كما أن الأصالة بأفكارها الجديدة البعيدة عن التقليد والتي لا تشبه افكار الاخرين لا يمكن ان تتولد بدون «مرونة فكرية».. كما ان مهارة العثور على التفاصيل وتوليدها والتعامل معها لا يمكن ان يتم ايضا بدون «مرونة عقلية فكرية»..
فالمرونة أساس كل تفكير ايجابي منطقي وعلمي وإبداعي يطلقون عليه «التفكير الناقد»،
عبر تدريبات عدة أسهلها قراءة الكلمات وكتابتها معكوسة كما نراها بالمرآة..ولطالما بالصغر تبارينا مع الآخرين للكتابة بالمقلوب.. او قراءة جملة ما من النهاية للبداية.. مثلا: ذهب الولد الى السوق.. تُقرأ على الوجه الآتي :
السوق الى الولد ذهب..
وهكذا تقنيات بسيطة تساعد على تكسير الجليد المجمِّد لانسيابية الأفكار مما يكسبنا المرونة الفكرية، دون إهمال شَقّ آخر وهو التدرب على احترام الرأي الآخر..
السوق الى الولد ذهب..
وهكذا تقنيات بسيطة تساعد على تكسير الجليد المجمِّد لانسيابية الأفكار مما يكسبنا المرونة الفكرية، دون إهمال شَقّ آخر وهو التدرب على احترام الرأي الآخر..
*
المرونة الفكرية تعني السماح لنفسك بمراجعة أفكارك
شدّد خبير التنمية البشرية د.عبد اللطيف الصريخ على ضرورة تحرّي المرونة في أفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا، فمَن يملك المرونة يسيطر على ذاته والموقف، وقال إن المرونة هي أن تسمح لنفسك بأن تتحرك في المساحات الرمادية بين الأسود والأبيض، والمرونة الفكرية هي أن تسمح لنفسك بمراجعة أفكارك بين فترة وأخرى، وتقييم قناعاتك عن ذاتك والآخرين والحياة بشكل دوري، ونشر أفكارك وقناعاتك على بساط الوعي؛ ليتسنى لك رؤيتها على حقيقتها دون شوائب العاطفة، وهي أن تنظر للحياة من خلال زاوية مستقيمة، فيكون الأفق كله مجالاً لاختياراتك برحابة صدر، كما أنها شكل من أشكال التواضع فلا تدّع لذاتك العصمة، ولا لأفكارك السداد.
المرونة الفكرية هي كما قال الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، أمّا المرونة الشعورية فهي أن تقتنع أن مشاعرك وعواطفك رهن إرادتك .
وهي قدرتك على التفاعل دون انفعال ممّا يجعلك أكثر وعيًا بأحاسيسك ومشاعرك، والمرونة الشعورية هي مدى قدرتك على تأجيل إظهار شعور معين عندما يقرر هو أن يظهر فجأة، وهي قدرتك على التمييز بين الأحاسيس والمشاعر.. لتقطع الطريق أمام المشاعر السلبية.. باعتقال الأحاسيس.
المرونة السلوكية هي أن تقرر تغيير سلوك تعودت عليه سنين طويلة بمحض إرادتك دون إجبار من أحد، وهي قدرتك على وضع خطة عملية لتنمية ذاتك وتراقب نموها لحظة بلحظة لتستمتع بما يسمى بقوة الإرادة.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق