#ممكن تقعد تكتب مع نفسك أو في كومنت إيه هي قيمك ؟ وإيه أولوياتها عندك ؟ مهمه أوي هتعرفك نفسك أكتر.
*
المبادئ لا تتجزأ
المتعالمين
واقع الأمر تبدو هذه العبارة في شكلها العام مسلمة أخلاقية لا تجوز مناقشتها أو فحصها أو تمحيصها، لأنها لا تقبل إلا التسليم بصحتها، على الرغم من أنها عبارة مغلوطة لا تحمل حتى قدراً محدوداً من الصواب يعطيها كل هذه القوة المظهرية.
مبدأ الشيء هو أوله ومادته التي يتكون منها، والمبدأ كل ما يصدر عنه شيء بنحو من الأنحاء وهو في ذاته أمر بديهي لا يقبل البرهان بخلاف المسائل التي تخص هذا الموضوع فإنها تثبت بالبرهان
المبادئ لا بد من أن تتجزأ، بل يبقى تجزؤ المبادئ هو بمثابة المبدأ الأخلاقي الأصيل والرئيس. فالمبادئ الأخلاقية ليست ثابتة في كل الأحوال والأزمان والأماكن؛ فما نعتبره فعلاً مُشيناً في المجتمعات العربية والإسلامية ربما يكون فعلاً فاضلاً في المجتمعات الأوربية والعكس صحيح، بل إن الفعل نفسه في الزمان والمكان نفسه من الممكن أن يكون أخلاقياً ولا أخلاقياً في الوقت ذاته، ودعنا نسرد بعض الأمثلة التوضيحية على ذلك:
فالصدق مبدأ أخلاقي لا غبار عليه، لكنه من الممكن أن يكون مبدأ لا أخلاقياً إذا تمسك به الأسير عندما يقع في يد الأعداء .. وهنا يكون الكذب في هذه الحالة هو المبدأ الأخلاقي لا الصدق. والأمر كذلك في الصلح بين المتخاصمين، وكذلك الحال مع الطبيب الذي قد يضطر إلى الكذب على المريض ويخفي عنه حقيقة مرضه الخطر، التي لو عرفها لازدادت مضاعفات المرض، وقد تؤدي به إلى الموت أو الانتحار عند البعض .. الخ. ليصبح نقيض الصدق هنا وهو الكذب هو المبدأ الأخلاقي الرفيع. ومثال آخر يعضد وجهة نظرنا فـ «رد الأمانة» مبدأ أخلاقي لا غبار عليه، ولكن ماذا لو أودع صديق ما عندك «مسدساً» ثم قام شجار وعراك بينه وبين أخيه جعله يُقدم عليك ليطلب أمانته التي أودعها أمانة عندك ليقتل به أخاه، فعدم رد الأمانة هنا يصبح واجباً أخلاقياً أسمى. إذن فتجزؤ المبادئ لا ثبوتها هو الأولى بالتمسك به فتصبح عبارة «المبادئ لا تتجزأ» عبارة متهافتة لا معنى لها، ولا يقولها إلا المتشدقون والمتفيهقون الذين لا يدرون معنى وحقيقة ما يرددونه بلا فهم ولا إدراك ..
فالمبادئ جميعها وضعت من أجل الإنسان ومن أجل تحقيق سعادته وحريته، لا الإنسان هو الذي خُلق لأجل أن يحافظ على المبادئ التي دائماً ما تتغير من زمان إلى آخر، وتختلف من مكان إلى غيره، ومن مجتمعٍ إلى مجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق