Jun 24, 2020 Sep 10, 2021
لا يتوقعنّ أحد أن يؤدّي التطوّر الاقتصادي في بلدان الجنوب الفقيرة إلى التقليل من الهجرة، بل بالعكس، فوجوب انتقال الناس من مكان إلى آخر هو شيء متأصّل في الرأسمالية كنظام. من الضروري أن نفهم الآليات الأساسية الفاعلة في الهجرات البشرية الكبرى التي حصلت في العقود القريبة.
إنّ وجود جيش عمّالٍ احتياطيّ متنقّل هو أحد أهم شروط الإنتاج القائم على الربح
نتيجة للصراع الطبقي العنيف الذي دعاه ماركس بالتراكم الأصلي لرأس المال
بعد الحرب العالمية الثانية، قادت التسويات الطبقية في القسم الغني من العالم إلى رأسمالية منظَّمة. كان هدف السياسة هو التوافق بين مطالب الربح الرأسمالية، والتشغيل الكامل للعمالة، وزيادة الرفاهية الاجتماعية، وتقليل الفوارق الطبقية. وعندما لم يعد هذا التوازن ممكناً وتعرّضت الأرباح للتهديد، شنّت الطبقة البورجوازية هجومها المضاد، وبإسناد من أهم أسلحتها: قوة الدولة. وكانت أفكار النيوليبرالية حول فضائل رأسمالية السوق العشوائية، هي البنية الفوقية الأيديولوجية لهذا الهجوم المضاد. وحين قامت مقاومة عمالية لهذا الهجوم، تمكّنت الدولة البورجوازية من كسرها، وأدخلت القوانين الجديدة والقواعد التي فتحت الطريق أمام اللعب الحر لقوى السوق: فسحقت حكومة تاتشر مقاومة عمال المناجم في أواسط الثمانينيات، وفعل ريغن الشيء نفسه مع مراقبي الحركة الجوية الأميركيين. وقلبت هاتان الهزيمتان ميزان الصراع الطبقي لصالح البورجوازية في البلدين، وسيكون هذا طليعة الانتشار العالمي للهجمة النيوليبرالية.
ما فعله ذلك الاكتساح العالمي للنيوليبرالية، هو أنّه نشر «التراكم الأصلي لرأس المال»، الذي تكلّم عنه ماركس، إلى بلدان الجنوب. صحيح أنّ بدايات هذه العملية تعود إلى القرن التاسع عشر، عندما أُجبر ملايين الفلاحين الهنود على العيش كعمّال زراعيين وزراع قطن مأجورين، إلا أنّ العملية عُمّمت الآن لتشمل كامل القسم الجنوبي من العالم. هكذا تم خلق الطبقة العاملة الفاقدة للمأوى، التي كانت ولا تزال شرطاً لنقل الصناعة من العالم الغني. ومرة أخرى، كانت القبضة الحديدية للدولة ــــــ وبشكل أكثر تحديداً، للدولة القومية الأميركية ــــــ هي التي سحقت المقاومة ضد هذه العملية، ومهّدت الطريق للعب الحر لقوى السوق
ا. فليست الزيادة السكانية بحدّ ذاتها هي التي تؤدي إلى زيادة الهجرة، وإنما نموذج التطور الرأسمالي هو الذي يحرم الملايين من سبل العيش ومن أي أفق مستقبلي.
فهيئة الأمم المتحدة تقدّر أنّ سكان أفريقيا سيزيدون من 1,7 مليار نسمة (2017) إلى 2,5 مليار نسمة سنة 2050، وإلى 4,4 مليارات نسمة سنة 2100؛ وفي الوقت نفسه ستواصل الاقتصادات الأفريقية تطوّرها، وسيتاح لعدد متزايد من الناس الرحيل خارج البلاد. يدفع سميث بأنّ ذلك سيؤدي إلى هجرة جماعية، وأنّ ما بين 20 ــــــ 25 في المئة من سكان أوروبا سيكونون من أصول أفريقية، بعد حوالى 30 عاماً (بالمقارنة مع 1,5 ـــــ 2 في المئة سنة 2015). ولهذا، وصف الرئيس الفرنسي ماكرون الكتاب بأنه «وصف متكامل للقنبلة الديموغرافية الموقوتة في أفريقيا».
*
لماذا يخشى العالم تصاعد أزمة الهجرة في 2020؟
Feb 1, 2020
من مركز المستقبل
يُعاصر عالمنا اليوم بمجتمعاته الديمقراطية وغير الديمقراطية تحديات مختلفة، ساهمت في تغيير طبيعة الفاعلين التقليديين، وأشكال التعاون الدولي. فعلى المستوى السياسي، تتأثر الديمقراطيات الغربية بموجات الشعبوية، وسياسات القادة التي باتت تميل لتحقيق مصالح خاصة أقرب من مصالح المواطنين، وهو ما يساهم في تآكل قيم العدالة والمساواة والحرية.
وعلى المستوى الاقتصادي، تتأثر كافة الدول بتغيرات البيئة الاقتصادية العالمية، مُخلفة وراءها تحديات تنعكس على مواطني الدول. كما تساهم التطورات التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي في تغيير أشكال الاتصال بين الأفراد، والتأثير على نواحي حياتهم المختلفة. وكل ما سبق مجتمِعًا يلعب دورًا مباشرًا أو غير مباشر في التأثير على ظاهرة الهجرة، وموجات المهاجرين.
طبيعة الهجرة:
على عكس ما تُظهر وسائل الإعلام من توحد دوافع ظاهرة الهجرة، يوضح تقرير المنظمة الدولية للهجرة أن ظاهرة الهجرة مسألة مركبة ومعقدة، حيث ساهم انتشار العولمة، وظهور الثورة الصناعية الرابعة، في تغير الأولويات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة بسياسات الدول.
كما ساهم اضطراب الحقبة الراهنة التي يطلق عليها بعض المحللين "حقبة الغضب"، في تضرر قطاع عريض من المواطنين، وتعرضهم لأزمات سياسية واقتصادية وصحية واجتماعية وثقافية، مثّلت حافزًا رئيسيًّا لهجرتهم.
ويوضح التقرير بشكل عام أن الأفراد لا يميلون عادةً للانتقال خارج حدود دولهم، حيث بلغ عدد المهاجرين داخليًّا نحو 740 مليون فرد في عام 2009. ولكن من الملاحظ تسارع معدل نمو المهاجرين دوليًّا في العقدين الأخيرين. ويرجع ذلك إلى أسباب متنوعة كالدراسة أو العمل، أو الالتحاق بالأسرة.
ويأتي العنف والحرب في مقدمة الأسباب التي تُساهم في زيادة معدلات الهجرة الدولية، حيث تسببت الصراعات في هجرة نحو 41,3 مليون فرد حتى عام 2019. وجاءت سوريا في مقدمة الدول، التي يُهاجر مواطنوها بسبب الحرب، كما حققت اليمن والكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، وكولومبيا مؤشرات عالية في الهجرة الناجمة عن تصاعد وتيرة العنف الداخلي.
ومثّل التدهور الاقتصادي والاضطراب السياسي دافعًا رئيسيًّا للهجرة إلى دول أخرى كما في فنزويلا. فضلًا عن مساهمة التغيرات المناخية في نمو ظاهرة الهجرة أو النزوح المؤقت، كما في الصين، والهند، والولايات المتحدة، وأمريكا اللاتينية، وبعض الدول الإفريقية، كمنطقة بحيرة تشاد.
وجدير بالذكر أن الكوارث والحروب ينتج عنها لاجئون ونازحون بحاجة لمساعدات عاجلة، وهو أمر يضع المجتمع الدولي تحت ضغوطات كبيرة (ماليًّا، وتشريعيًّا، وأمنيًّا).
أرقام هامة:
يوضّح التقرير بعض الأرقام ذات الدلالات الهامة؛ حيث يشير إلى أن عدد المهاجرين الدوليين بلغ نحو 272 مليون فرد في عام 2019، وهو ما يمثل 3,5% من حجم سكان العالم. 52% من الذكور، و48% من الإناث. و74% من المهاجرين هم أناس في سن العمل (20-64) عامًا. ويمثّل اللاجئون نحو 25,9 مليون شخص، منهم 20,4 مليون لاجئ مُسجل في المفوضية السامية بالأمم المتحدة لشئون اللاجئين، و5,5 ملايين لاجئ مُسجل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في حين يمثل النازحون نحو 41,3 مليونًا، ويمثل الأشخاص عديمو الجنسية نحو 3,9 ملايين.
*Sep 7, 2021
نداهة الشباب
متهمين
اياهم بعدم الانتماء والولاء !! فمن البديهى أن ندرك أن أحدا
لايرغب فى ترك أهله ووطنه بغير سبب!!
والسؤال الذى ينبغى أن يشغل بال الجميع من المفكرين
والعلماء وحتى رجال السياسة والاقتصاد هو: لماذا أصبحت
«الهجرة» نداهة شباب اليوم؟!
الحقيقة أن حـال التعليم لدينا فضلا عن تدنى الوضع
الاقتصادى فى مقدمة هـذه الأسـبـاب وفـى مجال التعليم
أرى أنه كلما أعددنا خططا للإصلاح زدنا الطين بلة فكل
التوجهات الحالية تتجه إلـى تغريب التعليم بإنشاء فروع
للجامعات الأجنبية والكثير من الجامعات الأهلية والخاصة،
توفر البيئة المناسبة للعمل بعد اتمام الدراسة فضلا
عن توافر فرص للعمل حتى أثناء الدراسة برواتب مجزية أيا
كان نوع العمل الذى سيقوم به فهو سيتكفل بالمساعدة فى
اتمام الدراسة بنجاح وفى بيئة أنظف وأرقى !! فيا دعاة التعليم
الخاص والأهلى والغربى على أرض مصر هونوا على أنفسكم
وعلى أبنائنا حيث لايعقل أن تكون مصروفات دراسة الطب
فى أى من جامعاتكم تفوق المائة ألف وحتى المائتى ألف
جنيه فى العام فى مجتمع لايحصل فيه أى موظف شريف
على أرضك يامصر على أكثر من عشرة آلاف جنيه وأنا هنا
أقيس على مرتب الأستاذ الجامعى الذى سيتعلم على يديه
هؤلاء الشباب!!
فإلى جانب
بيئة العمل الطاردة بما فيها من مشكلات ومحسوبيات وعدم
تكافؤ للفرص فى الترقى وخلافه فضلا عن عدم وجود مظلة
تأمينبة حقيقية !، نجد التدنى الرهيب فى مستوى الأجور إذا
ما قورنت بأى بلد أخرى من حولنا وخاصة على الساحل الآخر
من البحر الأبيض المتوسط !!.
كيف أحيا حياة كريمة - وقد تحسنت بيئة
الحياة - وأنا لاأملك المال الذى يمكننى من شراء مستلزمات
هذه الحياة الكريمة من مأكل وملبس وتعليم وعلاج وخلافه ؟!.
ولاشـــك أن حـلـولا كثيرة ممكنة وكثيرا مـا أشـــار إليها
المختصون مثل فــرض الـضـرائـب التصاعدية على كبار
الرأسماليين والمستثمرين وكذا تخصيص جزءا من عوائد
الدولة الاستثمارية فى المشروعات الاقتصادية الكبرى لبند
زيـادة الأجـور وإعــادة هيكلتها بالعدالة الواجبة مرة واحدة
ٍ وبشكل مرض. وربما نستطيع بذلك الحفاظ على ثروة مصر
البشرية ونحتفى بهم داخل بلدهم بعيدا عن «نداهة الهجرة»
شرعية كانت أو غير شرعيه.. حفظ الله مصر قيادة وشعبا
وشبابا..
مصطفي النشار
*
لعاملان، الاقتصادي والأمني، هما أبرز العوامل، التي تدفع الناس للهجرة من بلدانهم الأصلية بشكل عام، ولا تعد بلدان المنطقة العربية استثناء في ذلك، بل إنها قد تتوافر بها، أقسى عوامل الطرد،
الهجرة غير الشرعية
*Nov 15, 2021
المسلمون والغرب.. غرام وكراهية
لماذا لا يذهبون إلى الدول الإسلامية نفسها أو إلى الدول غير الغربية مثل الصين أو الهند أو روسيا؟
السؤال الأكبر هنا يظل: لماذا تخاطر الدول الغربية باستقبال اللاجئين وتحميل نفسها ما لا طاقة لها به؟
الإجابة المتاحة هي أن هذه الدول تؤمن بحقوق الإنسان وتؤمن بقيمة الإنسان، وهي القيمة نفسها التي تهدرها الدول والمجتمعات الإسلامية على نحو يثير الأسى، بل لا قيمة له في الكثير من الأحيان.
Nov 17, 2021 Nov 21, 2021
أزمات الشرق الأوسط تدفع الآلاف إلى الهجرة من أجل حلم أوروبا
الظروف ليست مهمة، المهم العبور إلى أوروبا والحلم
غرض الوصول إلى الاتحاد الأوروبي.. رحلة خطيرة وشاقة بنتائج غير مؤكدة.
لبنانيون والعديد من السوريين، وكذلك أكراد من شمال العراق يريد جميعهم المغادرة على أمل حياة أفضل، فأوطانهم متعثرة في أزمات لا تنتهي منذ سنوات، بل وتزداد سوءا، وآخرها بسبب كورونا.
*
ثمّة ارتباط وثيق بين موجات الهجرة من الجنوب ونمط التراكم الرأسمالي، سواء المعتمد على الحرب، أو على تسريع الانهيار الاقتصادي بأدوات ليبرالية
باستقدام العمالة الرخيصة والمواد الخام من دول الجنوب
انتقال الطبقة العاملة في هذه الدول من مناهضة الرأسمالية الغربية إلى طلب اللجوء لديها، تحت وطأة الحاجة إلى العمل، وإعادة إنتاج شروط الحياة، في سياق معاكس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق