الخميس، 8 أكتوبر 2020

العالم العربي في انتظار الانتخابات الأميركية

 يفكّرون في السياسة بعواطفهم ورغباتهم ومصالحهم وبعقليتهم.

الدولة الأقوى والأغنى والأقدر في العالم، إزاء قضاياه، ومشكلاته، الكثيرة والمتنوعة والعميقة.

السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية تتسم بالاستمرارية، بحكم أن المؤسسات واللوبيات ومراكز صنع القرار هي التي تصنع تلك السياسة، مع دور أقل للرئيس، وهذا ينطبق على قضايا الشرق الأوسط، ولاسيما قضايا فلسطين وسوريا والوجود الإيراني في المنطقة، إذ هنا تتمثل مصالح الولايات المتحدة كدولة، في حين أن الرئيس (وحزبه) يتمتع بحيز أكبر في صياغة السياسات والقرارات الداخلية، أي حيث تتمثل المصالح المباشرة للناخبين الأميركيين، الذين يعطون الأولوية للشأن الداخلي ولأحوالهم المعيشية (الضرائب، الصحة، التعليم، العمل، البنى التحتية).

الولايات المتحدة هي التي تملك أوراق الضغط والقوة، بخاصة أن تجربتها تؤكد بأنها مهما فعلت فإن الدول المعنية لن تستطيع، ولا تملك، الخروج عن طوعها، وعن الاعتمادية عليها، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والأمنية، ما يفسّر صعوبة الانفكاك السياسي عنها.

 البعض يفكر أن السياسة الأميركية تتحدد بناء على المعايير ذاتها التي تجري في العالم العربي، حيث الرئيس هو الذي يقرر كل شيء، في السياسات والخيارات.

 الولايات المتحدة تتصرّف على هذا النحو على قاعدة فهمها لمصالحها كدولة عظمى لم يعد يهمّها من يسيطر مباشرة في هذه المنطقة (لا روسيا ولا تركيا ولا إسرائيل ولا إيران)، طالما أن ذلك يحفظ مكانتها، ويصون مصالحها، ولا يمسّ بأمنها، بخاصة مع انزياح اهتماماتها نحو جنوب شرق آسيا، وتزايد اعتمادها على مخزونها من النفط والغاز.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق