الخميس، 29 أكتوبر 2020

تجريم الإساءة للأديان


 التاريخ يخبرنا عن حروب دينية ضارية حصدت الملايين، حتى بين أتباع الدين الواحد، كما حصل في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت، وهي حروب امتدت لسنوات، كما الحروب الصليبية، وأخرى طائفية جرت في أكثر من بلد؛ لأن هناك من أساء للدين، أو أخطأ في فهمه، أو اعتقد بأن ايمانه أو معتقده هو الأنقى والأصفى والأصح.

إذا كان الرد على الحقد بالحقد، والكراهية بالكراهية، والعنف بالعنف، فإلى أين سيصل العالم؟ وكيف ستنتهي الصراعات؟ خصوصاً إذا توسل كل ذلك الدين مطية لتحقيق أهداف ومآرب لا إنسانية، مع الإيمان العميق بأن كل الأديان السماوية والرسل والأنبياء حملوا دعوة التوحيد والمحبة والسلام والتسامح، ولم يبشروا بالعنف أو التطرف.

في منحى الأزمة المستجدة في فرنسا، على ضوء الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة مدرس فرنسي، واستتبعها هجوم بالسكاكين في باريس على سيدتين عربيتين، ثم ما تلى ذلك من مواقف وتصريحات رسمية وغير رسمية وإعلامية

تناولت المسلمين والدين الإسلامي بشكل مسيئ ومستفز، خصوصاً عندما اعتبرت هذه المواقف مجرد تعبير عن حرية الرأي، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في العالمين العربي والإسلامي، فإن هذا التبرير لا يستقيم مع حجم الإساءة للدين الإسلامي ورسول المسلمين النبي محمد  صلى الله عليه وسلم؛ بل هو تحريض معلن على الكراهية والفتن.

إذا كانت العديد من الدول الغربية، ومن بينها فرنسا قد جرمت معاداة السامية، باعتبارها أحد أشكال العنصرية، فالأولى تجريم معاداة الإسلام والمسلمين؛ منعاً للفتن؛ وتحاشياً لردود أفعال غير محمودة.

لا يجوز بأي حال من الأحوال الإبقاء على تبرير حرية الرأي ساحة مفتوحة للإساءة للدين الإسلامي الذي يعتنقه أكثر من مليار ونصف مليار إنسان ، أو أي دين آخر؛ لأن حرية الإيمان والمعتقد هي جزء من حرية الإنسان التي يجب احترامها، أما حرية الرأي؛ فإنها تقف عند حدود الآخرين ومعتقداتهم. 

المطلوب الآن من أجل وأد أية فتنة، أن تسارع مختلف الدول، وخصوصاً الأمم المتحدة إلى سن وإقرار تشريع؛ يجرم التطاول على الأديان تحت أية ذريعة كانت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق