معركته مع الإسلام أم مع جماعات الإسلام السياسي
عنوان "ليبرالية فرنسا التي ننشدها"، تقول "القبس" الكويتية في افتتاحيتها: "قد يكون السلوك مبرراً عندما يغضب المجتمع الفرنسي أمام هول هذه الجريمة النكراء، كما غضب المجتمع المدني العالمي بأسره، لكن الخطر الذي يجب أن نتوقف عنده أن ينتقل هذا التطرّف العصبي إلى القيادة السياسية الفرنسية، التي كان شعار دولتها الوطني 'حرية.. مساواة.. إخاء‛، حتى وصل هذا التطرّف إلى رأس الدولة الفرنسية، رئيسها إيمانويل ماكرون بنفسه؛ ليعالج تطرّف حفنة، تدّعي أنها تمثّل الإسلام بتطرّف أكبر، تقوده دولة عظمى، ضد الشعوب الإسلامية برمتها".
لا يمكن أن أتفهم تجاهل قوانين الغرب لمسببات العنف وتأجيج المشاعر وخلق العداوات والصراعات باسم حرية التعبير".
حرية التعبير على المستوى الأخلاقي والعقلاني في أنظمة الغرب ليست مطلقة في العديد من الحالات التي تقمع فيها الحريات نتيجة ما ينتج عنها من ضرر كدعوات العنف والتحريض على القتل وتأييد النازية والفاشية!
يحسن المفكرون والقادة السياسيون التفكير، ويعتمدوا الحذر الموضوعي المطلوب في استخدام التعابير والمصطلحات، وذلك منعاً لأي إساءة إلى معتقدات الناس ومشاعرهم
العمليات التي تستفيد منها الماكينات الإعلامية، والحملات الشعاراتية الخاصة بالقوى اليمينة المتطرفة في العديد من المجتمعات الغربية، وحتى في دول أوروبا الشرقية التي تنسب التطرف الإسلاموي إلى الإسلام"
معركة جديدة داخل المجتمع الفرنسي بين اليسار الداعم للجماعات الدينية واليمين المعارض، فشن الإعلام هجوماً ضد الجماعات الدينية انتهزه اليمين في معركته السياسية
الحوادث الأخيرة قد تدفع الأحزاب اليسارية لإعادة النظر في استراتيجيتها الداعمة للجماعات الدينية الإسلامية، والمعركة الأوروبية المقبلة ستكون ضد 'الجماعات‛، لا ضد الإسلام، فلننتبه نحن للفرق اسلام فردي لا اصولي
*****
الإرهاب في فرنسا.. لماذا تحوّل "بلد الأنوار" إلى هدف للمتشدّدين؟
هل لأنشطة فرنسا الخارجية أيّ دور؟
لم يخف تنظيم "داعش" الإرهابي وهو يتبنى عددًا من الهجمات في فرنسا أن يشير إلى الدور الفرنسي في الحرب ضد الإرهاب، خاصة أن باريس كانت حاضرة بقوة في التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا والعراق.
القاضي السابق المكلف بقضايا الإرهاب، مارك تريدفيك، عندما صرّح عام 2015 بأن فرنسا هي العدو رقم 1 لـ"داعش"، وأنه من السهل له القيام بهجمات داخلها، وذلك بأسابيع قبل الهجوم الدموي في باريس.
الإرهابيين ينظرون إليها كبلد استعماري مسيحي منذ انخراطها في الحرب ضد الجهاديين، فضلًا عن استغلالهم لعلاقاتها القوية مع إسرائيل وبيعها أسلحة لدول "فاسدة" في الخليج لمزيد من تشويه صورتها.
يضاف إلى كلام القاضي الصورة الذهنية الحاضرة عند الكثير من المغاربيين الذين يشكلون الجاليات الأكبر في فرنسا، فهم يربطون بين حاضر باريس وبين ماضيها الاستعماري، ويحملونها جزءاً كبيرا من التخلّف الذي تعيشه بلدانهم، خاصة لاستمرار علاقتها القوية بأنظمة الحكم في بلدان عربية متعددة.
تدخل فرنسا في مالي زاد من عداوة الجهاديين لها، فبعد اندحار 'داعش' في سوريا والعراق وليبيا، توجه جزء كبير من مقاتليه إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء، واصطدموا هناك بالقوات الفرنسية" يقول اللطيفي، مضيفا أن الجهاديين يرون أنها تعتدي عليهم. ثم يلعب التوتر الفرنسي-التركي دورا كبيرا في تأجيج العداء، يشير اللطيفي، فهناك تعاطف إسلامي شعبي كبير مع تركيا أردوغان في مواجهتها مع فرنسا ماكرون على أكثر من جبهة سياسية واقتصادية وإعلامية.
هل تؤجج إجراءات ماكرون الوضع؟
تستعد وزارة الداخلية لطرد 231 أجنبيا مدرجين على قائمة التطرف، بينهم 51 شخصا خارج السجن، كما قرّرت تعزيز الأمن في المنشآت الدراسية، فضلاً عن تشديد الخناق على جمعيات إسلامية لديها مصادر تمويل أجنبية.
الرقابة على التعليم المنزلي وإنهاء جلب أئمة من الخارج، زادت من توتر النقاش، خاصة بعد حديثه عن "الأزمة التي يمرّ بها الإسلام".
ماكرون يحاول التغطية على "فشله في تدبير أزمة ما بعد كورونا، وكذلك على نتائج سياساته الجديدة في المجال الاجتماعي"، لذلك بحث عن "عدو وهمي"، هو الإسلام، خاصة مع محاولات ماكرون جذب متعاطفين من اليمين المتطرف الذين يمثلون كتلة انتخابية مهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق