الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

فضائيات الأخبار

 بلغت القنوات الإخبارية العربية من الأهمية ما جعلها إحدى الأدوات التي غيرت وجه الحراك السياسي في العالم العربي مع انطلاق ثورات 2011، حيث كانت هذه القنوات الوجهة الأولى للجمهور العربي بلا منازع،

وانتقلت القنوات الإخبارية العربية إلى المرتبة الثانية في تفضيلات الجمهور وخسرت نسبة لا يستهان بها من المشاهدين لصالح القنوات الفضائية العامة والمحلية، إذ تقدم الشبكات التلفزيونية العامة على غرار مجموعة “إم.بي.سي” وقنوات “أبوظبي” و”دبي” وغيرها من الشبكات اللبنانية والمصرية المتنوعة وجبة برامجية متكاملة من السياسة والرياضة والترفيه والقضايا الاجتماعية وتستعين بالمشاهير ونجوم الإعلام والفن لجذب الجمهور ورفع نسبة المشاهدة.

وتركز التلفزيونات المحلية في الدول العربية على جمهورها وتخصص غالبية برامجها للشأن المحلي وتتناول من القضايا الإقليمية والدولية ما يهم الرأي العام الداخلي بالدرجة الأساسية، فالمشاهد التونسي لديه موعد ثابت مع نشرة أخبار الثامنة على التلفزيون الوطني لمتابعة آخر المستجدات المحلية والقرارات الحكومية المتعلقة بوباء كورونا وتطورات المشهد السياسي وتأثيره على حياته اليومية، والمشاهد المصري أو الأردني أو الجزائري لا يفوت النشرة الرئيسية في التلفزيون الوطني.

 القنوات المحلية تحتل المراتب الأولى في نسب المشاهدة لاسيما في شهر رمضان حيث تشهد برامج الترفيه والمنوعات والمسلسلات الدرامية المنتجة محليا إقبالا جماهيريا فتضع هذه الفضائيات في أعلى قائمة المتابعة.

“صباح العربية” على قناة العربية السعودية، و”الجزيرة هذا الصباح” على قناة الجزيرة القطرية.

ويؤكد خبراء إعلام أن ميل الجمهور العربي نحو الترفيه والمنوعات لا يلغي اهتمامه بالقضايا السياسية والأخبار وآراء المختصين والمحللين حول ما يجري في المنطقة، إلا أن المسألة نسبية وما اختلف هو معدل المتابعة للسياسة وتراجعها وليس هجرتها تماما، لذلك تحاول القنوات الإخبارية مواكبة تغير أنماط المشاهدة لدى الجمهور بتنويع برامجها، إضافة إلى أن هذا التراجع جعل المنافسة بين القنوات الإخبارية أكثر جدية لإقناع الجمهور بمتابعتها.

ويرى متابعون أن الفضائيات التلفزيونية العربية باتت تشكل جزءا أساسيا من مكونات النسيج الثقافي للمجتمعات العربية، تتفاعل وتؤثر في الحراك الاجتماعي، بما تقدمه على مدار الساعة من برامج ومواد حوارية أو مسلسلات درامية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق