الاثنين، 26 أكتوبر 2020

النوم والموت

نخشى الموت ونحب النوم بالرغم من أنهما متشابهان بدرجة كبيرة ففى كل منهما نفقد الإحساس بمرور الوقت ولا نستطيع السيطرة على أجسامنا. نحب الـنـوم فهو راحــة للجسم ولا نستطيع مهما قاومناه إلا أن نستسلم لسطوته فى النهاية فالنوم «سلطان» كما يقولون دائما. عـالـم البرزخ لا نعلم عنه الكثير بعضها مشاهدات وبعضها استنتاجات مما ورد فى القرآن الكريم وبعض التفسيرات الخاصة به وبعضها من السنة النبوية الثابتة. للإمام ابن القيم الجوزية كتاب هام بعنوان «الروح» يكشف فيه عن العديد من الأســرار الخاصة بالروح والنفس من خلال تفسيرات مستقاة من كتاب الله والسنة النبوية.

ولكننا نخاف الـمـوت وذلــك لأسـبـاب كثيرة منها الخوف من الحساب جراء ما اقترفناه من آثام ومنها حبنا الشديد للدنيا بالرغم من ما نعانيه فيها من أحداث لا نرضى عنها... معاناة الحاجة والفقر والمرض والاكتئاب والخوف والتوتر وما إلى ذلك...اختصر المولى جل وعلا َْقنَا َ َقْد َ خل ذلك فى الآية الرابعة من سورة البلد «ل ِ َ نس َ ان ِ ف َى كَبٍد». ْالإ نجد ذكر الموت فى القرآن الكريم كثيرا وذكر النوم ايضا ففى الآية ٢٥٩ من سورة البقرة نجد ذكر عزير نبى الله الذى أماته الله مئة عام ثم بعثه نتيجة أنه مر على قرية خاوية فتعجب كيف يحييها الله بعد فنائها فأماته الله مئة عام ثم بعثه طالبا منه ان ينظر إلى حماره وإلى طعامه فوجد الحمار مجرد مجموعة من العظام النخرة 

وشاهد كيف كسى الله تلك العظام وعاد الحمار إلى سيرته الأولى وطلب منه أن ينظر إلى طعامه وشرابه كيف أنهما بقيا على حالتهما بدون أى تغيير بالرغم من مـرور كل تلك المدة ويقال إن الطعام كان عبارة عن تين ولبن وهما من الأطعمة المعروف عنها سرعة التلف والعطب. اما قصة الفتية المؤمنين فى سـورة الكهف وكيف أن الله أرسلهم فـى سبات عميق لما يزيد على ثلاثمائة عـام وعندما زالـت الغمة واستيقظوا ظنوا أن نومهم قد استغرق يوما أوبعض يوم. والحقيقة أن النوم كالموت ولا يجب أن نخشى هذا ولا ذاك ففى الأول وفى الآخـر نحن فى حاجة إلـى رحمة إلـه وفضله وبدونهما فإننا هالكون لا محالة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق